01-18-24, 10:38 AM
|
#1158 |
|
حكاية وحكمة / يوم مشؤوم أغبر ليس فيه نور!
ذات يوم وبعد نقاش حاد بين زوجين ،
غضب الزوج على زوجته ورمى عليها يمين الطلاق ،
وقال لها : والله لا ترجعين إلى عصمتي ،
إلا في يوم مشؤوم وأغبر ليس فيه نور.
فخرجت الزوجة إلى بيت أهلها وهي تبكي ،
وبعد أن هدأ الزوج أحس بالندم على ما فعل.
فخرج ليبحث عن فتوى من أحد العلماء في القرية
والتقى بشيخ القرية وسرد له القصة فقال الشيخ :
ومن أين سنأتي لك بيوم مشؤوم أغبر ليس به نور ،
سامحك الله على ما فعلت.
لا أجد لك مخرجا من هذا الأمر ،
فاذهب إلى المدينة لعلك تجد شيخا أعلم مني قد يجد لك فتوى.
رجع الزوج للبيت واستعد للرحيل باكرا ،
واستيقظ متأخرا لأنه لم ينم طوال الليل لشدة همه وأسرع للسفر إلى المدينة ،
وذهب للجامع الكبير ليصلي الظهر ، ثم سأل الشيخ عن يمين الطلاق.
ولكن رد الشيخ كان مثل رد شيخ القرية :
من أين سنأتي لك بهذا اليوم المشؤوم الأغبر الذي ليس فيه نور.
خرج الزوج مهموما ، يجر قدميه إلى أن وصل إلى سوق المدينة ،
وجلس شاردا لأكثر من ساعة أمام كشك لبيع الخردوات.
فجاء صاحب الكشك إليه وقال له :
ما بالك أيها الرجل؟
جلست لأكثر من ساعة وأنت شارد الذهن.
فحكى الزوج قصته وأنه لم يجد شيخا يفتي له ،
فهمس صاحب الكشك إلى الزوج ، وقال :
أترى ذلك الشخص على يمينك؟
فقال الزوج : الذي يفترش الأرض وثيابه رثة
وشعره كثيف وغير ممشط ؟!
قال صاحب الكشك : نعم .
إذهب وقص عليه واسأله فهو رجل حكيم.
إستغرب الزوج فكيف لهذا الرجل البسيط
أن يجد له مخرجا وقد عجز العلماء عن ذلك.
ثم قال في نفسه : سأذهب فلم يعد لدي سبيل غيره.
ذهب إليه وجلس على الأرض بجواره ، وقال له:
يا عم أريد أن أحكي لك قصتي.
فقال له : احكي يا غافل.
فاستغرب الزوج ، وبدأ في سرد حكايته حتى نهايتها.
فقال الرجل الحكيم : هل صليت الفجر ؟!
فقال الزوج : لا والله لقد إستيقظت بعد الفجر!
ثم قال الرجل : كيف حال أمك اليوم ؟!
فقال الزوج : لم أرها اليوم فقد خرجت مسرعا!
فقال الرجل : كم قرأت من القرآن اليوم؟!
قال الزوج غاضبا : قلت لك يا حاج أني كنت في عجلة من أمري ،
ولم أقرأ شيئا ولم أزر أحدا!
فقال الحكيم : إذهب وخذ زوجتك ،
فهل هناك يوم مشؤوم وأغبر وليس به نور كيومك هذا!
لم تصلي الفجر ، ولم تقرأ القرآن
ولم ترَ أمك ولم تسألها عن حاجاتها ولم تستأذنها!
ففرح الزوج وأصبح يقبل رأس الرجل وقال له :
لقد أنقذتني يا شيخ ويا علامة أطلب ما شئت يا شيخ.
فرد الحكيم : أنا لا أطلب إلا من ربي يا غافل. العبرة /
إياك أن تستحقر احداً ، وقد تجد ضالتك
في مكان لم تعتد عليه ،،
|
| |