المسلسلات التاريخية والسير
الناظر والمتابع للمسلسلات التاريخية والسير
يشاهد أن معظمها تعتمد على المؤلف والسيناريو
ولا تعتمد على الحقائق لا أدري لماذا ؟!
هل هو قلة المنقول ؟!
أم الهدف تجاري بحت لذلك يدعمون عنصر التشويق
والأثارة ؟!
أم المقصد تزييف الحقائق لغاية في عقولهم ومحاربة لتاريخنا؟!
الأسئلة كثيرة ولا اظن يوجد مبرر لتحريف الحقائق
تحت أية حجة والعجيب بإن أصحاب السير والمؤرخين
نقلوا لنا ما لا يجعل المؤلف بحاجة للتحريف
فبعض السير كتبت بمئات من الصفحات وفيها
من عجائب البطولات والقصص عدا عن تأريخ
بعض العصور التي فيها من الفتوحات الربانية
على عباده الموحدين ما لا يخطرعلى بال
فلماذا التحريف ولماذا نزرع في العقول
قصص من نسج الخيال لا تحمل من الحق
سوى الأسماء؟!
لذلك يجب أن يتعلم من يتابع تلك المسلسلات
بأنها لم تنقل بصدق إنما نقلت لهدف تجاري
وقد يكون من خلفها أهداف أخرى خاصة مثل تلميع بعض
الشخصيات والجماعات المشبوهة كأبن عربي والجماعات الصوفية
ومنها تحويل الناس من النظر للتاريخ المنقول والحقيقي
للتاريخ المؤلف الذي يحمل من النقص الشيء الكثير.
ومنها زرع قصص الحب والعشق
بطريقة مخالفة للشرع.
وغيرها من المصالح الخاصة بالمنتجات.
أقل شيء مطلوب أن يعلم المتابعين بإن تاريخنا الذي سطر أجمل وأفضل
وفيه من التشويق أكثر من عقول أولئك المؤلفين.

وللعلم انا من متابعين ارطغرل والمؤسس عثمان والنهضة السلجوقية ومع هذا يجب التنبيه ولا يوجد مقارنة
بينها وبين المسلسلات الساقطة هي بالتأكيد أفضل

عن أنس بن مالك :
( أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مر بشجرةٍ يابسةِ
الورقِ فضربها بعصاهُ فتناثر الورقُ فقال إنَّ
الحمدُ للهِ وسبحانَ اللهِ ولَا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ
لتساقط من ذنوبِ العبدِ كما تساقطَ ورقُ هذه
الشجرةٍ) حسنه الألباني

عن عبادة بن الصامت أنه قال لابنه
"يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة" يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من مات على غير هذا فليس مني" أخرج أبو داود وصححه الألباني

أحياناً بكتب موضوع وقبل أن انهي الموضوع اضع
حديث للأستشهد به فأجد الحديث يغني عن كل
كلامي فأمسح الكلام وأبقي على الحديث النبوي
فسبحان الله الذي اختصر الكلام لرسوله الكريم
فكان يقول كلمتين تغني عن صفحات ومقالات
صلى الله عليه وسلم

أين نحن منهم
عندما أراد عمرو بن العاص رضي الله عنه فتح مصر
ارسل المقوقس رسولا يهدد المسلمين لكن عمرو رضي الله عنه حبس هؤلاء الرسل يومين ليروا حال المسلمين فوصف أولئك الرسل حال المسلمين للمقوقس قائلين:
( رأينا قوما الموت احب الى أحدهم من الحياة ،
والتواضع أحب إليهم من الرفعة ،
ليس لأحدهم في الدنيا رغبة ولا نهمة ،
إنما جلوسهم على التراب ،
وأكلهم على ركبهم ،
وأميرهم كواحد منهم ،
ما يعرف رفيعهم من وضيعهم ،
ولا السيد فيهم من العبد ،
وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد ،
يغسلون أطرافهم بالماء ،
ويخشعون في صلاتهم .
فقال عند ذلك المقوقس :
والذي يحلف به ، لو أن هؤلاء استقبلوا الجبال لأزالوها ، ولا يقوى على قتال هؤلاء أحد ).
ثم رأى اغتنام مصالحتهم.

بقايا إنسان
بداية سأتحدث اليوم عن قصة حكواتي من بلاد الشام
حكواتي كان يجلس في مقهاه ليتحدث وينتقل عبر الزمان
كان له طاولة وكرسي في الزاوية وبجانبه فنجان
كان قبل التحدث يأخذ فنجانه ثم يبدأ كلامه
بدأ في الحديث عن طفل وعندما بدأ حدث الانفجار
لم يبقى من المقهى طاولة ولا كرسي إنما كومة رمال
استيقظ يبحث عن قلمه وكتابه وعن بقايا فنجانه
لم يرى سوى ما بقي من بقايا كلمات سطرت في كتابه
كانت تتحدث عن ذلك الطفل الذي بدأ بقصة حياته
ذلك الطفل الذي ولد حرا وفي يده دفتر وقلم
ولد في زمان المسلم فيه متهم
استعمل قلمه فكتب على حائط مدرسته كفى ولم يكمل
جاءه الرد سريعا بطائرات قصفت الحائط والمدرسة والمنزل
عاد الحكواتي ليبحث عن باقي الورقات ليجد ما بدأه وليكمل
وجدها مزقت ولم يبقى منها سوى
(..... إِنَّا مِنَ ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُنتَقِمُونَ)
[سورة السجدة 22]

هنالك أيقن بأن الطفل ليس سوى قربان
ضحى بنفسه كما ضحى صاحب الاخدود ليبني اجيال
لكن في قصة الحكواتي كسرت الطاولة والكرسي ولم يبقى سوى بقايا انسان