في غرفة مُنعزلة ..
وسرير صغير..
وصمتٌ موحش ..
لا يخفف من وطأته ..
سوى صوت الموسيقى..

أحاول أن أكتبك ..

حضورك طاغياً حولي ..
يُلغي كل الصمت والورق والحبر ..
وكل الأشياء..

وتتركني في فوضى مشاعر..
وضجيج لا يهدأ..

تلك المشاعر التي أيقظتِها بدفئك ..
وجعلتني أحبك . .
أشتاقك ..
أتمناك ..
أحتاجك ..
وأعيشك لحظةً بلحظة ..

تلك المشاعر..
التي ما عرفت انثى حرضها على الولادة سواك ..

وما عرفت غيرك أنثى لملمت شتاتي وبعثرتي..
وجمعت أجزائي ..
ووضعَت لها هيكلاً جديداً ..
وجسداً جديداً ..
بل ..
وروحاً جديدة ..
متجدده معك ..!

أحطتُّ نَفسي معك بجدارٍِ لا أدعو أحداً إلى داخله ..
ولن أُغامر بالخروج منه ..

أحبك ..
وأنت سري الصغير..
وعالمي الكبير ..
أوردتي معك مترابطة متماسك متشابكة جداً..
لا أستطيع ولا أريد أن أحررها لتسكن غيرك ..
ولن أستطيع .. وإن حاولت ..
ولن أحاول ..

فاعذرني كثيراُ ..
واعذري حروفي ..

فإحساسي بك أكبر من كل الحروف ..
وكل الأبجدية..

فدعيني أحبك وأرتشف عشقك على مزاجي ..
فأنا أعرف خاتمتي في بحرك ..
لا نجاة لي منك ..
ولن أطلب طوق نجاة ..
فقد دعيني أُبحِر في محيطكِ ..
وأتوه فيك وأغرق ..

دعيني ..!

شعور بالوحدة ..
ذاكرة معطوبة ..
شعور مفاجيء بالغربة ..

تفتحت أوراق الحنين والإشتياق ..
فلا أملك سوى الصمت اكثر..
أتلفت حولي باحثاً عن شيء ما ..
يُبعد عني شهية الاشتياق ..
فاجدني أكثر غوصاً في الشوق ..

لن اتوسل من يُبعدني عن هذا الكم الهائل من الشوق ..
فالتوسل قد يقتل متعة هذا الشوق ..
وقد يحرمه من نعمة الانتظار بأمل ..
سأترك قلبي يشتاق .. متى وكيف يشاء..
لامنح ذاتي متعة الشعور بهذا الشوق والحنين ..!

علّمني حُبُّك ..
أن الحُب الحقيقي لا ينتمي لمكان ولا لزمان ..

عَلّمني حُبّك ..
أنَّ الحُب الحقيقي ينتمي للروح .. للقلب .. للإحساس ..
نشعر بوجودِ من نُحِب ولو كان في أخر بقاع الدنيا ..
ولو من خلف المسافات والمساحات ..
يرانا ونراه بإحساسنا ومشاعرنا ..
فيشعر بنا ونشعر به ..
نفرح لفرحه ..
ونحزن لحزنه ..


فإليكِ وحدك ..
يا من ملكتِ عقلي وقلبي بكل ما فيه من حب ..
يا من جعلتِني أشعر أني أنتمي إليكِ وحدك من خلف المسافات والمساحات ..

رُغم كل شيء حالَ .. ويحولُ بيننا ..
أحبكِ من أعماق عقلي وقلبي ..
رغم أني أعلم جيداً أن هذا الحُب غير معروف القدَر ..

لكن ..
سيبقى هذا الحُب أجمل نعمةٍ ..
وأعذب وأصدق حُب حصلتُ عليه في حياتي كُلّها ..!

صباحي انتِ يا أشهى غنوة ..
صباحي أنفاسك التي يحلو بها يومي ..
صباحي حضوركِ الذي أصبح في حياتي أحلى نشوة ..

صباح الرعشة ولسعة البرد ..
صباحٌ يتفتح من عينيك كالورد ..
ويتركني معلقاً على شفاهكِ كسؤال دون رد ..
صباح الدفء في موسم الشتاء ..
صباح وجهك الذي يقطر عذوبة ونقاء ..
صباح ضحكتكِ التي أذوب فيها دون ماء ..
صباح قلبكِ الذي يشبه القمر ..
صباح حبك الذي يبللني كهطول المطر ..

صباح الخير حبيبتي ..
يا جنوني وعشقي وحبي الأوحد ..
يا عمراً جميلاً بكل يوم فيه أتجدد ..
يا نبضاً لا أتبعثر معه.. بل أتوحد ..
غير مُكترث بالاتجاهات ..
ألقي بنفسي عليكِ ..
وَ أتدثر بالمساحة الدافئة بيني وبينكِ فقط …
وَ أترك للزوايا الأربع أن تقرأ علينا الفصول ..
وتهبنا مساحة باردة كي نستقبل الصمت ..

وَ أدرك أن هُناك رقم لم يُكتشف بعد ..!
سـيحاول أن يحدد المسافة بيني وبين نقطة السقوط ..

ضُميني يا حنونة ..
يا أجمل قصيدة موزونه ..
يا رعشةً في شراييني مسكونه .. .

أشتاق لكِ ..وربي ..
وربي .. إني أشتاق اليك ..
أخيط من دفئك شالاً لقلبي ..
وأدعو لكِ في سري ..
أفديك عمري .. وأكثر..!