ليس ثمة حنين فقط

إنما خالطه أنين يمزق ما بين أضالعي

حتى اللقاء الأخير خلا منه الوداع

أتفقد دفاتري وقد خلت سنّة الوالهين

أفتقد الآن روحي

فاعطيني عودا أنكأ به صبري

فلقد استمرأ الوجد لذة عبرتي

إذاما تعثرت الخطى

حتما سأجد طريقي إليك

بين الفينة والأخرى

دبيب الشوق ينحر تجلّدي

وأينه صبري؟

حين واريت شغفي

لألتمس منك حضنا

يحتوي دقات قلبي

ويدرأ عني موجعات خافقي

إذا البعد آخذك من بين يدي

حاضرة أنت مع كل نبضة

تناديك هلمّي إليَّ

يا رباطة جأشي أوان تخبطي

حين أزلُّ عن متن الحديث

والإعتراف بسهميك وإرباكي

أرهِّف السّمع لوقع خطاك

حين تعبر أفق خيالي

أستزيد وأستعذب فيك عذابي

وأعجل للإبكار

حتى أرى نور الصبح من عينيك

وأعمد لأمكنة

حازت تلاقينا بالأمس

أملّي عيون قلبي

وأتحسس أطلال بغية الروح

لعلّي بالغ عتبات قلبك

طارقا بالحنين

ومجامع اللهفة

فينفرج بابه لأسكن بسلام

بين ضعليك أبد الدّهر

يا ساكنتي

عمن سواك مغاليق قلبي

لا تنزوي قيد أنملة

وعيشكِ

بين الأهداب حفيظ عليك

ألّا يعتريك شكّ إنتمائي إليك



حاشاكِ من نقصِ الجمالِ وجاهةً
لبَّيــــكِ ما دامَ الفـــؤادُ سريعــــا

لنــــداءِ قلبٍ قد تغافـــلَ ذكـــرنا
والقلــــبُ ما ألفى إليــكِ شفيعا

تبيـــانُ شوقي قد بدا بينَ الورى
وأرى فؤاديَ إذ أمـــرتِ مطيعــا

قتَّالةُ القلبَ الشَّغوفَ إذا هوى
رئمَ الفلاةِ النّيــــافِ حِزْنَ ربيعـــا

بحر الكامل