الموضوع: همساتُ روحٍ
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-24, 12:27 PM   #189
رضا التركي

الصورة الرمزية رضا التركي

آخر زيارة »  05-29-24 (05:11 AM)
المكان »  أم الدنيا
الهوايه »  كتابة الشعر العمودي

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



بنبرة حزن أناشد ضالّتي
فكم اتسعت الصّدور رحابة
لأن تحتوي منك حتّى الآلام
تارة في تغريد أفراح
وأخرى أهازيج رثاء
أعرّج في فضاءك ذو فاقة
وسائل حاجة لقلبي
أتكئ على عاتق الصبر
وأينك فرحتي
تواريت بحجاب دون التمنّي
فالحروف ذات أفنان
والأصوات ذات أشجان
لعابري سبيل وليس لإيّاي
أسائل الظّلماء كلّ ليلة
( أين مني مجلس أنت به )
وجواب الصوت خيبة آمال
فآلفت الكتمان
واستبقيت الحزن للرّوح
عجولٌ في إيذاء مشاعري
أنأى وأحزان القلب
بعيدا عن عينيّ القمر
أجاور الأسى وأصاحب غصّة روح
ومخاض الحروف أتى بقصيدة
حين ترى النور صارخة


وكم عبرةٍ واريتها في نهاري
وباللَّيلِ ما من عبرةٍ قد أواري

وكم من دموعٍ بالأكفِّ محوتها
لكي لا يروني لحظةً في انكسارِ

وكم فرحةٍ باتت ولكن قلبتها
لحزنٍ وما كانَ الهوى باختياري

وكم نازعتني يا سليمى صبابةٌ
وبتُّ أنا والدَّمعُ دونَ استتارِ

وكم باغتتني يا سليمى فواجعٌ
لدى طائفٌ يحتلُّ منِّي دياري

وكم ساءلتني يا سليمى جوارحي
بأسئلةٍ منها تقضُّ قراري

وكم من ظنونٍ يا سليمى تديَّمت
فصارت يميني باختلاطِ يساري

وكم من عذابٍ يا سليمى أصابني
وحِرتُ بلا هادٍ لإخمادِ ناري

وكم من حنينٍ يا سليمى إليكمُ
وقلبي عصيَّا إن أخذتُ قراري

وكم من لهيبٍ يا سليمى مبرِّحٍ
بقلبٍ أرى من قصدهِ لا يُماري

ولستُ بناسٍ يا سليمى هواكمُ
إلى أن يصير اللَّيلُ مثل نهاري

وددتُ لَوَ انِّي يا سليمى بمِيتةٍ
ولا يُبْصرُ الخذلانَ منكِ يباري

رُكِنتُ على رفٍّ قديمٍ كصفحةٍ
طوتها سليمى دون أيِّ اصطبارٍ

فإن يَّكُ عشقي يا سليمى خطيئةً
فعامرةٌ بالإثمِ منكِ دياري

بحر الطويل


 

رد مع اقتباس