الموضوع: قصه وابيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-24, 05:40 PM   #21
سلمان الخالدي

الصورة الرمزية سلمان الخالدي

آخر زيارة »  يوم أمس (10:58 PM)
المكان »  محافظة الخرج
الهوايه »  الدعوه إلى الله

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذه قصة حدثت قديما
وهي تبين لنا ما قد يجري على الانسان من النكبات والخوف من الأعداء . كذلك تبين خطورة السباع إذا كان الانسان لوحده " خلاوي في الخلا ولا معه سلاح " والصحراء لاتخلو من السباع والذئب اذا صار جائعا يهم بالرجل ويأكله وليست كل الذئاب تفعل ذلك وانما البعض منها , فالرجل اذا كان بالخلاء أو كان نائما فهي تفترسه

كان هناك رجلا عابر طريق سار من عرب الى عرب آخرين , وبينهما مسافة طويلة , وكان معه اثنتين من الماعز يريدهما " منائح " لعياله وكان في اشد الحاجة لهما , وعندما أمسى الليل في الخلاء لم يكن معه سلاح , وكان معه فقط " مشعاب " كبير , وكان الرجل تعبان من طول المشي ورقد أما الماعز فربطهما عنده , وجاء ذئب وخطف واحدة منهما , وأكلها , فلما أصبح واذا واحدة من المعز قد أكلها الذئب , فواصل مسيره ومعه العنزة الثانية وفي الليل نام دون موطن أهله فلما رقد جاءه الذئب , وخطف العنزة الثانية , وهو راقد لم يشعر به من التعب لأنه طوال نهاره وهو يمشي على الاقدام , فلما أصبح واذا العنز الباقية قد أكلها الذئب , فواصل مسيره مفلسا من العنزتين , فلما جاء آخر النهار , واذا بالذئب الأمعط يعترض طريقه , وأخذ يمشي معه كأنه " خوي " له , فلما أظلم الليل وقف الرجل تحت جبل , وعندما جلس جاء الذئب ووقف أمامه , وأخذ يهز شعره ويرتعش , ويكشر عن أنيابه ويقترب منه , قال : من المؤكد أن هذا هو الذي أكل غنمي جاء الليلة ليأكلني فوقف الرجل وأخذ يعتزي ويعرض الشجاعة , لكن في الحقيقة الخوف بين أضلاعه , وأخذ المشعاب وصار يوجهه عليه كأنه بندقية , وفجأة سمع صوت بندقية مرت رصاصتها من أمامه وأصابت الذئب , وكانت آتية من جهة الجبل وسقط الذئب ميتا فأخذ ينظر الى مشعابه مستغربا ومندهشا . قال : هل مشعابي انقلب بندقية وأخذ يطالعه ويطالع الذئب الميت عنده , فتبين أن هناك رجلا قد أخفى نفسه في الضلع , رأى الذئب وخاف أن يأكل الرجل فرماه , وقتله ونزل من الضلع , قال لصاحب المشعاب " بيض الله وجهك هل قتلت الذئب ؟ قال : لا والله قتلته أنت , عساك ما تُذبح .وبهذه
المناسبة قال صاحب المشعاب أبياتا طويلة منها

يا راكب اللي للفيافي تخمي
الى مشت مع خايعٍ تمرس امراس

تلفي على اللي لد بالعين يمي
وانا بخدٍ خاليٍ ما به أوناس

يا ذيب ذقها من يمين ابن عمي
منيّتك عنده بقفشٍ من الماس

عقب الغنم عودت مطلبك دمي
والحي له من والي العرش حراس

المصدر : كتاب " قصة وأبيات " لمؤلفه ــــ ابراهيم اليوسف


 

رد مع اقتباس