كرم حاتم الطائي رجل يمشي على قدميه في صحاري وفيافي حائل
يولد بالفطرة مع كل حايلي
17 جمادى الأول 1433 08:13
حائل نيوز– مبارك الوهيداني
بدء الكرم رجل يمشي على قدميه في صحاري وفيافي حائل قبل 1400 عام جسدها حاتم طي أحد أشهر رجال الكرم بين العرب والذي ذاع صيته حتى أصبح رمزاً يضرب به الكرم والجود في العصر الجاهلي ومن ثم العصر الإسلامي ومن هناك من أعماق التاريخ السحيق بقي الكرام علامة بارزة لسكان منطقة حائل جيل بعد جيل حتى عصرنا الراهن حيث ألف عددا من العلماء الأجانب الذين زاروا منطقة حائل أمثال العالم الفنلندي جورج والن الذي زارها سنة 1845م وألف عنها كتابا أسماه «صورة من شمال جزيرة العرب» وتحدث عن صور الكرم لهذه المدينة والتي وصفها بالنادرة في الجزيرة العربية كما زارتها الإنجليزية الليدي آن بلنت عام 1879م وكتبت عنها كتاب أسمته «رحلة إلى بلاد نجد» حيث كشفت أن الكرم صفة في شخصية الحائلي والإنجليزية جرترودبل مساعدة المندوب السامي البريطاني في العراق، وقد أوردت مشاهداتها في مدينة حائل في مذكراتها والأمريكي مايكل بارون من جامعة ميتشيغان عن رسالته في«تاريخ حائل» حيث تحدث عن الكرم الذي يتصف به أهل حائل صغيرهم وكبيرهم نسائهم ورجالهم كما قام أيضا الباحثان الكندي وينت والأمريكي ريد بزيارة منطقة حائل عام 1970م.
العم فهد ناهض 74 عام يقول : الكرم بحائل يولد بالفطرة مع أي حائلي ومن أهم الصفات التي جُبل عليها سكان المنطقة هي دعوة الضيف الغريب للمنزل لإكرامه وان امتنع وأصر دعوته لشرب القهوة على أقل تكريم حتى أن البعض من سكان هذه المنطقة لا يدل الغريب عن طريقة حتى يستجيب لقبول ضيافته ويقول ضاحي الشمري : بأن الكرم يسري في دماء أهل المنطقة كعادة نبيلة تشرف كل من سكن هذه الديار ليحملها كوسام شرف لان حاتم الطائي كرسها عند أهالي المنطقة سواء سكان المدن أو القرى فكل منزل في حائل يجب أن يخصص غرفة خاصة لضيوف وتكون مفتوحة 24ساعة تتوفر فيها جميع أدوات الضيافة من القهوة والشاي والتمر وذبيحة الضيف وهناك رجالات كثر في حائل لازالوا محافظين عليها .
ويشير محمد التميمي أن الكرم في حائل لم يختصر على الرجال فقط فهناك نساء شهيرات في بادية حائل وحاضرتها كان لهن صور بالكرم فأحدى النساء عندما قدم إلى منزلها ضيفا ولم يكن زوجها موجودا وعندما سأل الضيف عن زوجها قالت في الطريق وعندما انتهى طبخ العشاء وقدمته لضيف قالت له هذه(ذبيحتك) وزوجي خارج حائل .
وقال كريم الشمري بأن الكرم وصل حد الخيال حين قدم رجل من أهل حائل ذبيحة لذئب هرم جائع لا يستطيع الصيد فبعد سماع الرجل لعواء الذئب وكأنه يستنجد بمن يسد جوعه فما كان منه إلا أن أمر خادمة بربط أحد الخراف بقرب الذئب لافتراسه وتم تلقيبه ( بمعشي الذيب ) أيضا هناك شخص في أحدى قرى حائل الجنوبية وضع مضياف على سبع طرق لعابرين من أجل أكرامهم وتقديم(زاد) السفر حيث خصص راعي المضيف عدد من أبنائه لخدمة الضيوف.
وفي جبل سلمى والقرى التابعة لها دأب أهل سلمى على فتح بيوت الشعر أمام المسافرين والضيوف وتوارثها الأبناء فيما بعد.
زيد سعدون الشمري أكد بأن للعيد فرحة في كل مناطق مملكتنا الغالية إلا أن الصورة في حائل تختلف فحين يقدم البعض مع صباحات العيد تشكيلة منوعة الحلوى فالشمس تشرق بحائل على مؤدبة من الأرز والحم يدعا لها الجيران وكل من مر بالطريق ولو كان صدفة
واتفق علي الصالح وفهد العيسى على سلبيات يصفها البعض بالكرم مع أنهم يرونها عكس ذلك وهي ما يحدث بين الحين والآخر وخاصة في حفلات الزواج من تقديم جمل بحجمه الطبيعي مطبوخاً كصورة من صور الكرم الفياض وهذا يحمل تشويه سمعة أهل المنطقة وان الكرم خلاف أي صورة من صور البذخ المحرم شرعاً ويضيف الصالح أن الكرم في الآونة الأخيرة تحول لبذخ وإسراف وتبذير في حائل خاصة ما يحصل في حفلات الزواج والعزائم الخاصة .