|
:: تنويه :: |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-16-20, 11:01 AM | #1 | ||||||||||||
|
عندما كنا نتقارَب و قد كانت لدينا نعمة عظيمة تجاهلها بعضنا و ربما اشمئز منها البعض و تكبّر عليها بعضنا الآخر نعمة التقارب الجسدي بلا حذر و لا خوف و لا شك المصافحة التي تتساقط بها الذنوب كما أوراق مصفرة العناق الذي يذوّب عتابنا و يهوّن أحزاننا و يذهِب خوفنا مجاورة الغرباء دون أن نستشعر خطورة غير مقصودة نعم التواصل الجسدي التي حُرِمنا منها في الشهور الماضية في أصعب اللحظات التي عادة نكون فيها بأمس الحاجة لنترك أجسامنا على السجيّة في الأفراح و الأتراح عندما تكون مشاعرنا في الأوج قمة الاحتياج لأن نتشاركها و نتبادلها و نشعر بها حتى بدون أن نقول شيئاً و لم يعد متاح لنا إلا الإيماء بالأجساد و الحديث عبر قنوات اتصال إلكترونية و ربما بعضنا حرمه الفايروس من أحضان أقرب الناس إليه ، أمه أو أبيه أو إخوانه أو أبناءه و يكتفي بكلمات تكاد تخنقها العبرات و تغرقها الدموع ما الذي فعلناه فصار الحرمان من هذه النعمة أشبه بعقوبة معجّل بها لقد فعلنا الكثير ، و أعود بذاكرتي لمشاهد مضت لسيّدة كانت تتعالى عن أن تصافحنا بتواضع فبالكاد تلامس أصابعنا حتى تسحبها بغرور مرضيّ و آخر يجافي جبين أمه و كفها عن تقبيلهما و آخر يضيق صدره برائحة أم أولاده التي تعد طعام العائلة و آخرى تغرق نفها بعطور غربية تجعل من عناقها لصديقاتها لحظات من الاختناق و الحساسية و الأَمَرّ .. امرأة سألت مضيّفتها : هل ترتدين القفازات أثناء إعداد الطعام ؟! فخجِلت لأنها فقط تداوم على غسل يديها و هي تقوم بمهامها !!! في الحقيقة أفتقد جداً لمصافحة الناس بعفوية و دون تردد من الآخر أو حذر ! آنيّة 11.00 صباحا 16.8.2020 من القلب للقلب | ||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||