عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-15, 07:46 AM   #15
smart crow zain

الصورة الرمزية smart crow zain

آخر زيارة »  12-11-18 (08:13 PM)
المكان »  saudi arabia
الهوايه »  sport & any new
أنصحك لاتعايش ذميم الخصال
تغدو إلى دنيا تعاني الفشل
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الجزء العاشر و الأخير



قال خالد: "زيزفونة" ستفوتني صلاة الجماعة
أجابته"زيزفونة" و هي تشير إلى اتجاه القبلة: صلي هنا و هذا اتجاه مكة
سألها خالد متعجبا: و هل أصلي وحدي و أضيع أجر الجماعة؟

زيزفونة: منذ متى تهتم بصلاة الجماعة؟
أجابها باسما: من اليوم, فبعد أن رأيت ما رأيته في عالمكم سألازم باب مؤذن حينا

ضحكت "زيزفونة" من كلام خالد وهي تقول: لكنك لن تستطيع أن تصلي معنا؟
سألها خالد: و لماذا ؟ هل صلاتكم مختلفة؟




أجابته زيزفونة: لا ليست مختلفة, لكن أنت تعرف يا خالد أن الصلاة إقبال على الله بكل الجوارح و التجرد من كل أمور الدنيا, لا رياء و لا ادعاء فكيف سنتشكل في الصلاة
خالد: صدقت يا "زيزفونة": فبأس العبد من يرضي الناس على حساب مولاه إذا سأصلي هنا
بعد الصلاة, تستطيع أن تنام يا خالد و إذا استيقظت لصلاة الظهر تستطيع أن تكمل نومك أو تتابع سفرك متى شئت فنحن لن نكون هنا لأننا لا نظهر بعد شروق الشمس
قال خالد بحزن: هل هو الفراق يا "زيزفونة"؟ ألن أراكي من جديد؟
أجابته
"زيزفونة" و في وجهها مسحة حزن: لا يا خالد ليس الفراق
حين ترحل تستطيع زيارتنا إذا أردت

ما عليك إلا أن تتحرى ليالي غياب القمر و تحضر إلى أطراف الوادي ليلا و نحن سنرسل أليك من يحضرك
تابعت "زيزفونة" كلامها و هي تقول: سأعود إليك بعد أن تصلي




غادرت "زيزفونة" وأغلقت الباب بهدوء ليشعر خالد أن روحه قد غادرت معها
وقف خالد باتجاه القبلة و استعد للصلاة

هم بالتكبير لكنه تذكر "زيزفونة"
أغلق عينيه
جمع صورتها مع كل ما يشغل باله و طرحه جانبا
أقبل خالد على ربه بكل جوارحه و بخشوع و سكينة
همس بقوله: اللهم أحسن وقوفنا بين يديك
صلى صلاته في سكينة

حين انتهى ذكر الله وشكره على نعمه
حمد الله على فضله و على حفظه له





انتظر حضور "زيزفونة" بقلب حزين تأخرت فبكى من الشوق
ألن تحضر ليودعها ؟
ألن يراها لآخر مرة؟
استلقى مكانه و بدأ النوم يداعب جفونه
تنبه إلى قرع على الباب رفع رأسه بتثاقل و هو يقول: تفضل
فتح الباب فدخلت زيزفونة
رآها كما رآها أول مرة
فتاة صغيرة في الثانية و النصف أو الثالثة من عمرها كالقمر
ترتدي جلبابا أبيض مائل إلى الحمرة
شعرها كستنائي اللون ممتد على ظهرها بشكل جديلة
تأكد خالد من شعوره بجمالها و ولوجها إلى الروح دون عناء




كانت تمسك في يدها وسادة بالكاد تسحبها
تقدمت منه و هي تناوله الوسادة
جلس خالد على ركبتيه و حين اقتربت
"زيزفونة" أحتضنها بقوة
أخذ يقبلها فسكنت بين يديه كطفل وديع
وجدها رقيقة كنسمات الصباح
أستنشقها بقوة
رائحتها عبقة, ليست رائحة عطر أو طيب.. و لا رائحة العشب الأخضر
هذه المرة كانت برائحة ماء السماء. رائحة المطر
ضمها خالد إليه بقوى فبكى

تململت قليلا ثم ابتعدت رأى في عينيها دمعة حائرة
قالت"زيزفونة" بألم: لا يصح يا خالد!! فلا عذر لك بعد الآن
تابعت قائلة: لن يعذرك أهل القبيلة و قد علمت الآن أنني لست بطفلة
سالت دمعة على خد خالد و هو يقول: أهو الفراق؟





لم تجبه "زيزفونة"على سؤاله لكنها اقتربت منه
أمسكت رأسه بكلتا يديها.طبعت قبلة حانية على جبينه
أمالت "زيزفونة" رأس خالد فاستجاب لها و استلقى على الوسادة
جلست جوار رأسه. نظرت إلى عينيه
كان يستجديها ببصره
مسحت دموعه بكفها الصغير
مدت يدها في الهواء لتسحب غطاء لم يكن موجودا و كأنها أحضرته من الفراغ
غطته و دون أن تتكلم أشاحت بوجهها بعيدا و أغمضت عينيها
بدت و كأنها تسبح بأذكار الصباح
و رغم شعور خالد بالتعب إلا أن النوم قد جافاه
ما زالت عيناه مفتوحتان
فجأة نظرت إليه"زيزفونة" لتجده ينظر إليها
ابتسمت,,

لازال للجزء تكمله