أولا دعوني أقول أن الحب وحده لا يعمر بيت. يعني لا يكفي.
بيولوجيا هرمونات الحب و الهيام إلخ إلخ إلخ ... تقل أو ينعدم أوجها بعد 3 سنوات من الإرتباط.
و كم رأينا من عشاق خربوا لنا أدمغتنا بحبهم القوي حسب قولهم
و بعد كم أسبوع أو شهر أو سنة خانوا بعض و تطلقوا.


هناك ما هو أهم و أعمق من الحالة الإجتماعية و الجانب المادي.

هناك الإستقرار النفسي و النضج العقلي.

الإنسان إذا كان مضطرب نفسيا و - أو غير ناضج . لن يستطيع اسعاد نفسه
و بالتالي يتعذر عليه إسعاد الغير و هنا نشير إلى شريكه و أطفاله.
حتى لو ملك مال الدنيا و أعلى الشهادات.
إذا كان غير متزن نفسيا سيدمر كل شيء .

لكن إذا كان الإنسان مستقر نفسيا و عنده نضوج و وعي
فهو لن يحط نفسه في مواقف يعلم مسبقا أنه لا يقبلها.
واحد مستقر نفسيا وعنده نضوج كافي لن يرتبط أساسا بشخص غير مقتنع به
سواء ماديا أو اجتماعيا. لن يحط نفسه في موقف غير مقتنع به من الأساس.

الغير مستقر نفسيا يرمي نفسه في حضن أي حد عن طريق الزواج
لأنه مؤمن أن الزواج هو الحل لمعاناته الداخلية.
أما الغير ناضج فهو يتزوج لمجرد الزواج لأن المجتمع يطالبه بذلك.
فيصطدم بالواقع بعد ذلك. لتأتي الفروقات الإجتماعية، المادية ، الدينية ، العلمية
إلخ... بينه و بين شريكه لتجعله يستيقظ و يتسائل،
هل قرار زواجه كان صائب أم لا؟
هنا أتكلم عن المرأة و الرجل طبعا.


من وجهة نظري على الإنسان أن يعطي لنفسه مساحة كافية ليتعرف على
نفسه أولا و يشتغل عليها جيدا، ليعرف ما يريده و ما لا يريده في شريك الحياة.
و أهم شيء ليعرف هل هو صالح للعناية بأسرة أم لا.
لأن هناك من يتزوج و يلد ثم يتفنن في تعذيب شريكه و أولاده لأنه غير مؤهل
لتحمل المسؤولية. فينتج عن ذلك أجيال مريضة نفسيا ،تتزوج بدورها
بعد كم سنة لتكرر نفس المأساة.

و هذا شيء يحزنني شخصيا. حين أرى أطفال معنفة و مقهورة بسبب
أب و -أو أم غير مؤهلين للزواج و لا للإنجاب.

لو كان الأمر بيدي.
لن أسمح لشخص أن يتزوج زواج رسمي و ينجب إلا بعد الدخول في تدريبات
تربوية و نفسية و يتم امتحانهم فيها و ينجحوا فيها.
و تكون ورقة النجاح أحد شروط عقد الزواج.
و الإمتحان ليس شفويا و كتابيا فقط بل تطبيقيا عبر لعب الأدوار أمام
لجنة امتحان ذات خبرة في مجال علوم النفس و التربية.

سأكتفي بهذا القدر لأنه الكلام يطول.

شكرا لك أخ Amro seed على الطرح القيم