|
:: تنويه :: |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-24-20, 10:06 AM | #1 | |||||||||
|
" عندما مات العصفور " _ بتصرف _
كنت : أتصفح الكتاب الذي أهداني اياه أحد الأخوة الاعزاء ، والذي كتبه في حلته القشيبة ، والذي ظمّنه بقصص لطيفة جميلة ، فيها من الدروس ، والقيم ، والعبر التي لا يستغني عنها من أراد السلامة في هذه الحياة ، كنت اقرأ قصة " عندما مات العصفور " ، كان بطلها "منصور " ذاك الشاب الملتزم الذي عشقه أهل قريته بعدما أفاض عليهم بأخلاقه ، ونالوا : من فضله وعطاءه ، حين تعودوا منه سبق الزيارة ، وتلمس حوائجهم ، اعتاد على مبادرة التحية على الصغير والكبير ، ولا يستثني منهم أحدا ، فالمعيار عنده " كلنا أولاد آدم وآدم من تراب " كان مع أهله ذاك النموذج الذي تشرئب له أعناق الفقد لذاك الخلق العظيم الجم ، حين شُحّ وجود أمثال من اكتسبوا تلك الخصال التي استنزفتها المصالح !في ظلال التكالب على نيل الغنائم من متاع زائل ! مضموم القصة : بعد تلك الشمائل التي رقّت " منصور " ليكون رمزاً لتلكم القرية الآمنة الصغيرة ، تغير الحال وتبدل ! بعدما هجم على قريته ذاك السيل " العرم " الذي أطاح بالكثير من المنازل ليهجرها أهلها ، وييممون بوجوههم لمناطق أخرى يحقنون بها أرواحهم ، فقل وجود الناس هناك ، وانشغل منصور بالبيت ، في ترميمه واصلاح ما تلف منه ، بات : بعد ذلك حبيس البيت بعد ذهاب الكثير ، وبقى يضاجع الهموم ، ويناكف التفكير ، حتى اتته زوجته الحنون وأشارت عليه أن يبحث عن الاصدقاء الذي يخرجونه من حال عزلته ، تعّرف على "مطاوعة " _ مع تحفظي على التسمية _ فسار سيرتهم بدأ يتأخر عن الرجوع للبيت، فهجر بذاك أولاده ! فما عاد ذلك الأب المثالي الذي كان المثال والقدوة لهم ! وقام يتعنيف زوجته ، حين أخذ يُسمعها الكلام الجارح ، ويبرز لها أن القوامة له وبيده ، وهو المتحكم بها ! فانقلب البيت السعيد ، ليكون البيت الخرِب ، الذي ينعق على أعتابه غراب الشؤم الكئيب ! حتى : ذاك العصفور الذي كان يتعاهده ، ويسوق له الطعام ، ويضع له الماء هجر عشه ونسى أمره ! بدأ مع أصحابه الجدد لتبدأ تلك " التصنيفات للناس هذا " فاسد ، وذاك طالح ، وهذه سافره ، وتلك متبرجة ! ليكون : السلام والتسليم على حسب مدى " صلاح وفساد من يُلاقي " ، _ وطبعاً حكم الظاهر هو الذي به يُلاسن ويُحاجج _ ! الزوجته زينب : تحاول جاهدة أن ترده لصوابه ، ليعود منصور ذاك الذي يطيب الجرح من صفاته ، ولكن بدون جدوى ! الناس : استنكروا فعله ، فما عادوا يرون ذاك الخلق وتلك الابتسامة ! وفي : يوم من الأيام وهو واقف عند الشجرة سقط ذاك العصفور من أعلاها ميتاً ، وكأن ماساً كهربائياً قد هز كل كيانه وكُله _ اعني بذلك منصور _ ، لتكون العودة لذاك الصواب ، فعاد وهو يصرخ وينادي زوجته ، ويحتضنها ويقبل رأسها ويديها ، معتذرا منها على كل ما بدر منه ، معاهداً نفسه وإياها أن يعود منصور الذي قتله بيده ، حين استمع لتلك الزمرة التي جعلت الدين مطية لنسف كل جسور التواصل بين الناس ! حين صنّفوا الناس _ بفعلهم وقولهم _ ، وحفروا بذاك خندق الاقصاء والتمييز ! متناسين بأن " الدين المعاملة " ، وأن الأخلاق ، وحسن الفعال هي من تقلب الموازين والمعادلة . | |||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||