إن شئت أن تنصح أحداً
فتريّث
البعض لا يستحق النصيحة و لا يثمنها و لا حتى يتفكر بفحواها
و لأنه يدرك أنه ليس على الحق .. تستفزه النصيحة لمهاجمة الناصح له
الإعراض عنه ليس حفظاً لماء الوجه
لكنه اتقاء لفظاظته و اعتزازه بآثامه
و شعوره بالنقص هو الذي يدعوه للمكابرة
و سكوت من بيدهم الأمر عليه يجعله يصدّق أنه لم يرتكب إثماً و لم يخطئ
بل و الأدهى أنه يستلذّ باعتقاده بأن الآخرين يغارون منه
و هم في الحقيقة ينظرون إليه باستغراب و امتعاض و شيء من الاحتقار .
الأوهام أحد المآسي التي تقود شخصياتنا لحضيض السلوك دون أن نشعر
حيث تصور لنا أوهامنا أننا نقوم بشيء رائع أو أننا نثير الإعجاب
بينما نحن لينا إلا نقوم بمسرحية هزلية تثير الشفقة .