الموضوع: رسالتى
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-15, 03:54 PM   #1
صمتي حكاية

آخر زيارة »  08-22-17 (08:41 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي رسالتى




رسالتى

سافر أب إلى بلد بعيد تاركاً زوجته وأولاده
>الثلاثة..
>
>سافر سعياً وراء الرزق وكان أبناؤه يحبونه حباً
>جماً ويكنون له كل الاحترام
>
> أرسل الأب رسالته الأولى إلا أنهم لم يفتحوها
>ليقرءوا ما بها بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة
>ويقول أنها من عند أغلى الأحباب..
>
>وتأملوا الظرف من الخارج ثم وضعوا الرسالة في علبة
>قطيفة.. وكانوا يخرجونها من حين لآخر لينظفوها من
>التراب ويعيدونها ثانية.. وهكذا فعلوا مع كل رسالة
>أرسلها أبوهم
>
> ومضت السنين
>
>وعاد الأب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابناً واحداً
>فقط فسأله الأب: أين أمك؟؟
>
>قال الابن : لقد أصابها مرض شديد, ولم يكن معنا مالاً
>لننفق على علاجها فماتت
>
> قال الأب: لماذا؟ ألم تفتحوا الرسالة الأولى لقد
>أرسلت لكم فيها مبلغاً كبيراً من المال
>
>قال الابن: لا.. فسأله أبوه وأين أخوك؟؟
>
>قال الابن: لقد تعرف على بعض رفاق السوء وبعد موت
>أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم
>
>تعجب الأب وقال: لماذا؟ ألم يقرأ الرسالة التي طلبت
>منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء.. وأن يأتي إليّ
>
>رد الابن قائلا: لا.. قال الرجل: لا حول ولا قوة إلا
>بالله.. وأين أختك؟
>
>قال الابن: لقد تزوجت ذلك الشاب الذي أرسلت تستشيرك
>في زواجها منه وهى تعيسة معه أشد تعاسة
>
>فقال الأب ثائرا: ألم تقرأ هي الأخرى الرسالة التي
>اخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب ورفضي لهذا
>الزواج
>
>قال الابن: لا لقد احتفظنا بتلك الرسائل في هذه
>العلبة القطيفة..
>
>دائما نجملها ونقبلها
>
>ولكنا لم نقرأها
>
>تفكرت في شأن تلك الأسرة
>
>وكيف تشتت شملها وتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل
>الأب إليها ولم تنتفع بها, بل واكتفت بتقديسها
>والمحافظة عليها دون العمل بما فيها
>
> ثم نظرت إلى المصحف..
>
> إلى القرآن الكريم الموضوع داخل علبة قطيفة على
>المكتب
>
>يا ويحي
>
>إنني أعامل رسالة الله ليّ كما عامل هؤلاء الأبناء
>رسائل أبيهم
>
>إنني أغلق المصحف وأضعه في مكتبي ولكنني لا أقرأه
>ولا أنتفع بما فيه وهو منهاج حياتي كلها
>
>فاستغفرت ربي وأخرجت المصحف.. وعزمت على أن لا أهجره
>أبداً