جْرِي الرِّياحُ كما تَجْرِي سفينتُنا
‏نَحْنُ الرِّياحُ ونحْنُ البحرُ والسّفنُ!

أتَعْرِفُ أطْلالاً ونُؤياً مُهَدَّما
كخطك، في رق، كتاباً منمنما

أذاعتْ بهِ الأرْواحُ، بعدَ أنيسِها
شُهُوراً، وأيّاماً، وحَوْلاً مُجرَّما

دوارجَ، قد غيرن ظاهر تربه
وغيرت الأيام ما كان معلما

وغيرها طول التقادم والبلى
فما أعرِفُ الأطْلالَ، إلاّ تَوَهُّمَا

تَهادى عَلَيها حَلْيُها، ذاتَ بهجة ٍ
وكشحاً، كطي السابرية ، أهضما

ونحراً كفى نور الجبين، يزينه
توَقُّدُ ياقوتٍ وشَذْرٌ، مُنَظَّمَا

كجمر الغضا هبت به، بعد هجعة
من الليل، أروح الصبَّا، فتنسما

يُضِيءُ لَنا البَيتُ الظّليلُ، خَصاصَة ً
إذا هيَ، لَيلاً، حاوَلتْ أن تَبَسّمَا

اللهم خاطرًا طيّبًا ونفسًا هنيّة وصدرًا
راضيًا مرضيًا، وقلبًا حامدًا صابرًا قويًا

،.

‏اليُسرُ منكَ وأنتَ ربِّي إن تَشَأ
‏لجعلتَ أخوَفَ ما نخافُ أماناً ..!

فالغُصنُ يُنبِتُ غُصناً حِينَ نَقطعُهُ
‏والليلُ يُنجبُ صُبحاً حِينَ يَكتملُ
‏سَتُمطرُ الأرضُ يَوماًرغمَ شِحّتِها
‏ومِن بُطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ

.


لَم يَبقَ شَيءٌ سِوَى صَمتٍ يُسَامِرُنَا
‏وَطَيفِ ذِكرَى يَزُورُ القَلبَ أَحيَانَا.."


.