أسعد الله أوقاتكم بكل خير
يوجد معنا في الحي حارس عماره من الجنسية البنغالية يعمل حارساً عند كفيله في عمارته منذ أكثر من 25 سنه
يعرفنا ونعرفه منذ أن كنا أطفالاً صغاراً
وبعد أن كبرنا صار صديقاً لنا نحن شباب الحي ..يشاركنا في جلساتنا وسهراتنا وسوالفنا وحتى في همومنا ومشاكلنا
كان صديقاً مقرباً بالنسبة لي ويفضي لي بأسراره ومشاكلة
ويحدثني أحيانا عن صاحب العمارة وكيف أنه يعاني معه من كثرة طلباته التي لا تنتهي وأنه يماطل في إعطائه اجازته وعدم زيادة راتبه (يفضفض يعني )
أيضاً بعد أن تزوج صاحب العمارة من الثانيه واسكنها في الدور الأرضي و الأولى في الدور الثاني
صار الحارس يحكي لي بإستغراب عن اهمال صاحب العمارة لزوجته الأولى وأنه يتركها بالاشهر دون أن حتى يسلم عليها
الحقيقه لم أكن مهتماً كثيراً لهذا الحديث فالبيوت أسرار وكل عائلة لا تخلوا من المشاكل...فكنت أستمع له مجاملة دون تفاعل (قرقر كثير صاحبي هذا)
ولكن يا أخوان وفي يوم من الأيام رأيت الحارس على غير عادته..شارد الذهن ويكلم نفسه
سألته : مابك؟
قال : أنا مثل كلب الحراسه ..مهما فعل به صاحبه إلا أنه لا يسمح بشيء يمسه بضرر
قلت له: وضح كلامك وش تقصد؟؟
لم يعطني أي إجابه ...واستمر على هذا الحال لأيام وأيام
وفي كل مرة يجاوب بنفس الإجابة (أنا مثل كلب الحراسة)
عندما رأيت الأمر طال ضغط عليه حتى اعترف لي بما أشغله وقال:
انه إكتشف أن زوجة صاحب العمارة الأولى أصبحت على علاقة مع جارها الذي يسكن في الشقة المقابلة
وأنه لايستطيع السكوت عن ما شاهده ..ولكنه في كل مرة ينوي الحديث مع صاحب العمارة يتردد ويسكت
فكرت في كلامه فخفت أن تحصل مصيبه في الحي لو تحدث ...وخفت عليه أيضا من أن ينقلب الموضوع عليه
فحاولت بكل ما أوتيت من قوه أن أمنعه من أن يتكلم أو يتدخل ..وفعلاً نجحت في هذا وأقنعته
وبعد مرور فترة قرر أن ينهي كل اموره هنا ويسافر خروج نهائي ..وأن يترك كفيله دون علم بما يجري في بيته
والسؤال المطروح الآن ..هل ترون أن فعلي هذا صحيح ؟
أم كان من الأفضل أن أشجعه على أن يتحدث ؟