«تأمُّلات هنري ميلر»




• صداقةُ الحُبّ في رأيي، أثمن ما يُمكن أن تُقدّمه لك الحياة. فالقدرةُ على أن تُصبح صديقًا لامرأة، -بالتحديد- المرأة التي تُحبّها، بالنسبة لي هو أعظم إنجاز يمكن أن تُحقّقه. ذلك أنّ الحُب والصداقة نادرًا ما يسيران بجانب بعضهما، ومن السهلِ على الرجُل أن يُصبح صديقًا لرجل على أن يصبح صديقًا لامرأة، خاصّة إن كانتْ تلك المرأةُ جذّابة. خلال حياتي؛ عرفتُ القليل مِمّن نجحوا في الحصول على الصداقةِ والحُبِّ معًا.

• أصدقائي وهبوني العزيمة كي أستمر في الحياة، وأيضًا، أصابوني بالملل القاتل في بعض الأحيان. الشرط الوحيد الذي كُنتُ أهتمّ لوجوده في أصدقائي، مَهْما كانتْ الطبقة التي ينتمون إليها، أو مهما كان وضعهم في الحياة، هوَ أنْ أكونَ قادرًا على الحديث معهم بكل صدق. إذا لم أنجح في فعل هذا، كنتُ أتخلّص منهم.

• هناك مَثَلٌ قديم يقول بإنّ عليك الحكم على الشخص من خلال الأصدقاء الذين يبقيهم حوله، لكني طوال حياتي كنت أُبقي حولي أصدقاء مختلفين تمامًا، من عوالم متباعدة عن بعضها. لديّ أصدقاء لا يعرفهم أحد، وأعترِف بأنهم من أفضل أصدقائي!

• لقد أصبحتُ أكثر تواضعًا، وأكثر إدراكًا لحدودي وحدود غيري، لم أعد أحاول تغيير آراء الآخرين، لقد توقّفت عن محاولة إصلاحهم، وهذا لا يعني شعوري بأني أعلى منهم، وأنهم أقلّ ذكاءً منّي.

• من حسن حظّي أنّني لم أخسر فضولي الذي لا ينتهي. ربما كان هذا الفضول -تجاه أيّ شيء، وكلّ شيء-، هو ما جَعَلني الكاتب الذي أنا عليه الآن. حتّى أشدّ الأشياء مَللًا بإمكانها أن تُثير فضولي إذا كنتُ في مزاج مناسب للاستماع إليها.

• الشهرةُ تُشبه الطاعون بالنسبة للكاتِب الذي ما زال يملك شيئًا ليقوله. بينما ينبغي أن يستمتع بالقليل من وقت فراغه، يجد نفسه مشغولًا أكثر من أي وقتٍ مضى، إنّه ضحيّة جمهوره، وضحيّة أصحاب النوايا الطيّبة، وضحيّة كل مَن يُريد استغلال اسمه. أصبحتْ مشكلته: كيف يحافظ على حريّته، وكيف يفعل ما يُريده فقط.

• لا تعتقد أن حياة العباقرة حياة سعيدة، على العكس تمامًا. كن شاكرًا لأنّك نكرة، لأنك لا أحد.

• إن كنت تستطيع أن تمنع نفسك من التحوُّل إلى إنسان عابس، فَظّ، فَقَد تمكّنت من قطع نصف الطريق.

• بإمكان المرء أن يُقاتِل الشر، لكن ليس بإمكانه أن يقاتل الغباء.

• تعلّمتُ من الحمقى والنكرات أكثر ممّا تعلمته من أساتذة الجامعات. الحياة هي المُعلّم، وليست منظمات التعليم.

• لا أؤمن بالطعام الصحّي أو الحمية. إنّني آكل لأستمتع بطعامي، ومهما كان الشيء الذي أفعله، فإني أفعله أولًا من أجل المتعة.

• لا أحبُّ أن أنهي حديثي بنهاية غاضبة. لطالما كان شعاري: فَرحٌ ومشرقٌ دومًا.



منقول

عطاء
متامل


اشكر لكم هذا الحضور الطيب