كثيرا ما تشتعل بأعماقي مشاعر كما ألسنة لهب حريق فقدت السيطرة عليه

تتآكل الروح شيئا فشيئا من عجزٍ أمام اضطرام تلك المشاعر
التي تلتهم ما في طريقها من صبر و احتمال
و تفشل معها كل محاولات العقل للتهدئة
حتى يعود للقلب وعيه و اتصاله بالعقل
و يبدأ باحتواء هذه المشاعر التي كادت أن تحول هشيم الروح إلى رماد
يعيد فرض هيمنته على النفس التي أوهنها الفقد
و يعيد تأهيل كل أجزاء هذا الكيان و جمعه و لملمة شتاته
و انتشاله من حافة الهلاك
الحرائق التي لم تقضي عليها
خلفت أثرا وخيماً
رممته ببضع كلمات و همهمات

محفوظة في درج ذاكرة إحدى ليالي الصيف الذي لن يعود

رميت حجر النرد

و وكلت للحظ مهمة الاختيار

ما بين أن أعود

أو أعود

فكل وجوه الحجر منحوت عليها ذات الرمز

و تأويل الرمز خاضع للرغبة الساكنة في أعماق النفس

في النقطة التي ربما نتغافل عنها و نتجاهلها بعدم مواجهتها

لكنها تطفو مع النوايا التي تطفو على سطح اللحظة

لتجد لها حيز تعبير

حتى لو كان النفاذ غير ممكن

و النوايا توحدت كلمتها على أننا على أهبة الاستعداد

لنقض كل معاهدات الغد

من أجل واقع مضى حتى لو لن يقع مجددا

فبعض ما عشناه أتى كافياً متكاملاً رائعا للحد الذي

يبقى مفعوله و أثره سارياً حتى بعد انقضاء وجوده الافتراضي

و كان قلبي

هو حجر النرد الذي أعادني لتلك الأيام

من أنا ؟

من أنت ؟

من هم ؟

من كل أولئك ؟

لماذا نكتب عن مشاعرنا و أدق تفاصيلنا لمن لا يهمهم أمرنا ؟!

لماذا نفصح لهم عن مكنوننا الذي قد يزعجهم أو يستخفون به

ما الذي يدعونا للبوح على صفحة الغرباء

هل نتوقع أن تجمعنا الصدفة بمن فقدناهم هنا ؟

هل سنجد السلوى في سكب ما لم نستطع سكبه في أي مكان آخر ؟

هل سنتخفف ؟ لو نفّسنا بالثرثرة بما يعتمل في ذاكرة القلب و الروح ؟

حتى لو كانت بدايتنا جميلة
واصلي في هالجمال الى الاخير

خاطرة لحظية