عرض مشاركة واحدة
قديم 12-18-23, 08:05 AM   #506
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:26 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



في كلّ مرةٍ ..

يخطر لك أن تقف، تذكّر جهد قلب النّبي حينَ كان حريصًا عليكَ و هو لم يراك.. خاف لحظةً أن تميل عن الدّرب، أن يغلبُكَ هواك، أن لا تكون كما يليق، حينَ الموعد سينُادي أمّتي أمّتي، ستكون الخائف على نفسك في لحظة ضعف، يجبر كسرها حرصُ قلبه، وما أجَلَّ قلبه!

والله لو جلسنا سنوات لدراسة قلبه ما وعينا مقدار الحرص، مقدار الاهتمام بالتفاصيل والقلوب، مقدار الزّرع الذي لا يموت، وما أمتنَ غراس النّبي! ما أصلبَ ما بنى وترك.

الآية ( 29 ) من سورة الفتح، تقتحُ لك بابًا
(محمدٌ رسول الله) قد رفع الله شأن نبيه إذ نسبه لنفسه وجَلَّ الله إذ أحبَّ عبدًا، ما ترك قلبه إلا رفيع المقام، سامق الشأن، عالٍ لا ينحني، لا تشوبه الأهواء ولا فراغ العابثين ولا خوض الخائضين.. محمدٌ حبيبُ الله
( والذين معه)

هنا نقف، نرتجف، نبحث عن أنفسنا في قلب الآية الموجعة المحفّزة، والذين معه، برفقته، بالسّير على الدرب دون حياد ولا مَيل، بالحُبّ عملًا والصدق قولًا وبالاتّباع سيرة ومسيرة، لن تسقط سهوًا إن تعلّقت.

(أشداء على الكفّار)
المؤمنُ قويٌ لا ينطفئ، ولا تأتِ شدّتُكَ بهوانك على نفسك وبجهلك ذاتك، وجهلك المسار هو أول ضياعٍ للأثر، الشّديدُ حريصٌ لدينه متينٌ عليه لا يرضى ذلّة أهله وهوان أمّته، تاركٌ للأثر شديدٌ على تهذيب ذاته وتدريبها وتمرينها واستعدادها المستمر. الدين لا يرضى هوان الرجال. وهذا الدين عظيمٌ لو كان له رجال!
(رحماءُ بينهم)

مبدأ اللُطف، التآخي، مبدأ الجسد الواحد، الشعلةُ التي لا تنطفئ والحُبّ المتعلّق بعنان السماء وما فيها، لا عرقلةٌ لفراغ لكنّها غاياتٌ لله وفي الله.. الدربُ قاسٍ مؤلم، والقلب الذي يحنُّ عليك قبل أن تئن، لهو خليقٌ برفعك، لهو الأحقُّ بالاحتضان سرًا والحرص جهرًا، لهو هارونُك يا موسى، وقلب يعقوبٍ عليك.
(تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا ممن الله)

قد آتاك المسار وعلّمك السّير عليه، في الركوع بداية الاستقامة وفي السّجود تنطق السّر وفي مداومة الابتغاء هناك عملٌ دؤوب لا هوادة فيه، وترجو ما عند الله وأنتَ متكاسل؟ والله إن ما عنده الله لا يأتِ بانطفاء همّة ولا فراغ هدف.
( ورضوانا)

أهلُ الله أصحابُ حال، أصحابُ سير لا تعب للأقدام فيه، إذ علموا أن السير إلى الله جُلّه قلب، فالمحراب هنا هو صدرُك إن جاء الله بقلبٍ سليم.
مُتعبٌ أنت؟؟ لا .. بل سائرٌ و ما ألذَّ السّير له .

أسعدكم الله أينما كنتم
لنا لقاء آخر إن شاء الله