عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-24, 09:33 AM   #541
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:42 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حَلَلتُم أَهلًا وَنَزلتُم سَهلًا، وطِبتُم وَطَابَ مَمشَاكُم وتَبوَّأتُم مِن الجنَّةِ مَقعَدا....
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!



خلال إحدى الحفلات ، شاهد أحد الحضور معلّمَه الذي كان يدرّسه في المرحلة الابتدائية قبل نحو 35 سنة.

أقبل الطالبُ بلهفة على معلّمه.. ثم قال له بشيء من الخجل: هل تتذكرني يا أستاذي؟

فقال المعلم العجوز: لا يا بنيّ.
فقال الطالب بصوت خافت: كيف لا؟...

فأنا ذلك التلميذ الذي سرق ساعةَ زميله في الصف..

وبعد أن بدأ الطفل صاحب الساعة يبكي طلبتَ منا أن نقف جميعا ليتم تفتيش جيوبنا.

أيقنتُ حينها أن أمري سينفضح أمام التلاميذ والمعلمين وسأبقى موضع سخرية.. وستتحطم شخصيتي الى الأبد.

أمرْتنا أن نقف صفاً..و نوجّه وجوهنا للحائط و نغمض أعيننا تماماً.
أخذتَ تفتش جيوبنا وعندما جاء دوري في التفتيش سحبتَ الساعة من جيبي.. وواصلتَ التفتيش الى أن فتشتَ آخر طالب.

وبعد أن انتهيت طلبتَ منا الرجوع إلى مقاعدنا وأنا كنت مرتعبا من أنك ستفضحني أمام الجميع.

ثم أظهرتَ الساعة وأعطيتَها للتلميذ.. لكنك لم تذكر اسم الذي اخرجتها من جيبه!
وطوال سنوات الدراسة الابتدائية لم تحدثني أو تعاتبني ولم تحدِّث أحدا عني وعن سرقتي للساعة.

ولذلك قررتُ منذ ذك الحين ألا أسرق أي شيء مهما كان صغيرا.
فكيف لا تذكرني يا أستاذي وأنا تلميذك وقصتي مؤلمة ولا يمكن أن تنساها أو تنساني؟

ربتَ المعلم على ظهر تلميذه وابتسم قائلا:بالطبع أتذكر تلك الحادثة يابنيّ... صحيح أنني تعمدتُ وقتها أن أفتشكم وأنتم مغمضي أعينكم كي لا ينفضح أمر السارق أمام زملائه... لكن ما لا تعلمه يا بني هو أنني أنا أيضا فتشتكم وأنا مغمض العينين ليكتمل الستر على من أخذ الساعة ولا يترتب في قلبي شيء من الحقد ضده .

فإذا وصلتك فضيحة "فلان" فدعْها تتوقفْ عندك لتأخذ أجرَ الستر.. فالحبيب المصطفى صلّ الله عليه وسلم يقول:

«مَن سترَ مُسلِمًا سترَهُ اللهُ في الدُّنيا والآخِرةِ » .

أسعدكم الله اينما كنتم
لنا لقاء آخر ان شاء الله