الموضوع: كلمات ضائعة ...!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-24, 11:39 PM   #1
AZIZ

الصورة الرمزية AZIZ

آخر زيارة »  اليوم (09:08 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي كلمات ضائعة ...!!




كان أول يوم له في وظيفته الجديدة دخل مكتبه ..وجد الأوراق مبعثره ، تتراكم على طاولته ملفات كساها وتلبسها غبار الإهمال والسنين ..

يا الهي هل هذا نذير شؤم أم اختبار صبر وتحمل ..!!

اخذ يرتب في الأوراق حسب أهميتها وتواريخها وحالت أوراقها الصحية والمختومة ..حتى صادفته رزمة من الأوراق محشوة في زاوية من زوايا المكتب ..تناولها وفك خيوطها ..وبدأ يقرأ فيها !! ..." أكتشف وجود رسائل ..كانت مكتوبة قبل خمسة عشر عاماً حسب ما هو متذيل في صفحاتها ..ما يميزها أنها مختومة بشفتي امرأة ..وهو الشيء الوحيد الذي لم تغيره أو تبعثر ملامحه طول الغياب ...!!

لم يكن يدري ما يفعل .. لكن الفضول هزم تردده ، وفك عقدة حيرته ..؟؟

فأخذ يتناول حروفها ويقفز على سطور عشقها ..كانت رسائل كثيرة وكل واحدة منها مرفق بالمغلف الذي لم يصل إلى المرسل إليه ..فقد انقضى زمن طويل ، ولم يعد هناك من ينتظر هذه الرسائل ..وكأنه يبرر تصرفاته ..فأخذ يتساءل عن ماهية أصحابها ..؟؟ وهل هناك من يكترث لقيمتها ..؟؟ هل اصحابها ميتين ، أم ما زال لهم قلب ينبض ...؟

إنها كلمات ميتة ومع ذلك عندما يقرؤها يشعر أنه يقترف انتهاك حرمة عفتها.. هو لا يستطيع أن يعيد الكلمات إلى سجن الملفات ،ولا يمكنه اغتيالها بتمزيقها ،وليس بمقدوره إعادتها كما كانت حالتها بعد أن فض بكارتها .!! في النهاية قرر أن يرتب صفحاتها وينفض الغبار العالق على كلماتها...ويخيط الخيط على أوراقها واضعاً عليها طوابع جديدة ، ملقي بها في صندوق البريد ...لعل يكون لها أصحاب احياء مازالوا له منتظرين ...وتكون شفيع له ليبرر فضوله وحماقة تصرفه !!

همسة ..

من منا لم يشتاق إلى الرسائل الورقية التي لم ترسل وكانت حبيسة خزانات عقولنا قبل رفوف مكاتبنا..!!
وهل غياب السنين يجيز فضحها وهتك حُرمة حرفها؟..



 


رد مع اقتباس