الموضوع: رواية بقلمي
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-15, 09:52 PM   #146
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  05-20-24 (04:44 PM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



،،، البارت الواحد والعشرين ،،،




في اليوم التالي وعند العصر كانت "آن" واقفةً عند بوابة الفيلا، دخلت إلى الداخل فاستقبلتها "ميري" مرحبة

:: أهلاً آنسة "آن" كيف حالكِ؟ ::
:: بأحسن حال ، ماذا عنكِ؟ ::
:: بخير ::
:: "ستيف" هنا؟ ::
:: نعم إنه في الأعلى ، سأستدعيه لك .. يمكنك الجلوس في الصالة يا عزيزتي ::

واصطحبتها إلى الصالة وغابت عنها ، وماهي إلا دقائق حتى نزل "ستيف" وتوجه حيث "آن"
وقفت "آن" ، ووقف أمامها "ستيف" بوجهه المتهلل فرحاً

:: أهلاً "آن" .. كيف أنتِ يا عزيزتي؟ ::

ابتسمت قائلة

:: بخير ، ماذا عنك ::
:: أنا بحالٍ جيد كما ترين ::
:: كيف حال "سام" اليوم؟ ::

تبدلت ملامح "ستيف" وهو يقول

:: لم أره هذا اليوم ، كان نائماً هذا الصباح ، وفي الظهر أيضاً بعد عودتي من عملي وجدته نائماً .. أو يدعي النوم! ::
:: أيمكنني رؤيته الآن؟ ::
:: نعم ، لنصعد إليه ::

صعدا معاً إلى الطابق العلوي ، وصلا عند غرفة "سام" ، طرق "ستيف" الباب .. فلم يجبهما .. فتح "ستيف" الباب ، دخل الأثنان وسط الغرفة
كان "سام" مستلقياً على سريره يدير ظهره لهما ، لم يكن نائماً .. لكنه كان يفكر فقط .
تبادل "ستيف" و "آن" النظرات ، فمشت "آن" واقتربت من "سام" .. اتكأت بيديها على فراشه وطلت على وجهه قائلة

:: "سام"؟! ::

اتسعت عيناه وقال متفاجئً

:: "آن"؟!! ::

جلس بسرعه ، ونظر خلف "آن" ليجد أخاه واقفاً ، فسرعان ما سكنت ملامح وجهه
جلست "آن" بجانبه على سريره قائلة وهي تمسك بيده

:: كيف حالك يا عزيزي؟ .. أخبرني "ستيف" أنك لست بخير ::

أنزل عينيه بحزن ، ثم نظر إليها قائلاً

:: أنا متعبٌ يا "آن" ::

أمسكت بيده قائلة

:: عرفت بما حدث معك بالأمس ، أقدر ألمك ::

أقترب منهما "ستيف" وقال ل "سام"

:: كف عن التفكير بالأمر يا عزيزي ، ستؤذي نفسك ، لم تتناول شيئاً منذ الأمس! ، مهما قالت أمي ، لن يتغير أي شيء ، لا تلقي بالاً ::

قال "سام" وهو ينظر في عيني "ستيف"

:: أشعر بالخجل من نفسي ، وبالخجل منك ومن أمي أيضاً ، أنا دخيل على هذه العائلة! ::

جلس "ستيف" عند "سام" وقال وهو يمسك بيده

:: لستَ كذلك طبعاً! ، لما تقول هذا الكلام؟ ، أتعرف كم كنت تبلغ من العمر عند دخولك هذا المنزل؟ ، لم تتعدى العشرةَ أيامٍ يا عزيزي ::

وأستأنف كلامه وهو يبتسم

:: مازلت أتذكرك جيداً يا "سام" ، حملتكَ بيدي وأنتَ في المهد ، كنتَ رائعاً جداً ، خطوت أول خطوةٍ بيننا ، كبرت هنا ، لعبنا معاً وتقاسمنا كل شيء سوياً ، كنتَ عنيداً في بعض الأحيان ، تغضب مني وتضربني ، لكن سرعان ما تعود إليَّ لتعانقني ، عندما يريد أبي أخذك معه ليشتري لك الألعاب ، كنت تصر على مجيئي معكما ، كنتُ أنا في الخامسة عشر من عمري ، ولا أميل كثيراً للألعاب ، وأنتَ في الخامسة .. تحب الألعاب وتحب أن أشاركك اللعب بها ::

ابتسم "سام" قائلاً

:: أذكر ذلك ::
:: حدثت أمور كثيرة بيننا جميعاً ، أمور جميلة وأمور سيئة ، أمور لا يمكن أن تحدث إلا في منزلٍ واحد ، منزلُ العائلة ::

قالت "آن" والبسمة على شفتيها

:: في الواقع أنتَ محظوظ جداً يا "سام" ، لكَ منزل يحتضنك وعائلة تسعدك وأخاً جميلاً لا يخذلك ، "ستيف" سيكون بجانبك دائماً فهو لا يتخلى عنك ولا يسمح لأحدٍ بأن يؤذيك ، يجب أن تكون فخوراً به ::

ابتسم "ستيف" وقال

:: شكراً يا "آن" ::

رمقته بطرف عينيها قائلة

:: لم أقصد مدحك ::

هز "ستيف" رأسه وقال بأسى

:: أيضاً شكراً لكِ يا "آن" ::

ضحك "سام" وقال وهو ينظر ل "آن"

:: لا تقسي عليه يا "آن" ، أنتِ تدركين حقاً قدرَ "ستيف" أليسَ كذلك؟ .. لا داعي لأن تكابري ::

قال "ستيف"

:: نعم يا عزيزي قل لها ذلك ، إنها تستمتع حينما تصيب قلبي وتدميه ::

اتسعت عينيها وهي تنظر ل "ستيف" وعلى فمها ابتسامه ساخرة ، فقال "ستيف"

:: لا تنكري ذلك ::

وقفت وهي تهز برأسها ثم التفتت ل "سام" قائلة

:: حسناً ، ما رأيكَ أن ننزل إلى الحديقة ونتمشى قليلاً؟ .. ستشعر براحةٍ أكبر ::

تردد "سام" قبل أن يقول

:: ماذا عن .. أمي؟ .. إنها لا تريد رؤيتي ::

وقف "ستيف" وأمسك بيد "سام" وهو يسحبه يحثه على الوقوف

:: ما حصل من ذاك الكلام .. إنساه! .. لا تهتم أبداً وكأن شيئاً لم يكن ، هيا انهض يا عزيزي يجب أن تتناول شيئاً أيضاً ، هيا ::
:: لكن ... ::

ألحت عليه "آن"

:: هيا يا "سام" لا تتدلل كثيراً! ::

استسلم أخيراً و وقف قائلاً

:: إذاً اسبقاني إلى الحديقة ، إريد أن أغسل جسدي لاستعيد نشاطي ::

ضربه "ستيف" على ظهره وقال بسعادة

:: حسناً ، ننتظرك في الحديقة ::

***

نزل "ستيف" و "آن" إلى الحديقة ، كان "ستيف" قد طلب من "ميري" تجهيز طاولة الحديقة بالمأكولات لأجل "سام" وراح يتمشى مع "آن" قائلاً

:: ممتن كثيراً من حضورك ، لقد استطعتي انتشال "سام" من قوقعته ، كنت قلقاً عليه كثيراً ::
:: تعرف مدى تعلقي ب"سام" ، أمره يهمني ، ثم أنني لم أقم بشيء .. لقد كان لكلامك تأثيراً أكبر عليه ::
:: هل كنتِ تعنين حقاً ماقلتيه عني منذ قليل؟ ::

أصدرت ضحكة خفيفة وقالت

:: لم أقل ما يثير إعجابك! ::
:: على الأقل ذكرتي شيئاً جميلاً عني ::

ثم اقترب منها قائلاً باهتمام

:: هل حقاً تبادليني الحب يا "آن"؟ ::

التفتت إليه متفاجئة ، ثم قالت

:: ما مناسبة هذا السؤال؟ ::
:: أنتِ شديدة الجفاء معي ، لم أعد واثقاً كما كنت من حبك لي ، لم أعد أعرف إن كنتِ تخفين مشاعركِ عني فقط أو أنكِ .. ::

ولم يكمل جملته ، صمتت "آن" للحظة ثم قالت

:: أنتَ تعرف الإجابة عن سؤالك يا "ستيف" ::
:: ليتك تكونين واضحةً معي ، أنتِ ترهقيني كثيراً بأسلوبكِ هذا ::

بدى الحزن على وجه "آن" ، انكست رأسها وقالت بهدوء

:: لا أستطيع ذلك ، لا أريد أن أعتاد على ذلك ولا أن تعتاد عليه ، ففي النهاية أنتَ لست لي ، ولا يحق لي أبداً أن أبدي الحب لك يا "ستيف" ::
:: لما لا؟ ، ولما لا تكونين لي في النهاية يا "آن"؟ ، لكل مشكلة حل! ::
:: صعب ، سيجرح قلب "صوفي" ::

تأفف "ستيف" وقال بانفعال

:: تهتمين بقلبها كثيراً لكنك تتجاهلين قلبي و قلبكِ يا "آن" ::

وقفت والتفتت إليه قائلة بانفعال هي الأخرى

:: بالطبع! .. أنتَ أيضاً عليكَ أن تهتم بقلبها يا "ستيف" ، لأنكَ أنتَ من أقحمتها بيننا أليس كذلك؟!! .. "صوفي" لا ذنبَ لها في كل ما حدث ، تستند على كتفها عندما تكون مفيدة لأن تخدم مصلحتك ، وعندما لا تفيد تركلها بقلبٍ بارد! ::

عقد "ستيف" حاجبيه وقال بغضب

:: ماهذا الذي تقوليه بحقي!؟ .. ماذا تعنين؟ ::
:: أعني أنكَ أنتَ السبب في كل ما حصل ، و يجب أن تتحمل نتيجة قرارك ::

قال ببرود والغضب مازال بادٍ في عينيه

:: أنتِ تتخلين عني وتقولين أنه يجب علي أن أرضى ب"صوفي" ، أن أتحمل نتيجة خطئي! ::

أدارت وجهها عنه وأصدرت زفرة قوية ، ثم التفتت إليه

:: أنا لم أقل ذلك! ، "ستيف" ، يجب أن تتفهم موقفي ::

في هذه اللحظة كان "سام" يتقدم باتجاههما وهو يقول

:: أنتما هنا؟ ::

توقف أمامهما ، وقضب جبينه وهو ينظر في وجهيهما ، كان الانفعال واضحاً عليهما

تسائل "سام"

:: ما بكما؟ .. مالذي أصابكما!؟ ::

تكلم "ستيف" بعد أن أخرج تنهيدة محاولاً أن يتخلص من غضبه

:: لا شيء ، كنا نتحدث فقط ، و"آن" تحثني على الإسراع في الزواج من "صوفي" ، أعتقد أنها محقة ، يجب أن لا انتظر أكثر ::

نظرت "آن" بعينين حادتين إلى "ستيف" ، وصمت "سام" مستغرباً وهو ينظر إلى "آن" غير مستوعباً مايحدث أمامه .
قال "ستيف"
:: هيا بنا إلى الطاولة لنؤكل ::

قالت "آن"

:: أنا سأذهب ::

ثم اقتربت من "سام" وعانقته قائلة

:: اهتم بنفسك يا عزيزي ، كن بخير أرجوك ::
:: ابقي معنا قليلاً يا "آن" ، لم نمضي وقتاً كافياً بعد ::
:: يجب أن أذهب ، إلى اللقاء ::

قالت هذا واستدارت لتذهب إلى الخارج
نظر "سام" ل "ستيف" متسائلاً

:: هللا أخبرتني بما حصل ::

وضع "ستيف" يده على وجهه وأخذ نفساً عميقا وقال

:: لا أعرف ما حصل بالضبط ، "آن" تغيظني كثيراً يا "سام" ، لم أعد أتحمل ذلك ::
:: كأنك تعمدت جرحها؟ ::

عض "ستيف" على شفته ثم قال

:: كيف سأحل الأمر الآن؟! ::

***

عندما خرجت "آن" من الفيلا ، التقت "بصوفي" التي كانت قد نزلت من سيارتها قبل لحظة ، تبادلت الأثنتان نظراتهما ، قالت "صوفي"

:: مالذي تفعلينه هنا؟ ، ألم تغادري المنزل الأسبوع الماضي؟ ::
:: جئت لزيارة "سام" ::

رفعت "صوفي" حاجبيها وقالت غير مصدقة

:: جئتي لزيارة "سام"! ::

قالت "آن" وهي تغادر

:: عن إذنك ::

أسرعت "صوفي" إليها وشدتها من ذراعها قائلة بانفعال

:: مازلتِ تصرين على اللعبَ معي إذاً ::

التفتت "آن" نحوها وسحبت ذراعها قائلة بغضب

:: "صوفي" ، لستُ في مزاجٍ جيد ، أبتعدي عني واتركيني وشأني ::

ابتسمت "صوفي" ساخرة

:: يبدو أن ما تريدينه لم يحصل ، خذلكِ عزيزي "ستيف" على الأغلب ::

حدقت "آن" في عيني "صوفي" بغضب ، ثم قالت بثبات

:: استطيع أن انتزعَ منك "ستيف" بكلمةٍ واحدة يا "صوفي" ، لكنني لا أريد ذلك ، لكن إن تماديتي معي ثانيةً فلن يسرك ما سيحصل ::

غضبت "صوفي" وقالت

:: تهدديني يا "آن"؟ ::
:: أعتبريه كذلك ::

قالت هذا ومشت تتابع طريقها ، عضت "صوفي" على شفتها تكتم غضبها

:: كم هي وقحه! ::

ركبت "آن" سيارة أجرة لتعود إلى منزلها ، استندت على مقعدها ومسحت بيدها على وجهها وعينيها محاولةً جاهدة أن تمنع دموعها التي تجمعت في حدقتها من النزول ، كان الألم يمزق قلبها ويخنق أنفاسها
تنهدت وقالت في داخلها

:: كم كنتَ قاسياً يا "ستيف" ::

ووضعت رأسها في كفيها باكية .

***

بعد أسبوع ، كانت "آن" تجلس في غرفتها على سريرها ، تضم ركبتيها إلى صدرها .. مازال موقفها الأخير مع "ستيف" مؤثراً فيها .. كانت تتسائل لما قال ذلك؟ ، هل تعمد جرحها؟
وقفت ومشت إلى النافذة تنظر إلى الشارع من خلالها ، كان الخريف قد حل ، وأوراق الأشجار الصفراء بدأت بالتساقط ، كانت الرياح تهب بين فترة وأخرى ، شعرت بالبرودة فأغلقت النافذة واستدارت لتغادر غرفتها
في هذه الأثناء ، فتحت "جيني" باب الشقة ودخلت قائلة

:: "آن" أين أنتِ؟ ::

أجابت "آن" وهي تدخل إلى الصالة

:: هنا ، أهلا بكِ ::

جلست الأثنتان على الكنبة ، قالت "جيني" والسعادة تلمع في عينيها

:: أحزري ما حدث اليوم يا حلوتي؟ ::

فكرت "آن" قليلاً ثم قالت

:: تناولتِ طعام الغداء مع "روفس"؟ ::
:: لا ثم انني كثيراً ما تناولت معه الطعام ، ليس بالأمر الجديد ::
:: لا أعرف أخبريني أنتِ! ::

قالت "جيني" بسعادة

:: لقد رتبنا ليوم الزفاف يا "آن"! ، ذهبت مع "روفس" هذا الصباح وقمنا بكل الترتيبات على عجل ، حدد يوم الزواج بعد أسبوعين ::

اتسعت عينا "آن" فرحاً وقالت وهي تصفق بيديها

:: حقاً؟! ، رااائع يا "جيني" ، سعدت كثيراً بهذا الخبر ::
:: شكراً لكِ يا عزيزتي ::
:: ستعيشان في منزل عائلته؟ ::
:: لا بالطبع ، سنستأجر شقة صغيرة مناسبة لنا ، ذلك أفضل لكلينا ::

قالت "آن" قلقه

:: آه يجب أن أحصل على وظيفة يا "جيني" ، بعد مغادرتكِ سأتحمل تكاليف هذه الشقة وحدي ::

ربتت "جيني" على كتف "آن" قائلة بحزن

:: أنا حقاً آسفة يا عزيزتي ::
:: لا تهتمي ، هكذا هي طبيعة الحياة ::

ثم قالت "آن" وقد عاد إليها حماسها من جديد

:: إذاً يجب علينا أن ننزل إلى السوق ، لم يتبقى سوى القليل من الوقت ، تلزمك الكثير من الحاجيات ::
:: معكِ حق ، لننزل الليلة ::
***