أسائكَ منظرُ البيداءَ بعد تمدُني
أم سائكَ الإنسانُ بعد تحضُري

أم كُنت ترجوا عالمًا من أنجُمِ
يسموا إليكَ سرمديًا عنتري

قم أيها الطفلُ زمانًا وانهضِ
قد كنتَ طفلًا والشبابُ الأعجري

ليسَ كما كنتَ تراهُ فَذكُري
بعد المشيبُ طيبًا من كوثرِ

فبلغ سلامي للصِبا في عرشهِ
حينًا إذا طالبتَ في شيءٍ بري

أتاك غيثًا مُسكتًا فاهَ الصبي
وصراخ علقمَ بلسمًا للثائري

طاب الأنامُ يالبياضُ عاجلِ
ما شيئا يُبكي ذا الصبي الذاعرِ

غيرَ سطورًا من حلومَ الهيثمِ
تاهت بِثكلى هَالدُنى و المرمرِ

لا تُطعمُ الحيّاتِ في وكراتِها
فالموت أطهرُ من حياةِ المنكرِ

والرزق يأتيكَ بِدُونِ تكلُفٍ
والحرص أوجبُ للفتى من ياسرِ

أُعطيكَ عشرًا والفتى وحياتْهِ
تزهوا بما عمِلت يداهوا وتُكسرِ

إعمل وكُنّ مثل الجرادِ المُثقلِ
اليوم ترحلُ وَغدًا هيا تظفري

بمشيئةِ اللهِ الذي قد صورَ
كل الأنامي وأدمًا والمُبّصِري

ترضى بما أعطاكَ ربي وتسلمِ
واعمل كأن اليومَ يومَ المحشري

إحفظ لِسانكَ بِالتي هيا أحسنُ
ما فاضَ ماءً لا تراهوا يثأري

إن الطيورَ إذا تكسرَ جنّحُها
مات الوِصَالُ ومات كُلَّ المأثرِ

واصبر على جُورَ الكلامِ ونارهُ
فالقصرُ يبقى والملوكُ تُهاجري

اليومُ أنتَ قائمًا لا تنثني
وغدًا ستبكي شيبةً لا ناصرِ

فعمل لِشيبكَ ما تراهوا مُسلِمُ
واكفر تملص من شبابِ البربري

ما عادَ ذئبًا من براري جائِعًا
كر الحروبي غير فر العاثري

وأعلم بِأن المال لا يرفع علي
وعليُّ يُرّفع دون مالٍ يشتري

وَخِتامُ ربي أني واحد مُسلِمُ
أرجو بعفوِكَ كل يومٍ يستُري

a.m.a.h