الموضوع: همساتُ روحٍ
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-24, 01:27 AM   #224
رضا التركي

الصورة الرمزية رضا التركي

آخر زيارة »  05-29-24 (05:11 AM)
المكان »  أم الدنيا
الهوايه »  كتابة الشعر العمودي

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



آهٍ يا سليمى …

…كم سجنا من شعور

وكم حبسنا الشوق دهرا

ولجّمنا لسان الحال

حين كنا في أشدّ الحاجة

لبسط المقال

"غلبت علينا شقوتنا"

قساة ما أعوجنا

حين ضللنا مورد القلب

وألزمنا الجوارح صمتا وهنَّ عطشى

أثقلنا الخطى وهي مبتعدة

عن لمسة حنين أو همسة عتاب

ثمة أخطاء مبررة بالوجل

على إثر دعوة لكلينا

جاد بها الدّهر يوما ما

فهل لنا تناوش لصفحة بدء بعدما وأدناها؟

بكل قسوة هلنا عليها التراب

والدمع بعينيها لم نرحمها

وهي في رمسها خشية الخيبات

أشياءنا المتروكة على هدب لقاء

تبحث عنا ولسنا الباحثين

ربما أعدّت الأزمنة وذات والأمكنة

مهد لقاء نتوسد فيها الأمان

ونلتحف بحنين لم يفلت القلب ساعة

كم من أسئلة لم يفتح لها مجال

ولم يك لها في الفهارس أجوبة

والبعد بالمرصاد

كنت ألتفت بعين يملؤها الدمع

وفي يقيني ذاهبة بك الأيام

ولم أوقن بعدم الرجوع

أتحسس ريحك

وموطننا القديم وتلك الأطلال

خالية من الصرخات من اللهو

من الإدلاء بالمشاعر

لكنّ طيفك كان بكل رواق

أشحذ مدي التوق

لغياب تاركي بغير روح

لذت بالفرار من الحب ثم ماذا؟

لم أنجو من تذكار قائم حد المعاناة

أبيت كليم النجم

وأردد في خلوتي

" أين مني مجلس أنت به "

مناصفة كان الليل بيني وبينك

أوسد رأسي علّ عيني بنومها

تجار ومن سواك لها جار؟!!!

تجنّينا كلينا

ولم أرى جناة دون عقاب

حقا جل ما أخشى

أن نفلت يد الهوى

فنهوي بأحزاننا سبعين خريفا

في مستنقع ظلمات الحنين

يا للقصيد الذي حواك

كنتِ حشوا بين شطريه

وعروضا ذا علة دائمة الولوج

وضربا أقفِّي به أبيات تلو أبيات

وكل البحور شاهدة

صدحي واستعذاب عذابي فيك


ولي في ليالي الوجدِ منكِ حرارةً
إذا ما تطالُ الأخشبينِ تذيبُ

وواسيتُ نفسي إذ يهلُّ عذابها
وقلبي بما قد نالَ منكِ يذوبُ

تعاظمَ في قلبي سليمى وحبَّها
فكلّ رواحٍ للحنينِ يؤوبُ


ويكأنّ تباريح الوجد لا تعلوكِ

فللحب آلام يبرّح بها

من لامسته صبابة

بها يشكو وجده ويبكي شجوه

كما أشكوكِ فقدي

حين استبدّ الغياب

وتواريتِ خلف قضبان الصمت

يا للتجافي حلّ بدلا من التصافي

أنكأ جراح القلب كل ليل

أذكرني بأساي

وما حوت ضمائري

أسفا على ماض تولّى

لم أك فيه مستقبل فرحتي

وما كان الأمر بيدي

حين أفلتت يد القدر كلانا

وهل أكتفي بلقاك حلما!!؟؟

كلّا حتى ألقى يمناك على أيسري

وأخراهما تعلو كتفي

على نحو منتظم الخطى

متوسّم لعينيك بليل هادئ

والضوء خافت والعازف بارع

نتمايل باتساق الشعور

رقصة بإيقاع رومي

طوقتك بيمناي

وحديث يذوب على شفاه الوله

أفضي به لحبة القلب ومناي

حينها يا حب

لا نريد من لدن الإصباح من نذير

فما اكتفينا ولن نكتفي


 

رد مع اقتباس