عرض مشاركة واحدة
قديم 06-24-15, 09:01 PM   #28
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  06-04-24 (12:33 AM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حديثُ الروح مشاهدة المشاركة

بسم ِ الله ِ الرحمان ِ الرحيم ِ

وبعد ُ :


" لا يغير الله ما في قوم ٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم "


إن لب َ المحتوى وصميمه ُ، أعقد ُ من ذيل ِ الظبي ِ في تجاليه ِ، كيف َ لنا أن نحافظ على رابط ٍ غير مستقل، تزحزحه ُ الأيام ُ، وتغيره ُ مجريات ُ الأمور ..
فإن كان الطرف ُ الأخرُ يحسُ بالأخر ِ الذي يسكن ُ جوارحه وباله ُ أو الذي هو مقيد ٌ معه بعقد ٍ أو برابط ٍ قوي، ما توجب عليه ِ أن يتركه ُ في دائرة ِ الألم ِ يتخبط ُ، أولا ً لأن الأخر الذي قد يكون ُ هو أو هي َ يحتمي في ظله ِ أو (ها) .. !

والإنسان ُ مجبولٌ على فطرة ِ النسيان ِ والتقلب ِ، وهو صاحب الكيان المزاجي والغير المستقر على وتيرة واحدة ..
فإن كان الأخر الذي نحبه ُ ويحبنا، ولا نرى منه الملموسُ فاللفظ حينها لا يوفي للمكانة ِ حقها َ المعقول، وليس لدينا َ خيار ٌ غير اسقاطه ِ من مملكتة قلبنا َ ولو لوهلة ٍ وجيزة، أو نتركه ُ يتلذذ بألمنا المتواصل، فما دام َ الحديد ُ ساخنا ً يمكنُ تحريكه ُ وفق ما تشتهيه ِ الإرادة ُ، وأما إن كان باردا ً فيصعبُ ذالك.

كثيرا ً ما تنعدم ُ الحلول في مثل ِ هذه ِ الإشكاليات ِ التي لا يراد ُ حلها َ بالمثل ِ أو نفس ِ القسوة ِ واللامبالاة ِ نظرا ً لمكانة ِ الموقف ِ وقداسته ِ، ولكن الله يهدي من يشاء ..
والحلول قد توفر ُ لنا معيارا ً لما هو كائن، والأمر كما قالت ( رويدا ) على حسب شخصنة المرأ وأساس علاقته ِ مع الغير أو الأخر الذي هو مجرد ُ فرد ٍ بشري ٍ قد يطغى طابعه إن لم نوقفه ُ عند َ حده ِ ونرجعه ُ إلى الحقيقة التي كانت عنوانا ً أوليا ً !


والأخر الذي لا يحسُ بنا، يجعلنا َ نفقد ذالك َ الهوس الذي من خلاله ِ تطور َ الرابطُ، وإن كان شحيحا ً في سبيل الإطراء ِ واللباقة ِوالمحبة، فإنه لا ينظر ُ للأمر ِ بتلك َ الطريقة ِ الرسمية ِ التي ننظر ُ إليها َ، وفي هذا تقليل ُ للشأن ِ، والنبتة إن أهملها الساقي وحجبَ الشمس عنها تموتُ رغم َ أنها تريد ُ الحياة َ بشدة ..
قد يتعمد ُ الأخر فعل هذا، وقد لا يتعمد ُ، ولكن في أخر ِ المطاف ِ نلاحظ الإهمال َ في أرضية ِ الواقع ِ، فكيف َ نسيء ٌ ونضع ُ الحد َ بطريقة ٍ ما لنستيقظ َ غدا ً على مثلها !

أننهى عن خلق ٍ وتأتي مثله ُ * عار ٌ عليك َ إذا فعلت َ عظيم ُ



لا يجبُ على المرإ أن يكونَ قاسيا ً فينكسر، ولا يكون لينا ً فيُعصر !
ولا شدة في غير عنف
و لين في غير
ضعف

يجب ُ على المرإ أن يفعل شيئا ً بخصوص ِ هذا الأمر ِ فالشاعر الصعلوك الشنفرى قال :
مخاطباً زوجته:

إذا ما جئتِ ما أنهاكِ عــنه *** فـــــــلم أنكر عليك فطلقيني
فأنتِ البعلُ يومئذٍ فقومي *** بسوطك-لا أبا لك- فاضربيني


والرجل ُ أو الأخر يتحمل مسؤولية َ المرأة ِ لأنه الراعي الرسمي، يجب ُ أن يحذر من كيدها َ وألمها، من بكائها َ وصراخها الداخلي ِ
عن أبي هريرة َ رضي َ الله عن النبي ِ صلى الله عليه ِ وسلم قال :
(( ، واستوصوا بالنساء ِ خيرا ً، فإِنَّهُنّ خُلِقنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوج شيءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاه، فَإِن ذهبتَ تُقِيمُهُ كسرتهُ، وإِن ترَكتهُ لمْ يزلْ أَعْوَج، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خيرًا ))
(صحيح البخاري)

وقال عز وجل :

﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾
(سورة النساء)


إذا أجبرت ُ على أن أتعايش مع مثل هذا بصيغتك ِ !
سأغير ُ من طبعي وسأعامل ُ الأخر ببرود، حتى يحس ُ هو الأخر، ويتحرك َ عقله ُ ليعلم َ بأن الأخر َ يحس ُ !
فإن كان الرابط الذي بيننا يعني له شيءً فلن يترك َ الأمر على حاله ِ، بل سيحاول ُ إرجاع المياه ِ لمجراها َ، وإن لم يفعل فهذا دليل ُ على أنه غير ٌ مكترث ٍ، والسكوت ُ علامة ُ الرضا َ، يجب ُ على المرء أن يفعل شيءً بخصوص ِ هذا الأمر ِ من أجل الحفاظ على الرابط ِ، وإن انعدمت ِ السبل ُ .. فاتركي الخالق َ للمخلوق، لربما اتى غدا ً على حين ِ غرة بقلب ٍ صدوق !


أتمنى
أني أفدتك ِ ولو قليلا ً
بخصوص المنهجية التي توجب َ عليك ِ اعتمادها َ
في أرضية ِ الواقع ..


:montaser_140:
أخي حديث الروح

شكراً لكل حرف ولكل سطر ولكل فكرة راودتك وسجلتها هنا
ولوقتك الذي استغرقته في كتابة ما ذكرت

أفدتني بالتأكيد

سعيدة لهذا الحضور المميز كالعادة

تقبل امتناني وتقديري
وأماني لك بالسعادة الدائمة والصحة والعافية