الموضوع: شِراعٌ مُقدّسٌ
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-23, 11:43 AM   #1
الْياسَمِينْ

الصورة الرمزية الْياسَمِينْ

آخر زيارة »  04-29-24 (05:01 PM)
المكان »  أرض الصداقة والسلام
الهوايه »  فنون الأدب / السفر/ الفروسية/ الكراتيه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي شِراعٌ مُقدّسٌ



سلا قلبي أحبته تباعا
ومال إلى الوداعة ما استطاعا

وآلى أن يؤوب إلى ظلال
تقيه اللفح.. تنسيه التذاعا

عصا أمر اللحاظ وكان قدما
إذا ما اللحظ يأمره.. أطاعا

فلا هند تنازعه وجيبا
ولا ليلى تداولها النزاعا

ولا ذاك الغرام غدا حريا
بلهفته.. ويلزمه اتباعا

مضت أيامه كسحاب صيف
فما روى.. ولا جلب انتفاعا

ولا أعفاه من حبّ مقيم
تأبد فيه روحا واتداعا

تألفه غداة النشء خلقا
وقبل الخلق حلما وانطباعا

تجلى غير مسبوق بمثل
ولا مستدرك أوجأ وقاعا

فمن خصت به ذكرت بقدس
ومن لمقدس يطوي شراعا؟!

ويثنيه ومن أولاه حفظا
ألان الريح والبحر انطباعا

وأجراه مهيبا في جلال
تناط به بصائرنا اختشاعا

هي الأم العظيمة قدر نفس
لدى من قدر الكون ابتداعا

ومن وصى بصحبتها ثلاثا
فأعلى شأنها فضلا وراعى

بنعمى برها تلقى سلاما
إذا ما الصور قلقنا ارتجاعا

وترقى بالخضوع لها علوا
ينوف طباقها السبع ارتفاعا

إلى أن تبلغ الفردوس فوزا
وتجني كل مرغوب متاعا

وتشهد وعد خير الخلق طرا
بعينك بعدما أطرى سماعا

حمتك بصدرها طفلا رضيعا
إذا أحسنت.. أحسنت الرضاعا

وحلب حشاشة منها استمدت
من الأغلى جوارحك التماعا

وتقليب الليالي مثقلات
بهمك..ما خبا..شب اندلاعا

بعين أمست الأحلام فيها
فضاءات تملتك اطلاعا

بسيل من محبتها عصي
على حصر أراد له اتزاعا

يظل لسانها رطبا بذكر
تذود به وتسقوي دفاعا

ببسملة وتسبيح وحمد
تقيك الشر.. تحصنك امتناعا

تضمك؟ لا! يضمك غير وان
فؤاد سابق منها الذراعا

تلمسك ابتداء شق روح
فأوجد فيه لمسك ما أضاعا

من الزمن الجميل من افتنان
يثير النبض يلهبه اندفاعا

يحمله حنينا فاض جما
وحبا كاد يتلفه انصداعا

نمتك جذورها غصنا فغصنا
ووافى نسغها.. منك اليفاعا

فلما صرت ذا ثمر وزهر
يشار إليك- أسقطت القناعا

ورحت ترى لنفسك ما خلاها
وتنسب ما جنيت لها انخداعا

إلى أن آدك العمر ابتلاء
وأوشك أن يرغمك انخزاعا

تذكرت التي إن ضقت يوما
أحال دعاؤها الضيق اتساعا

وحلا حلمها غيظا تعدى
إلى كبد تغص به أتراعا

فآساها وأبرأ راعفات
على حنق تناسين انقطاعا

تذكرت الصفاء ونور وجه
يبدد سدفة الليل انقشاعا

تزوده الغصون حيال ضعف
شعاعا جد متبعا شعاعا

تذكرت الرضا ورواء صبح
تنفس طيبها.. فغلا رواعا

وحجرا باحتضان رد روحا
وضما أسبل الدمع التياعا

ومعترقا بهجرك لاح نضوا
يدهده مفضلا مثواه باعا

ندمت وراحت الحسرات تترى
على ما فات مستبقا وداعا

فذرني خدن قافيتي نشيدا
يعزز نفحه لوت اليراعا

ألا يا قلب أحمد منك أوبا
وأكبره دنوا واتضاعا

فلولا أن أمي.. جلو همي
لعشت العمر هما وارتياعا

وبت على شفا جرف هؤور
أحاول يائسا فيما تداعى


 


رد مع اقتباس