تلك َ الأفكار التي عششت في اللاشعور، تسوقك َ إلى الهاوية والضياع ، فعلا ً إن الطيبوبة شيء ٌ يضفي على الشخصنة صبغةً إنسانية ، ولكن الشيء َ إذا زاد عن حده انقلب َ ضده ُ ، فإذا رأيت َ نيوب َ الليث ِ بارزة ً فلا تظن َ أن الليث َ يبتسم ُ ،فليس كل من أشهر َ لك صفَ النواجذ يحبك َ ، لا تكن مجرد َ آلة ٍ تفعل ما يقال لها، جرب أن تتمرد قليلا ُ على الوضعية كي تثبت َ نظرتك َ ووجودك َ، جرب فقط حتى وإن لم تملك الأسباب لتقنع َ ذاتك َ الداخلية والخارجية بأنك َ رجل ُ يستطيع ُ أن يخرق الجدار َ ببصره ِ ، قال سقراط يوما ً لأحد ِ تلاميذه ِ : " تكلم كي أراك "، فلا تدع التساؤلات تنمو داخلك َ كي لا تعيش َ نكسة ً نفسية ، لا تستنتج من اللاشيء َ شيئا ً قد يعكر علاقتك َ مع الأخر، فجون بول سارتر قال : "الجحيم هو الأخرون"، "فبفعل نظرة الغير لا أعود سيداً على وضعيتي بل تتجمد حركاتي وأفعالي، وأفقد عفويتي وتلقائيتي ، " ولكن إن كنتَ تتحكمُ في الذاتِ أو تجربُ ذالك، ستجدُ اسمك َ في حلة ٍ جديدة، لا يستطيع أن يدركه كل من هب َ ودب َ، ولا يستطيع أن يستغلهُ الفلان الفلانيٌ بمجرد ابتسامة ٍ متصنعة !!
في نظر ِ مارتن هايدغر، " الإنسان هو الوجود" فإذا كان العالم هو المساحة التي نقتسمها فمن حقك َ أن تؤسس نموذجا ً للشخصية كي تظل َ متماسكة بعيدا ً عن شوائبها ونقصها، يجبُ أن تملك َ تلك المعرفة الأولية عن الاخر لترى هل يستحقُ منك تلك الخدمة ، التي لن تؤثر سلبا ً عنك َ إن لبيتها َ، يجبُ أن لا تعود َ من حولك َ على كونك َ مجرد نادل أو خادم، يجبُ أن ترسخ تلك الفكرة السامية كي يحترمك َ الغير من أجلها، لا لكونك َ تقضي حوائجهم وتغطي مسائلهم، تأتي لهم بالحشيشة، تشعل لهم الضوءُ تمسح لهم الكراسي، هذا شيء غيرُ مقبول فلو كنت ُ معك َ في مواقف َ كهذه ِ تالله سأرجمهم بلساني السليط، وإن أرادوا أن يثبتوا لي َ نظرتهم بالعنف ِ، فأبشرك َ بأني سأريحك َ منهم بدفنهم أمامك،
لا ترجع إلى الوراء ِ، ولا تترك اسمك َ ليخدشه من هب َ ودبْ، أنت ولدت َ حرا ً وليس َ أسير الأخر باسم ِ الصداقة أو أسير َ ذاك َ الفلاني ُ باسم ِ الاخوة ِ، لك َ حق ُ الإنتقاء ِ وفق ما تراه ُ أرجح َ بمنظورك ِ، فلو كان في الأمر ِ من راحة ما طرحت َ المشكلة، فالحل بيدك َ الأن ، خذ من الإخوة الكرام َ زاد المعرفة وأثبت وجهة نظرك بكل طلاقة ٍ وثقة
أنا لا أحدثك َ عن الواجب العائلي فتعبهم كله راحة ،
بل أحدثك َ عن الإكراهات ِ الخارجية والطابع الشخصي الذي تتسم به قد يحدث ُ مع الغير ، وفي مثل ِ هذا تقعُ العلة ... !