عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-24, 07:59 AM   #1652
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ليكن أخوف ما تخاف منه أنك بعد أن استعددت وركبت ومشيت، أن ينقلب بك المركب!

وهذه ثلاثة أنواع من الأمواج أحذرك منها في بحر رمضان:

العوائد، والعلائق، والعوائق

يقول ابن القيم رحمه الله: “الوصول إلى المطلوب مرهون بثلاث: هجر العوائد، وقطع العلائق، وتخطي العوائق”.

1️⃣هجر العوائد:

لا نريد أن يكون رمضان مثل كل رمضان؛ نفطر، نأكل وننام.

لا نريد رمضان مثل كل رمضان؛ يضيع ما بين الولائم والزيارات.

لا نريد رمضان مثل كل رمضان؛ أول الشهر نتناظر: “هل سنصوم مع السعودية أم مع مصر؟”

وفي وسط الشهر نتجادل: “هل تجوز الزيادة على إحدى عشرة ركعة أم لا تجوز؟"

وآخر الشهر نتشاجر: "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة أم لا ؟”…

كف عن الشحناء! كف عن المشاكل!

العوائد قد تكون من المباحات .. بل من العادات .. لكنها اتسمت بالإلف، وصارت من عادات المرء لا من عباداته..

اعبد الله بتجرد من الحظوظ والأهواء .. حتى العادات التي داومت عليها: اهجر البرود فيها، وجدد النيات في عملها، وأخرجها من الروتينية والرتابة، كيلا تغرقك هذه الموجة.

2️⃣ قطع العلائق:

أحد الإخوة بعدما توقف مع نفسه وتاب، فوجئ في رمضان بموجة عالية؛ إنه يجد مشقة في غض بصره!

كان يحسب أنه إذا أهله رمضان سيكون ملكا!

ففوجئ في عرض البحر .. بأن نفسه تراوده على معصية كبيرة .. فوجئ أنه يعرض عليه الدخان .. فوجئ بنفسه تراوده على .. وعلى .. في رمضان!

يا أخي ..

اعلم أنك لن تصبح ملكا، فلا تزال فيك بعد التوبة رواسب لهذه العيوب والذنوب، فاقطع هذه العلائق قطعا؛ كيلا تغرقك هذه الموجة.

3️⃣تخطي العوائق:

العوائق: أشخاص ففي الطريق ..

اقرأ هذه الآية: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (الأنعام: 112)،

فدعك من الناس، هون في قلبك الشر، حتى نفسك.. قلل من شأنها بداخلك .. نفسك الأمارة بالسوء من أعدى أعدائك؛ فتخطها، إنها طالبة للشهوات؛ فتجاوزها ..

وسبحان الملك! من خصائص العوائق إنك إن تخطيتها بفضل الله وتثبيته، فإنك لست فقط تنجو بذلك؛ بل إن هذه العوائق تزيد سرعتك في السير، وترفع إمكاناتك في الإبحار كالحجر إن وطئته رفعك، أو كالجبل الذي تكدح في صعوده، فإن تخطيت أقصى قمته وجدت يسرا في النزول عنه…

هكذا تجد كل المشاكل التي يفتعلها الناس حولك إذا قررت عملا صالحا في رمضان، كالعمرة أو الاعتكاف مثلا، إن قررت منع معصية قديمة كالاختلاط في الاجتماعات الأسرية، أو متابعة البرامج والفوازير والمسلسلات التي فيها النساء والمعاصي مثلا، بمجرد أن تثبت وتتخطى هذه المشاكل تجد أن كلا هؤلاء الناس يعينونك بإذن الله على حياتك الإيمانية .. فاثبت.

والآن .. اقرأ الآية مرة أخرى، لكن مع سياقها كاملا – ولا تجر بصرك عليها سريعا- فإني سأترك لك تدبرها:

قال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾

وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾

أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾

وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴿١١٥﴾

وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (الأنعام: 112-117).

إنه مجرد امتحان .. فتخطه مطمئناً .. ولا تغرقك هذه الموجة.....

مجالس الصالحين....


 

رد مع اقتباس