ما كانَ في الحسبانِ أني أعشقُ
قمرًا يعذبُ خافقي ويُمزقُ

ولقد غزاني الشوقُ حتى أنني
أخشى بأني في دموعيْ أغرقُ

واللهِ يا حسناءُ ما طِقتُ الجوى
والبعدُ نارٌ* في فؤادي تحَرِّقُ

أطفي لهيبَ محبتي ومشاعري
ثم اتركيني في هواك أحلقُ

إني رأيتُ الناسَ تطلبُ نظرةً
ولقد علمت بأن قلبك مُغلقُ

إلا على قلبي الذي في عشقها
أمسى مُعنّى بالصبابة يخفقُ

أصبحتُ أشكو باكياً من دونها
يا ليتها بضعيف قلبيْ تُرفقُ

يا منيةَ القلبِ الجريحِ تأكدي
أني بحبل الوصل منك معلّقُ

واللهِ قد قتلَ المحبَّ جَمالُها
في عينها النجلاءِ* سحرٌ يَنطِقُ

أشتمُّ عطرَ الياسمين بنحرها
وأقولُ يا ربي ملاكا تخلقُ!!

ولعمرها إني فُتنتُ بحبها
حتى الغريب إذا رآنيْ يشفقُ

ما كانتِ الأفكارُ تأتي دونها
هي أنس ليلي كي يكون المشرقُ

أشتاقُ دوماً للحديثِ إذا حكت
يا رب* ما أحلى ملاكا* ينطقُ!!

ولها بداخل مقلتي سكن لها
إن ضاق أُسكِنها فؤاداً يخفقُ

ناشدتكِ الرحمنَ يا نورَ الدجى
لا تتركي روحي بِبُعدك تزهَقُ