04-11-20, 01:59 AM
| #1 | ||||||||||||||
  آخر أنبياءِ المَطر
| 
عُذراً أبي أنا عاتبُ على إتجهات الأرض كُلما غَفوتُ عَلى كَتفِ أبي الأيمنَ أفيقُ علىَ أنينِهِ الأيسر كُلما قَبلتُ جبينةُ أرتميتُ باكياً بينَ قَديمِهِ عُذراً أبيَ .. فعاميَ الثلاثينَ أصبحَ ناضجاً جداً مَليئاً بذاكَ الأنينِ في صَدركَ وتَلك الآمال الحانيةُ في عَينيكِ عُذراً أبيَ حينَ أتيتكُ طالباً حذاءً شبيهاً بحذاءِ صَديقيَ الغَني فَكما ثَقلَ عليكَ دينُ شراءهِ قدَ ضاقَ علىَ قدَميَ حتىَ خطوتُ حافياً إلى كَفيكَ عُذراً يا أبي كُلما لَمحتُ الشيبَ في رأسي كُلما جابهتُ الشعرَ والحَقل كُلما هاجرتُ عنك عُذراً أبي لأنني لم أتعلمَ الدَرس حينَ رششتُ الكُحلَ على القلبَ فأصبحتُ خائفاً أكثر وناضجاً أكثر .. عذراً أبيَ لأنني كُنتُ شبعاً جِداً وكنتَ جائعاً جداً ولا تزالُ على لَحم بَطنكَ حتى اليوَم عُذراً أبيَ لأنني كُنتُ دافئاً جداً وكنتَ بارداً جداً عذراً لأننيَ كَبرتُ وخرجَت قدَميَ عن اللحافَ عُذراً أبي فَكيسُ الخُبزَ .. ما عادَ يُشبُعنيَ كذاكَ الذيَ كانَ يأتينا من تشققاتِ يَديكَ وتلَكَ اللقمةُ ما عادتَ دافئةَ كتلكَ التيَ تأتينا من عِناقكَ عذراً يا أبي حينماُ قُلتُ ذاتَ يومٍ أنكَ تُحبُ أخيَ أكثرَ منيَ فأقدَ أصبحتُ أحُبُ أخيَ أكثر منيَ أيضاً انا عاتبُ عليَ فَعليٌ أبيَ زائرُ الفجرِ وأخرُ أنبياء المَطر يَعقوب عليَ العامري | ||||||||||||||
| |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| |
 | أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||
