عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-14, 08:09 PM   #3
في صمتي شموخ

الصورة الرمزية في صمتي شموخ

آخر زيارة »  06-05-15 (02:43 AM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



" إذا بلغت الأربعين فاستعد لما أمامك فإنك إلى ضعف بعد قوة وإلى القرب من دار الآخرة والرحيل من هذه الدار والمرء إذا كان في شبابه يمكن أن يتعاطى العادات السيئة وهو مذموم بذلك وجسمه يتحمل ذلك كالتدخين و الإفراط في الطعام والسهر الكثير لكنه إذا بلغ هذا السن سن الأربعين فإن جسمه لا يتحمل هذه التجاوزات" .
والأطباء يقولون :

" إذا بلغت الأربعين فانتبه من أمور لأن أجزاء الجسم تضعف فانتبه من السكر وأنتبه من المواد الغنية بالكلسترول وانتبه من الانفعالات التي قد ترفع لك ضغط الدم



وكذلك أنت أيها المسلم فإن الذنب منك والمعصية والتفريط بعد هذا السن عيب في حقك.. وقد دنا الرحيل وقد دنا لقاء الله عز وجل وهكذا حال الدنيا :
لكل شيء إذا ما تم نقصان ** فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شادتها دولاً ** من سره زمن ساءته أزمـان

ومن بلغ هذا السن.. فينبغي أن يقول وأن يشكر الله بالتوبة والندم والإستعداد ليوم لقاءه : يؤخذ الإنسان بذنبه .؟؟
قال: إذا بلغ الأربعين فليحذر وليتوقى .



والمعنى :أن الإنسان قد يكون في شبابه معافىً.. ولكنه سيدفع فواتير هذه العافية وتلك المعاصي ..سيدفع فواتيرها بعد الأربعين أمراضاً ومصائب وكوارث ثم يلقى الله عز وجل فإن طهر في الدنيا وإلا فسوف يطهر في الآخرة بالنار ـ أجارنا الله وإياكم من عذاب النار ـ .



وأنت يا ابن الثلاثين.. وأنت يا ابن العشرين.. لا تظن أنك في عافية من ذلك فالموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل :
تزود من التقوى فإنك لا تدري ** إذا جن الليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتىً أمسى وأصبح ضاحكاً ** وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من عروسٍ زينوها لزوجها **وقد قبضت أرواحهم ليلة القبر
وكم من صغار يرجى طول عمرهم ** وقد أخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكم من صحيح مات من غير علةٍ ** وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر

فمن ـ يدري أيها الأخوة ـ متى يأتيه الأجل "( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ"*) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ () وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ () وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"

السعيد الذي لا يحزن عليه هو الذي قدم خيراً .. هو الذي عمل صالحاً ..فهذا ما عند الله ..خير وأبقى..خير له مما في هذه الدنيا من فتن ومحن ومصائب .

ولكن التعيس كل التعاسة ..ذاك الذي يحزن عليه وهذا الذي يتأسف عليه وهذا الذي خسر الخسران المبين ..لأنه ليس ثمة إعادة وليس ثمة محاولة أخرى .

فهذه هي داركم وهذه هي دار امتحانات.. فالكيس العاقل من دان نفسه وحاسبها وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .

يا ابن أدم أحبب ما شئت فإنك مفارقه .. وأعمل ما شئت فإنك ملاقيه ..وكن كما شئت فكما تدين تدان .