الموضوع: فتاة الخِدر
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-24, 09:43 AM   #44
خالد الحربي

الصورة الرمزية خالد الحربي

آخر زيارة »  اليوم (02:23 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



التالي .. هي رسالة تواجدت بين كومة الرسائل في كتاب " فتاة الخدر " :



أنا في المقهى الصعير المتواجد في طرف مدينتي الصغيرة ..
حيث بائعة القهوة التي دومًا ما تسألني عن جدوى الورق في جيبي ..
فأجيبها - غير صادق - بأنها للرسم وليَ فيها مآرب أخرى ..
وفي الحقيقة أنني هنا انسج الرسالة تلو الرسالة ..
أكتب بكل ما أوتيت من حب ..
فأنا أحبكِ جدًّا لدرجة أنني أقرأ رسائلي ألف مرة قبل أن أنشرها ..
خوفًا من أن تجرحك كلمةً فيها ..
فأمسح كلمة وأكتب أخرى ..
أحبك جدا لدرجة أنني أخاف عليك من سوء ظني وكثرة تفكيري ..
وأحبك جدا لدرجة أنني اخترت أن أعاتبك بلطف رغم رحيلك .!
أحبك بعمقٍ كعمق خندق ماريانا وبطموح كطموح هتلر بحكم العالم ..
ثم إنه .. بطعمٍ مقتبسٍ من طعم القهوة التي تصنعها بائعة القهوة أكتب إليك :
" عزيزتي حليمة ..
أكتب إليك لعلي أجد في الرسائل هُدى ..
أسأل عنك الزاهدين والسائرين في الظلام ..
هل منهم من يأتيني بخبرٍ عنك قبل أن يرتد إليَّ طرْفي ؟
يا بهجة السرور في قلبي التي ذبلت وراحت ..
بعيدًا عن مأوى المشردين وقريبًا من المنفيين ..
أكتب إليك على شكل مناجاةٍ لم تحرمها شريعتنا ..
خلف أسوار الليل أتيت إليك على صهوة ذكرى قديمة ..
أتيت لأبحث عن بُعدِ زمني آخر أطل عليك منه دون أن تعلمي ..
لأقهر لعنة المسافات وأختصرها ..
فأرسل نظراتي إليك متنكرة .!
ترتدي وشاحًا من أمنيةٍ قديمة ..
أطل عليك دون أن تشعري بي وأسترق السمع وأطمئن عليك ..


عزيزتي حليمة ..
هل قصصتِ شعرك كما كنتِ تتمني رغم رفض أمك ؟
هل ارتديتِ فستانًا أصفرًا يشبه يومي من بعدك ؟
أتذكر أنك تحبي هذا اللون كثيرًا ..
وهل نام الورد في خدك والعصفورة الواقفة على شباكك في يدك ؟
وعن الحب ذو السبع سنوات ..
أكانت تلك الاعترافات في جوف مكالمات ليلية
ماهي إلا طوقٌ من ورد حول حواف بئر ؟
أم أن السبع سنوات في ظاهرها كانت سمانًا
لكنها في الحقيقة كانت عجافًا ..
أنا أعتذر عن تلك السنوات الجميلة .!
فمن شدة حلاوتها نسينا الفراق ..
وأن لكل شيءٍ نهاية كما أن له بداية ..
نسينا أننا ننتمي إلى القبائل الأصيلة ..
حتى وإن ارتدينا الثياب الجديدة .. "


 

رد مع اقتباس