وكلُّ حروفُ الحبِّ نادتكِ لهفةً
وشوقُ فؤادي ما لبثتُ يزيدُ

أيا قِبلةً للرُّوحِ حينَ هيامها
وتغريدُ حرفي بالقصيدِ يجودُ

فكم من بحورِ الشِّعرِ بتُّ بنظمها
لسلمى وليلي والنُّجومُ شهودُ

ألا يا سليمى زادَ قلبي توهُّجا
وربِّي على هذا وذاكَ شهيدُ

بحر الطويل

أيا غمام لا تحجب نورا
أهتدي به سبل التوق
وإيفاء الحقوق
تعظم مصاب قلبي
الطاعن في الشوق والحنين
لعين ظبي
شارد في غابة كتمان
لا يبارح الصمت
خشية إيلامي
وما أنا بطارد الشكوى
أو أمقت سريانها على اللسان
فحالي خشوع
وإنصات بلا روع
فالمصاب واحد إن تذكر قمري

أيا حبُّ سلمى قد أذبتَ حشاشتي
وإنِّي لفي غمراتِ وجدٍ صريعُ

أناجي سليمى بالحروفِ ولوعتي
أذابت فؤادي والفؤادُ وجيعُ

لذي الوجدِ دمعٌ إذ أوى لمضاجعٍ
بهنَّ جوى والقلبُ باتَ فجيعُ

على إثرِ حبٍّ قد بليتُ بدائهِ
ومالي إذا ما قد بغيتُ رجوعُ

بحر الطويل

مساء واعد ولست أدري
بما يعدني
أبنور قمر فقدت مطالعته
أياما ويكأنها سنون
وقلبي واجف
لا يركن لهدوء
أو ينال قسطا من راحة نبض
ملؤه حنان ومزيج خوف
ألا يضيء ليلتي
بدر الدجى
بنور حرف وهمس شفاة
أيا لائمي لو تدري مابي
لإحترقت عطفا
فالهوى ملك ميامني
حتى إني لا ألفظ إلا بهواه

ولي شطرَ سلمى باللَّياليَ وجهةً
وكلٌّ لهُ في الحبِّ طرقا يولِّيها

ومالي أيا سلمى سواكِ خليلةً
ولا صاحبةٌ للقلبِ غيركُ أناجيها

بكلِّ قصيدٍ من هيامٍ وصبوةٍ
فليتَ مزون الحبِّ تروي أراضيها

ألا ليتَ شعري والفؤادُ لعامرٌ
بذكر سليمى والحروفِ تناديها

هبيني منَ الأشواقِ قرَّةَ أعينٍ
وروحٌ لما تروى بهنَّ صواديها

بحر الطويل

ألا يبرحُ القلبُ الحزينُ صبابةً
فمالي أراهُ اليومَ فيكِ مكافحُ

ويهجرُ أهلا في الديارِ ويرتضي
منَ البدرِ وقتا باللياليَ صالحُ

فما الصُّبُّ إلَّا تعتريهِ كآبةٌ
وما الصُّبُ إلَّا تعتليهِ النوائحُ

أيا مقلةً قد رابها الدَّهرُ فجأةً
غدت لحبيبٍ والدُّموعُ سوافحُ

أيا مهجةٌ قد خانها الحظُّ لحظةً
فأحرقَ قلبا والعيونُ كوادحُ

إلى أينَ يا قلبي ذهابكَ والهوى
يديمُ عيونا بالدُّموعِ نواضحُ

أيا معشرَ العشَّاقِ هل من طريقةٍ
تحيدُ عذابَ الوجدُ والحبُ جامحُ

أيا سالكينَ الدَّربَ دربُ صبابةٍ
هل غرَّكم؟ فيهِ المزونَ شحائحُ

فليتَ لقلبي ما تمنَّى أميرةً
لها درُّ ربَّي والحروفُ فصائحُ

بحر الطويل