اشعَلَت التيه في وجداني
وهي مرساتي في السرور والرضا!!

أتحبها..؟ "بقلمي"

- "أتحبها؟"
أنا لا أُحبها، هي صديقتي.. صديقتي التي تبعثرني لتلملمني، التي تقاسمني حزني لتشاركني الليل، صديقتي التي تُضحكُني، التي تُبكِيني، هي من علمتني رقصتي الأولى، وكيف أحب إمرأة أولى، وتأتأة حروف الحب في المرة الأولى.
هي لم تكن حبيبتي، هي صديقتي، صديقتي التي تختار لي ملابسي، وعندما تمضي أمسك قطعة منها فأراقصها، أشمُّ عبيرها فيها، أضمها إليّ فأطير في السماء..
هي صديقتي، صديقتي التي زرعت فيّ كل الأشياء، صديقتي التي من بعدها عرفتُ أن ليس كل النساء نساء.
- "بالله أخبرني.. هل تحبها؟!"
لا يا صديقي، أخبرتك أنها صديقتي، صديقة ما قبل النوم وما بعد النوم، صديقتي التي إن صابها الضيق ضاقت عليّ الحياة، صديقتي التي كلما غابت شَعَرتُ أنها هي الحياة..
هي ليست حبيبتي، لكنها صديقتي، ألا تعلَمَ أن ليس كل الأصدقاء سواء؟
هي التي أقرأ لها قصص ما قبل النوم، وحينما تغفو أُقبّل عينيها، أتأملها وأمضي..
أنا لا أحبها.. هي صديقتي، لكن - يا صديقي- حينما تغيب عني تلسعني كلّ عقارب الساعات في انتظارها، وحينما تقترب مني تخذلني كل رزانتي وتركض لتعانقها...
والأن هل عرفت.. أعرفت كم هي صديقتي!!

على رِسلِكِ.. تمهلي!
انتظريني إلى أن أُجففَّ الثُمالةُ في قَدَحي.

لستُ منعزلاً لكن نصفي المهم رحل معها وأنتظر عودته!

ضيّقة عليَّ جداً تلك الأرض، أبحث عن مساحة أوسع لأزرعني فيها!

صباح بلا عيناك كبحر لا شاطئ له.