الموضوع: رواية بقلمي
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-15, 12:52 PM   #30
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  05-20-24 (04:44 PM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



"البارت الثالث"


بعد ان خرج "ستيف" من غرفة والدته اتجه فورا نحو غرفة "سام"
دخل عليه .. ومشى نحوه فوجده نائما .
جلس بجانبه على السرير .. ومسح بيده على شعره وكلام السيدة "سارة" لازال يتردد في ذهنه
مسح على جبين "سام" بأصابعه وهمس بهدوء :: لن أتخلى عنك يا "سام" .. لن أتخلى عنك يا أخي ::

فتح "سام" عينيه .. ونظر إلى وجه أخيه :: "ستيف"؟ .. هل عدت؟ ::
ابتسم "ستيف" وقال :: نعم .. عدت منذ قليل .. منذ دقيقة فقط دخلت إلى غرفتك ::
ابتسم "سام" قائلا :: أهلا بك ::
:: أخبرني يا عزيزي .. كيف حالك اليوم؟ ::
:: بخير .. أشعر بأنني أحسن من ذي قبل ::
:: الحمد لله .. لديك موعد غدا في المستشفى ::

نظر "سام" لعيني "ستيف" وقال مرتجيا :: أرجوك "ستيف" .. لا أريد العودة إلى ذاك المكان ::
أمسك بيده قائلا :: لن تعود .. لكن الطبيب يرغب برؤيتك ليعرف مدى تحسنك ::
تنهد "سام" وقال :: حسنا .. لكني لا أريد المبيت فيه ::
ابتسم "ستيف" وقال يطمئنه :: لن تبيت ::
:: "ستيف"؟ .. هل رأيت أمي؟ ::

انجلت الابتسامة عن ثغره .. وقال بعد تردد :: نعم .. لقد رأيتها قبل مجيئي إليك ::
قال "سام" بقلق :: لقد كانت غاضبه من "آن" كثيراً هذا الصباح ::
:: نعم .. لقد أخبرتني ::
:: لكن "آن" لم تخطيء يا أخي .. لقد رغبتُ بالنزول للحديقة والاستمتاع بالمطر .. لقد حاولت "آن" منعي .. لكنني أصريت عليها بأخذي ::

صمت "ستيف" قليلا قبل أن يقول بهدوء :: أفهم ذلك ::
:: هل لا تزال أمي غاضبة عليها؟ ::
:: في الواقع نعم .. أمي أصلا لم تكن موافقه على إبقائها لرعايتك .. لأن "آن" ليست ممرضة ::
قال "سام" منفعلا :: لست بحاجة إلى ممرضة أصلا يا "ستيف"! .. أنا بخير .. و "آن" تهتم بي كثيراً ::
:: هل أنت راضٍ عنها إذا؟ ::
:: كثيراً .. ولقد انزعجت جدا لأن أمي قست عليها صبح هذا اليوم ::
هز "ستيف" رأسه صامتا .. ثم سأل :: أين هي إذا؟ ::
:: لعلها في غرفتها .. لم تكن بخير بعد سماعها لأمي .. وطلبت منها الانصراف ::

نظر "ستيف" إلى ساعة معصمه .. فوجدها تشير إلى الحادية عشر والربع .
وقف وقال ..:: حسنا .. يجب أن يصل الغداء الآن .. ألست جائعاً؟ ::
ابتسم "سام" وقال :: بلى ::

ظل "ستيف" واقفا يفكر .. نظر إليه "سام" بفضول :: ما بكَ يا "ستيف"؟ ::
التفت إليه وقال :: لا شيء .. سأغادر واعود إليك بعد قليل .. لن أتأخر ::

ومشى مغادراً الغرفة .
حينما خرج من الغرفة .. وجد الخادمة تدفع بطاولة الطعام باتجاه غرفة "سام".. وكانت خارجة من غرفة "آن"

سألها :: "آن" في غرفتها؟ ::
:: نعم سيدي .. لكنها نائمة حتى الآن! ::
:: حسنا .. خذي الغداء إلى "سام" ::
:: ستتناول غداءك مع السيد "سام" يا سيدي؟ ::
:: بالتأكيد ::

ومشى نحو غرفة "آن" .. طرق الباب .. فلم تجيب .. أعاد طرق الباب .. ولم يسمع إجابة منها .
تساءل في نفسه :: أيعقل أن تنام حتى الآن؟! ::

فتح الباب بهدوء .. دخل إلى الداخل وأغلق الباب .
التفت فوجدها على السرير نائمة .. عقد حاجبيه غاضبا .. مشى إليها وقال بصوت حازم :: "آن" .. "آن" ::

التفتت إليه وفتحت عينيها .. واتسعت عيناها حينما وجدت "ستيف" واقفا عند رأسها
جلست بسرعة وقالت فزعة :: "ستيف"؟؟!! ::
ثم انخفض صوتها وهي تقول :: أعني .. السيد "ستيف" ::
ما زال "ستيف" يعقد حاجبيه وهو يقول :: لما أنت نائمة حتى هذا الوقت؟ ::

أنزلت رأسها ورفعت يدها إلى وجهها ولم تعرف بماذا تجيب .
نظر إلى عينيها .. فوجدهما ذابلتين ومتعبتين .. وكان وجهها محمر .. و كان شعرها مسدلا على كتفيها .
مد يده وأبعد شعرها عن وجهها .. نظرت إليه واتسعت عينيها .. فوضع يده على جبينها .
اخفضت رأسها قليلا بخجل .

قال بعد برهة :: حرارتك مرتفعة ::
وابعد يده عنها .. وسألها :: أ أنتِ متعبة؟ ::
تكلمت بهدوء :: أشعر بدوار ::
:: حسنا .. الزمي سريرك إذا .. سأطلب من "ميري" أن تحضر لك مخفضا للحرارة .. تناولي غداءك الآن ::
:: حسنا ::

وتركها وغادر غرفتها .. استلقت على سريرها ووضعت يدها على جبينها وقالت :: كم أنا خجلة .. أنا هنا للاعتناء بـ"سام" .. لكنني أمرض ليهتموا هم بي ::
واغمضت عينيها من جديد
اما "ستيف" فلقد نزل وأبلغ "ميري" بضرورة أخذ الدواء لـ"آن" .. وصعد من جديد حيث أخيه "سام"
فتح الباب ومشى إليه قائلا :: لقد عدت ::
:: تأخرت يا "ستيف".. أين كنت؟ ::

جلس "ستيف" وتناول صحنه قائلا :: لا تقلق .. هل تناولت طعامك؟ ::
:: نعم .. لكن ماذا هناك؟ ::
:: يبدو أن "آن" مريضة .. حرارتها مرتفعة ::
رفع "سام" حاجبيه قائلا :: ماذا؟ .. هل هي بخير؟ ::
:: تشعر بالدوار .. طلبت منها أن ترتاح .. لا يجب أن نرهقها ::
:: المسكينة .. هل استدعيت لها طبيباً؟ ::
:: طلبت من "ميري" الاهتمام بها .. إن لم تتحسن سأستدعي الطبيب ::

قال "سام" بحزن :: لقد تسببت في مرضها .. لولم أطلب منها أخذي للحديقة لما أصيبت بالمرض ::
ابتسم "ستيف وقال :: لا تقلق .. ستكون بخير .. اليوم أنا من سيهتم بك ::
:: شكرا لك يا عزيزي .. "ستيف"؟ .. أريد أن أرى "آن" ::
نظر إليه مفكراً .. ثم قال :: حسنا .. لكن بعد قليل ::
***
بعد نصف ساعة .. خرج "ستيف" مع "سام" إلى غرفة "آن" .
طرقا الباب .. فسمعا صوت "آن" يجيبهما :: تفضل ::

فتح "ستيف" الباب ودفع بـ"سام" إلى الداخل .. ودخل هو الآخر وأغلق الباب
اتجها إليها .. فاعتدلت هي في جلستها وقالت مندهشة

:: آه .. سيد "سام"؟ ::
:: كيف حالك يا "آن"؟ .. أخبرني "ستيف" أنك مريضة ::
:: أشعر بدوار فقط .. سأكون بخير ::
ثم انزلت رأسها وقالت معتذرة :: آسفة لأني لم أقم بواجبي على أكمل وجه اليوم ::
ابتسم "سام" وقال :: لا عليك .. كنت تخشين علي من المرض .. لكنك أهملتِ نفسك يا "آن" .. حتى مرضتي ::
ثم التفت لأخيه وقال :: "ستيف" .. غدا خذها معي إلى المستشفى لعلاجها ::
قالت "آن" بسرعة :: لالا!! .. لا داعي لذلك سأكون أحسن حالا بعد أخذي للدواء ::
قال "ستيف" :: نرجو ذلك .. هل تناولتِ غداءكِ؟ ::
:: نعم ::

وانزلت رأسها حائرة .. فلقد كان "ستيف" واقفا .. ولم تعرف ماذا تفعل .. هل تطلب منه الجلوس؟ .. لكنها لا تجرأ على طلب هذا منه .
تكلم "سام" مخاطبا "ستيف" :: لما لا تجلس يا "ستيف"؟ ::
رفعت عينيها إلى "ستيف" .. بينما قال :: لا يجب أن يطول بك البقاء هنا .. دعنا نذهب ::
:: حسنا .. لنذهب ::

ثم نظر لـ"آن" وقال :: كوني بخير يا "آن" ولا ترهقي نفسكِ .. أريدك أن تتماثلي للشفاء سريعا ::
ابتسمت وقالت :: أمرك سيد "سام" ::
:: إلى اللقاء ::
:: إلى اللقاء ::

مشى "ستيف" وقاد "سام" معه إلى خارج الغرفة .
استلقت "آن" ووضعت يديها على وجهها قائلة :: كم هذا محرج!! ::
وغطت رأسها بالغطاء :: أرجو ان أتعافى سريعا ::
***
بعد أن حل المساء .. وانتهى موعد العشاء .. كانت السيدة "ميري" تقف بجانب "آن" تعاين درجة حرارتها .

:: لقد انخفضت حرارتك قليلا .. لكن ماذا عن الدوار؟ ::
ابتسمت "آن" قائلة :: لم أعد أشعر بالدوار يا سيدة "ميري" .. شكرا لك ::
:: جيد .. اتمنى أن تكوني بخيرٍ تماما غداً ::
:: شكرا لك ::

طرق باب الغرفة .. قالت "آن" :: تفضل ::
فتح الباب .. ودخل منه "ستيف" .

نظرت إليه "ميري" قائلة :: مرحبا سيدي ::
:: أهلا "ميري" .. كيف حال "آن"؟ ::
:: إنها بخير يا سيدي .. أعتقد أنها تستطيع النهوض من فراشها الآن ::
نظر إلى "آن" قائلا :: جيد ::
ابتسمت "آن" وقالت :: شكرا لاهتمامك سيدي ::
قالت "ميري" :: بالإذن ::

وانصرفت خارج الغرفة .
سحب "ستيف" له كرسيا وجلس بجانب "آن"
ظلت "آن" تحرك عينيها هنا وهناك خجلا .. لم تكن تتوقع أن يجلس "ستيف" .

تكلم "ستيف" :: كان "سام" قلقاً عليك .. يعتقد أنه السبب في مرضك ::
:: لطف منه هذا الاهتمام .. لكن لا داعي لقلقه .. ولا يجب أن يعتقد ذلك ::
:: "آن"؟ .. أعتذر لكِ عما حصل صبح هذا اليوم ::
حدقت فيه بصمت .. وتابع
:: أعني عما قالته لكِ أمي ..ربما أخافتكِ .. لكن أرجوكِ لا تكرهي أمي .. فهي طيبة القلب .. لكنها تغضب سريعا ::
أنزلت "آن" رأسها وقالت :: لا تعتذر .. لقد مضى الأمر .. وكان غضبها طبيعيا .. فهي قلقة على "سام" ::

صمت "ستيف" .. وكرر في داخله الجملة الأخيرة :: قلقة على "سام" .. ليتها كذلك ::
نظرت إليه "آن" .. كان يبدو أن "ستيف" شرد قليلا
رفعت حاجبيها وقالت :: هل هناك خطب ما يا سيدي؟ ::
نظر إلى عينيها الزرقاوين .. وقال :: لا أبدا ::
ثم ابتسم قائلا :: أتعرفين؟ .. لا يناسبك أن تكوني مربية أو ممرضة او حتى مرافقة ::
نظرت إليه باستياء .. ثم قالت :: ولماذا؟ ::
قال وقد اتسعت ابتسامته :: لا أعرف! .. لكنك أثرتي فيني الضحك حينما شاهدتك تعتنين بـ"سام" .. ربما لأنكِ لست لطيفة أبدا ::

انزعجت "آن" وقالت في نفسها :: حسنا .. الآن عرفت سبب ابتساماتك الساخرة أيها الأحمق ::
ثم قالت منفعلة :: إذا فتجد أن ما تقوله لي الآن ينم عن لطفٍ شديد!؟ ::
:: هذا ما يسمونه بالصراحة يا "آن" .. فقط لا أكثر ::

قالت ساخرة والغضب واضح على عينيها :: شكراً لك على صراحتك سيدي ::
ابتسم وقال :: لا داعي لأن تقولي سيدي .. فهذا لا يناسبك أيضا ::
اغمضت عينيها وتنهدت محاولة كبح غضبها .. ثم قالت :: هذا أفضل يا "ستيف" .. فلم أحبذ أن تكون سيدي أصلا ::

ابتسم ساخرا وهو يحدق في وجهها الغاضب .. ثم قال :: شكرا لصراحتك ::
ثم وقف قائلا :: يكفي أن يكون "سام" راضٍ عنك ::
لم تقل شيئاً .. بل أكتفت بالنظر إليه .
نظر إليها هو الآخر .. وقال :: اتمنى لك العافية .. تصبحين على خير ::
ردت ببرود :: تصبح على خير ::

واستدار ليمشي مغادرا الغرفة .. بعد ان اغلق الباب .. تأففت "آن" وقالت بغضب :: يتجرأ على السخرية مني ::

وأخذت الوسادة ورمتها على الباب .. وقالت متألمة :: وقح ::
واستلقت على فراشها والغضب مازال بها يستعر :: يجب أن ألقنه درسا يوما ما .. يجب ::
ثم غطت رأسها محاولة تناسي أمر "ستيف" والخلود إلى النوم