الموضوع: ياهل ترى كيف
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-24, 07:47 PM   #3
حادي العيس

الصورة الرمزية حادي العيس
السعـودية عظمى

آخر زيارة »  03-09-24 (09:01 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حي المريكبات، بالدمام
تتناثر فيه مجموعة قليلة من القصور
والكثير من الفلل على مساحات شاسعة
كان يعتبراً حياً راقياً لأصحاب الدخل العالي (نوعاً ما) ..


في ذلك الحي نشأت غِراً أبلهاً تحت ظل والده .
كنت أؤمن بالحياة الوردية وبالمثاليات وأن الخير هو السائد في قلوب الرجال.
ولأن المنغصات شيء كنت اقرأه فقط بالكتب كنوع من الخيال الأدبي .
كانت حياتي تسير بهدوء كأنغام مطلع أغاني فيروز ..

كنت متفوقاً بالدراسة، مشاركاً بأنشطة المدرسة
كنت قائد فريق الكيمياء المدرسي .. ومشاركاً في فريقها الرياضي
كان ثناء المعلمين على ذكائي وتفوقي شيء روتيني واعتيادي
حد اني أدمنت بداية كل سنة دراسية
فمتى ألتقي بأستاذ جديد ابهره بمقدراتي العقلية ..

في الحي كانت علاقاتي جيدة مع اقراني
كان هناك جامع كبير يتوسط الحي وكان إمامه رجلاً صالحاً ( أتضح لاحقاً انه متطرف أيضاً )
وكان يحرص هذا الإمام على إقامة الكثير من المناشط والفعاليات الدينية والترفيهية لأهل الحي
وكان من ضمنها صيام يوم الأثنين والخميس .. فكان اهل الحارة يصومون جميعاً
ثم نفطر إفطاراً جماعياً في المسجد بعد ان يتشارك الجميع باحضار الوجبات المتنوعة

لذلك كنت اعرف اهل حارتنا كلهم .. اشخاص صالحون خيرون
نتج عنه رصيد ثقافي عالي عن عادات وتقاليد اهل شبه الجزيرة العربية
فكنت اعرف طبائع ووجبات اهل الشمال والجنوب .. الشرق والغرب

ماقام به ذلك الإمام هو انه منحنا تلاقحاً ثقافياً دون أن يعلم...
لازلت أُدين الى اليوم له بذلك ..

//


دعني اتقدم بكم للإمام كثيراً
أتوظف وارتحل بعيداً عن اهلي ومنطقتي الآمنة
لمدة خمس سنوات واجهت الكثير من السواد
رأيت الكثير من خبائث الطباع وسوء النوايا
ولأن هذه العوالم كانت جديدة علي
أرتأيت ان اذهب لأقصى مايمكنني لاستكشفها


فكنت أغوص بالوحل اكثر واكثر
بحثاً عن ماذا ؟ لا أعلم
اعتقد ان الطبيعة البشرية الجديدة علي
قدرة البشر على الشر العالية كانت مجالاً جذاباً لي
القدرة على الانحطاط كانت شيئاً مثيراً للرؤية
أنماطٌ سلوكية بشرية لم اعهدها فأردت ان اسبرها أكثر


//

بعد خمس سنوات، تركت وظيفتي وعدت لمهربي الآمن
لكنف عائلتي الحنــونه
في طريق العودة كنت أسحب معي ظلالاً طويلة
من المعرفة المشؤومة بطبيعة البشر وحقيقتهم


هذا الظل الجاثم بجانبي بكل لحظة الآن
ليحكم على البشر كما احكم ويعامل البشر حتى قبل أن اعاملهم
يغتال في عيني كل المواقف البريئة التي يتصنعونها
فأبقى في صراع داخلي .. هل البشر في حقيقتهم بريئون ام مخادعون




 

رد مع اقتباس