حياةٌ أمرتِ القلبَ جاءكِ طائعًا
يلبِّي نــــداءًا من لدنكِ ســريعُ

وحسبي منَ الأمرِ المطاعِ أنَّني
لما تأمـــرينَ القلبَ فهْوَ يطيعُ

لديَّ منَ الأشواقِ ما هوَ قاتلٌ
فهل شوقُ قلبي للوصالِ شفيعُ؟

غدوًَّا إليكِ اليومَ فكري وجيئةً
فبالطَّيفِ إنِّي ذو رضىً وقنوعُ

ويركنُ قلبي من هواهُ بساحةٍ
بها أنتِ والقلبُ المعنَّى سميعُ

لكلِّ حروفِ الشَّوقِ حينَ ندائها
يصيبُ فؤادينــــا هوىً وخشوعُ

أعظِّمُ ذكراكِ الغداةَ بمهجةٍ
وعينا هيامي ما لهنَّ هجوعُ

ومالي إزاءَ الحبِّ حولٌ وقوَّةٌ
ورغبةُ قلبٍ من سواكِ جزوعُ

فدونكِ ليلٌ قد تعاظمَ طولهُ
وتاركُ قلبي من هواكِ صريعُ

وأمنيةٌ سادت على القلبِ عمرهُ
وإنِّي بها ما دام قلبي صديعُ

فإن شئتِ هذا القلبُ لكِ ماثلٌ
بما قد أمرتيهِ الجوابُ سريعُ

بأكنافكِ تغدو المساحةُ جنَّةً
عبيــــرٌ وزهـــرٌ قد غدا وربيعُ

بحر الطويل

ويســألنني أهلي غـــداةَ رأونني
ودمعي منَ الوجدِ المريرِ صبيبُ

كذبتُ وقلتُ العينَ قد صابها قذى
فدمعي طليـــقٌ من قـــذاهُ يسيبُ

كذبتُ وما يدروا لقلـــبي صبـــابةٌ
وطيــــفٌ لعيني حاضـــرٌ لا يغيبُ

بحر الطويل

ما أغناني عنك شيء
وفي عز تشددي وغلظة مشاعري
ما وجدت ألين من قلبي
ربما فكرة العزوف لا أريدها
لكنها تحت وطأة عزة النفس كانت
أخشى الفشل في مزاولتها
بالكاد أستطيع إجبار النفس
بالمضي قدما نحو المجهول الخالي منك
والحقيقة لا ولن أخلو منك
أتشبث بما يبقيني خارج مدار أنت به
بما لم تبقين لي من شحذ كبريائي
فأستدرك فأقول باستغناء هش

لنا رفعةٌ كالفرقــــدينِ هدايةً
ويعلو بهاماتٍ منَ العزِّ نادينا

وشيمةُ نبلٍ من صعيدٍ ورثتها
ونبعٌ منَ الإخلاصِ تأصيلهُ فينا

فنغدوا غدوًُّا كالحديدِ قلوبنا
فإن لانَ صلبٌ لا يرونَ لنا لينا

ما ألبث أن أنتهي فإذا بي صاحب الهم الثقيل
الجاثي على مسالك سعادتي
المبقي لي سيئات ما اقترف قلبي
وما اجترح من كبائر إثم تهيامي بك
فأستعظم مصابي فأقول

أراها بغيرِ العدلِ تزدادُ قسوةً
إذا ما أقولُ الآنَ تزدادُ ليــــنا

أيا من بها قلبي شغوفٌ وعامرٌ
وذكركِ لم يترك منَ الوقتِ حينا

فمالي إزاءَ الوجــدِ حولٌ وقوَّةٌ
إذا ما نهيتُ القلـــبَ زادَ حنينـا

أهاجرتي من دونِ أيُّ خطيئةٍ
كفاكِ فالبهجرِ المميتِ جُزيـــنا

فذقتُ كؤوسًا مترعاتٍ بحنظلٍ
يداومنَ حلقي منكِ حينًا فحينا

أما سائلتكِ العينُ بعضَ حنينها؟
ألم تكنوي بالهجـــرِ منكِ عيونا؟

فكيفَ تقاتي من سليمى وحبُّها!؟
فأستجلبُ الهادي وما قد هُدينا

رويتُ أراضيها بعذبِ قصــائدي
ومنها مرارَ الهجــرِ دومًا رُويـــنا

بحر الطويل

عندي رغبة أحول المشاركة اللي فوق
لموضوع مع اني تارك قسم الأدبي والحصريات
من فترة كبيرة ومش عارف السبب

دعيني أغرِّدُ في فيافي غربةِ الرُّوحِ وحدي

لا مؤنسَ لخلدي

سوى طيفٌ منكِ يلاطفهُ بنانُ حبِّي

ولا يشفقنَّ منكِ قلبٌ

على أنيني أو صرخاتُ تصبُّبي

أو حالَ تألُّمي بما ناءت بهِ سرائري

ولا رأفةً إذا ما استطالَ كربي

فما من رفقٍ ارتجيتهُ غداةَ غيثٍ

من نواضحِ المآقي المستهلاتِ بدمعٍ

حبسنهُ طرفَ النَّهارِ

" وزلفًا منَ اللَّيلِ " عكفنَ على توجُّدي

ساءتِ الأقدارُ ومن ذا الَّذي

ينجي فؤادي غيرَ صبرُ جوارحي
اه
على مصابٍ هنَّ بهِ هلكى

وعطشى لرشفةِ تخلِّي

كمِ اعتليتُ منابرَ الشَّوقِ صادحًا

بتراتيلِ حبٍّ وأبياتُ شعرٍ

ما سيقت إلَّا والدَّمعُ حاضري

كلُّها أناتٍ ذهبت أدراج الرِّياح

ومن ثمَّ يرادُ لي أن أهوى العذابَ

في قربٍ دانياتٌ بهِ قرائحي

حلسّ المترعاتِ من كؤوسِ الحنظلِ

فما أدركتُ السلوَّ لأهتدي سبيلَ الرُّشدِ

وأبى ذاكَ الهمُّ أن ينجلي




ونارُ سليمى باللَّيالي تسعَّرت

وما كانَ ماءُ المزونَ ليطفيها


فيجزى بها قلبي بغيرِ سلامةٍ

لعينٍ تخرُّ اللَّيلَ مزنُ مآقيها


بجودٍ على حبٍّ كأنَّ مدادهُ

منَ النِّيلِ أخَّاذٌ لريِّ أراضيها


بحر الطويل

بقدر ما استحكمت حلقات الفقد
ما زال عبير الأمس
يراود مخيلة قلبي
حين حنين يركل الغياب
وللخلود بقية
حين يطمس الأثر
بذات الشجن
أذوب في بوتقة التوق
للثم شفاه الوصل
بما أعددت من موائد الحرف
وبكل ما أوتيت من لغة
أسامر بها عين الرئم
بليل خال من الغيوم
تطالعنا فيه النجوم
ونفضي للقمر
بحديث شوق ولهفة عناق
تراخى عنه المزار
والممشى إليك قريب