الموضوع: تجارة المشاعر
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-15, 06:03 PM   #1
صمت شامخ

الصورة الرمزية صمت شامخ

آخر زيارة »  03-17-16 (01:13 AM)
المكان »  المملكة العربية السعودية
الهوايه »  القراءة و الكتابة
الصمت حديث العقل و حكمة العاقل ..

 الأوسمة و جوائز

Icon N23 تجارة المشاعر



(( المشهد الأول ))

تتوقف و أنت في سيارتك عند الإشارة الضوئية ..
هناك من يطرق زجاج نافذة السيارة ..
طفل صغير بنظرات بريئة و حزينة ..
تفتح النافذة ليبادرك بكلمات مصفوفة ..
في مجملها تعني الحاجة و الفقر ..
هنا تتحرك العواطف و تبذل ما في وسعك لمساعدته ..
و يتكرر الموقف يوميا ..
تسأل الطفل من يحضرك إلى هنا ؟؟
يقول أبي يحضرني بسيارته !!

(( المشهد الثاني ))

في منتصف الليل و بعد خروجك من منزل أحد الأصدقاء
و أثناء توقفك عند الإشارة الضوئية ..
تتسلل تلك المرأة بين السيارات و تقف أمام نوافذها
مستجدية عواطفهم لمساعدتها و درء حاجتها
و لكن و هي في كامل زينتها و عطرها الصارخ يحتل
كل ذرات الهواء ..

(( المشهد الثالث ))

أثناء التسوق داخل أحد الأسواق مع أسرتك
تحس بحركة قريبة جدا منك خلفك مباشرة مع صوت
طاعن قد عانقته أيام الدهر مبادرا بدعوات و دعوات
بأن يرزقك و يدخلك الجنة و غيرها من الدعوات
بأن تساعدها و تواسي فقرها
ليحن قلبك و تتنامى عواطفك و تتجاوب ..

(( المشهد الرابع ))

و أنت على مكتبك و في خضم عملك تتفاجىء في شاب
في كامل صحته و عافيته يقدم لك الأعذار أولا من
أمراض أو إيجار منزل أو إعاقة أو حالة نفسية أو غيرها
من الكثير من الأعذار ..
ثم يشحذ عواطفك لتواسيه بما تستطع أن تقدمه له ..

ما ذكرته مشاهد للمثال و ليس للحصر ..

و هنا تتبادر الكثير من التساؤلات ..

هل تحول الفقر إلى شماعة و استثمار ؟

و هل تحول الأطفال و النساء إلى وسائل جاذبة ؟

من ساهم في تعزيز تلك الظاهرة ؟

و هل ستتجاوب وتتفاعل مع تلك المشاهد ؟

و كيف نوفق بين عدم التجاوب وبين قوله تعالى

(( و أما السائل فلا تنهر )) ..؟

و إلى أين سوف تقودنا تجارة العواطف إن ظلت في

التفشي على مستويات أكبر ؟

بقلمي
صمت شامخ