04-15-24, 12:27 PM
|
#59 |
الســـــــاحر |
مَضَى زَمَنٌ
كُنْتُ أَحْمِلُ بَيْنَ جَوَانِحِي
قَلْب شَاعِر
يُعْتِقُ الْإِحْسَاس ثُمَّ يَعْصرُهُ
حبْرًا عَلَى وَرَقٍ
يَتَغَنَّى بِهِ الْعَاشِقِين
مَع عَزْفِ الْمَزَاهِر
تَصْعَلكت أَصَابِعِي زَمِنًا
عَلَى خَصْر الْكَلِمَات
تَصِفُ الشِّفَاه وَالْجِبَاه وَالْقُدُود
تَرْسَم حُمْرَة الْوَرْدِ عَلَى بَيَاضِ الْخُدُود
لَمْ يَحْكُمني زَمَانٌ أَوْ مَكَان
وَلَمْ تُسْجَن كَلِمَاتِي بِقُيُودٍ أَوْ حُدُود
كُنْت أَدْفِنُ الْحُزْنَ فِي لَحْنٍ
تَعْزِفه الْأَنَامِلُ حَرْفًا مَنْسُوجًا مِنْ فَيْضِ محْبَرَتِي
وَتُدْندن بِهِ بِلَا وَجَعٍ
هَمسُ الْمَشَاعِر .
كُنْت أَحْمِلُ بَيْن جَوَانِحِي
قَلْبُ شَاعِر
ثُمَّ تَبَدُّل الْحَال
وَذَهَب الشَّغَف
حَتَّى إنَّ الْحُلُم
أَصْبَح تَرَف
لَا شَيْءَ يُثِير ف النَّفْس
كَوَامِنَ الْعَجَب
زَمَنٌ تسَاوِي فِيهِ
النُّحَاسُ مَع اللُّؤْلُؤُ
مَعَ الْحَدِيدِ مَعَ الذَّهَب
ضَاع الشَّغَف وَجَفّ الْحَبْر
رَاحَتْ سِنِين الْفَيْض
وَغَرَس النَّاس فِي حُقُول الْقَمْح الزُّعَاف
رَاحَتْ سِنِين الْفَيْض
وَلَمْ تَمْضِي بَعْد السنواتِ الْعِجَاف
مَات الْحُبُ فِي زَخْم هَذَا الْقَتْل
فِي زَخْم الْعَالِم الْمُتْخِم بِالْغُرَبَاء
هَذَا الْعَالَمِ الْمَأَزُوم
الْمَهْزُوم الْمَجْزُوم مِنْ إِنْسَانِيَّتَه
وَمِنْ رَحْمَةِ السَّمَاء
ذُلّ عَزِيزُ الْقَوْمِ وَراح
يَبْحَثُ عَنْ بَقَايَا بَيْتٍ
بَيْنَ بَرَاثِن الْقَنَابِل يَسْتُرُهُ
مِنْ بَرْدٍ الشِّتَاء
يَبْحَثُ عَنْ ضَوْءِ صُبْحٍ
عَنْ بِسِمَة تَاهَتْ
لَمَا ضَاعَ مِنْهُ الْخُبْز وَالدَّوَاء
نَبْكِي بِلَا دَمْعٍ كَرَامَتْنا
وَنَخَافُ أَنْ يَرَوْا فِي
أَجْفَانِنَا أَثَرُ الْبُكَاء
غُثَاءُ سَيلٍ
فِي صُبْحِ وَف اللَّيْل
والان نَحْسدُ مِنْ بِالْمَقَابِر
مَضَى زَمَنٌ
كُنْتُ أَحْمِلُ بَيْن جَوَانِحِي
قَلْبُ شَاعِر .
الساحر الابيض 15/4/2024.
|
| |