|
:: قرار هام :: |
إضافة رد |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-02-22, 10:13 PM | #1 | ||||||||||||
|
تَمَرُّد( قصة قصيرة ) تَمَرُّد ( قصة قصيرة ) انكفأ في تعبٍ على وجهه ، فوق أوراقه المتناثرة على المكتب، و التي ازدحمت بشخصياتٍ و أحداثٍ ، كان هو المحرك لها ، كأنه يراقصها على حبالٍ ، عُقِدت أطرافُها بأصابعه. تدحرج من يده القلمُ واستكان كصاحبه في غفوةٍ ، بعد ليلةٍ حافلة بصراعات شخصياته ، واقتتالهم على صفحات قصته الطويلة . لم يشعر بخطوات بطله " راكان " الذي تمرد على سطور قصته ، وخلع معطف الحبر ، و اعتلى صهوة يده في حيرةِ وتأمل ، وشرع يتفرّسُ في وجه هذا الراقد ، وصمَّ أذنيه عن شخيره المزعج . تلفّتَ حوله في تعجبٍ ، و أبهره وهجُ هذا المصباح فوق رأسه كأنه شمس منتصف النهار ، وظلمة المكان كأنها سماءُ البيداء التي ينتمي إليها . قفز عن يده إلى منتصف الصفحة الأخيرة ، فانزلقت قدماه على حبرها ، وشرع يقرأ تلك السطور أسفله . “وانطلق راكان موجهاً عنان ناقته إلى قبيلة أخوالها ....” فاغراً فاه في اعتراض ، حين وقعت عيناه على " قبيلة أخوالها" فتقرفص في مكانه ، ودفن رأسة بين راحتيه ، كأنه يندب حظه . فكّر ملياً في كلام ِ " عروب " ، حين أخبرته بأن الوصول إلى مرابعها أمرٌ عسير ، وتلك السطور تؤكد نبوءتها . كانت حسناء قبيلتها ، حديثها الشعر ، وخطواتها مرور السحاب ، وعيناها السحر ، وليل شعرها وشت به جارتها ، لبائع ٍ متجول ٍ ، فصار يضرب به الأمثال . لقاؤهما عند تلك النبعة مازال يذكره ، حين أنهك الظمأ ناقته ، وشرب هو من ينابيع عينيها ، ومن يشرب من عين " عروب " يعود إليها . قال والدها له : هي لابن عمها منذ الصغر ، والعرب عاداتهم دستورٌ لا يتغير . وحين رآها وإياه خلسة - كأنهما نجمتان في غسق الدجى - أقسم بأن تزف " عروب " عند اكتمال البدر . بعد أيام ثلاثة ، وشت " عروب " إلى واردة النبع - رفيقتها - بأن تخبره عن عزمها للرحيل إلى قبيلة أخوالها ، وتجرع مع كلماتها مرارة القهر ، وبابتسامةٍ خجلى ودعها .. حدثته نفسه: " سيأتي الفرج " لم يكن يعلم بأن تحالفه وأخوالها سينقض ، وبأنهم سيعودون بـ " عروب " إلى مضاربها قبل اكتمال البدر . بيد أن رؤيا أتته في المنام ، والعاشق يصدق رؤياه ، أخبرته بأن يوجه عنان ناقته إلى مضارب أهلها . الحيرة تنهش ذاكرته ، يبحث عن مقصدِ هذا الراقد أمام عينيه ، ويؤرقه ذاك الهاتف في المنام . قرر ذات فطنةٍ أن يتبع إحساسه ، وتجاهل كلمات واردة النبع ، هي أقرب الصديقات ، وهو عاشقٌ ثملُ . أمسك في صعوبةٍ القلمَ ، وفي الشوط العاشر طمس " قبيلة أخوالها " ، وخط " قبيلتها " وأتبعها بنقطة . “وانطلق راكان موجهاً عنان ناقته إلى قبيلتها ". ثم أكمل .. لم يغمض له جفن ، ولم يشفق على ناقته ، والشمس والقمر يتعاقبان عليهما ، حتى كاد البدر يكتمل . وعلى مشارف ِ مضارب أهلها ، ظهيرة البدر ِ ، لمع ثغرها على سيفه ، فجرّده في وجه خالها ، ثم .. توقف فجأةً عن الكتابة ، وسقط من يده القلم . استفاق هذا الراقد في تململٍ ، وفرك عينيه ، وطقطق رقبته ، ثم نظر إلى أوراقه في حيرةٍ من كلماتها الأخيرة ، وحكّ رأسه بالقلم . ارتسمت على وجهه ابتسامة الحيرة ، والظفر ، حين شرع يكتب هذه الكلمات .. " فعاجله خالها بطعنةٍ نجلاء ، وصرخة باسمها ظلّت مدوية حتى مطلع الفجر . " تمت .. رتب أوراقه في عجل ، وانطلق إلى الجريدة ، يحمل في نشوةٍ قصته ، وبعض قطرات حبره استقرت على المكتب . . | ||||||||||||
|
01-03-22, 07:46 AM | #2 | ||||||||||||||
|
قصة جميلة يعطيك العافية أخي تختم ل3أيام مع التقييم | ||||||||||||||
|
01-03-22, 08:40 PM | #3 | ||||||||||||
| | ||||||||||||
|
02-03-22, 02:57 AM | #4 | ||||||||||||||
ظلال الذكرى أنت
|
روايه جميله وسرد رائع يعطيك العافيه | ||||||||||||||
|
02-06-22, 08:57 PM | #5 | ||||||||||||
| | ||||||||||||
|
إضافة رد |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||