منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree16Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-29-23, 01:18 AM   #1
طارق الموصللي

الصورة الرمزية طارق الموصللي

آخر زيارة »  04-25-24 (09:36 PM)
المكان »  دمشق ~ سوريا
الهوايه »  الكتابة - علم النفس - التسويق

 الأوسمة و جوائز

16 الحياة تستدعي ألا تأخذها بجديّة!



ألاحظ أثناء عملي -كاتبًا مستقلًا- كيف أتنقل بين حالتين مختلفتين:
الأولى// يكون العمل خلالها ممتعًا معظم الأوقات، وحتى إن مضت ساعات طوال في محاولة تسليم مشروع صعب،أجدني أتطلع إلى استكماله في اليوم التالي.

الثانية// تكون مشاعري مشبوبة، متوترًا حتى عندما يكون حجم العمل أصغر، وأرى العوائق البسيطة بحجم ناطحات السحاب!

في النهاية، أدركت أن السبب ليس العمل نفسه، وإنما عقليتي التي حفّزت حالة أو أخرى، وظللت -لفترة طويلة- أتساءل عمّا يحدث.

ثم وجدت الإجابة!

ضمن أحد أعمال الفيلسوف والكاتب البريطاني الشهير (آلان واتس Alan Watts)، الذي خاطب جمهوره في إحدى المحاضرات قائلاً:

"أفترض أنك ربما لست جادًا، وإنما مُخلصًا".



صحيح أنه لم يُسهب في المحاضرة، لكن كلماته تلك برزت أمامي. وحين فكرت في الفرق بين نمطي العيش هذين، تغير شيء ما داخلي. إذ منحني ذاك التمييز أداة جديدة؛ عدسة تُعينني على تحديد متى يكون الأسلوب الفضولي والمرح في مواجهة التحديات أكثر فعالية من التوتر والنضال. باستخدام المدلولات التي سنكتشفها سويّة أدناه، سيتبين لك مدى استحالة أن تكون جادًا ومُخلصًا في نفس الوقت. تتعارض الجديّة مع الإخلاص.

غالبًا، يُفضل أن تكون مُخلصًا على أن تكون جادًا. ومع ذلك، غالبًا ما ننجذب -في الحياة- نحو العكس.

أنا متشوّق لنتعمق في الفارق بين الاثنين، والتوصّل لكيف بمقدور سحر الإخلاص تغيير حياتك!

إنها مجرد جولة

في عرضه الكوميدي، يقارن الممثل الكوميدي الأمريكي (بيل هيكس Bill Hicks) بين العالم والأفعوانية "Rollercoaster":

"يُشبه العالم جولة داخل أُفعوانية، وعندما تختار خوضها ستظنّ خوفك حقيقيًا، وذاك لقوة أذهاننا. وتستمر العربة بالصعود والهبوط والالتفاف. إنها مليئة بالإثارة والقشعريرة، وهي ذات ألوان زاهية للغاية، وصاخبة"
ويقصد أن البعض يدرك كون الحياة [مجرد جولة]، في حين يبدو آخرون شديدو التعلّق بها حدّ رؤيتها حقيقية إلى حد ما:

"انظر لتجاعيد القلق على وجهي. انظر لحسابي المصرفي الضخم وعائلتي. لا ريب أن ذاك حقيقي!"

إن لهجة (هيكس) أقوى وأكثر إنتقادية مما قد أستخدمه، لكن وجهة نظره واضحة:

قد ننشغل بأجراس وصُفارات التجربة حد تشوّش رؤيتنا الصورة الكاملة.

لا وقت للعبث!



تخيل أنك تلعب لعبة لوحية (Board game) مع شخص يأخذ اللعبة على محمل الجد. أثناء سعيهم للفوز أو تطبيق القواعد حرفيًا، قد ينسى البعض أنها -في نهاية المطاف- مجرد لعبة ستنتهي بغض النظر عن النتيجة.

عندما أمارس لعبة بمنتهى الجديّة، لا أحظى بالكثير من المرح، والأسوأ أنني، مع نهاية اللعب، أقلق لأنني أفسدت متعة الآخرين.

تحوّل الجديّة اللعبة إلى عبء. فحتى لو "فزت" نظريًا، فستفقد نشوة الفوز!

تذكر أنها مجرد لعبة!



في المقابل، ماذا لو بقيت واعيًا بحقيقة أنها مجرد لعبة؟
لا يعني هذا عجزك عن الانغماس كليًا في اللعبة ذاتها، أو عدم اللعب بأفضل ما في وسعك والسعي لتحقيق نتيجة معينة.
في الواقع، ذاك ما يعنيه اللعب بإخلاص؛ أي الاستغراق في تجربة اللعبة دون أخذ الأمر بجدّية. وبحسب تجربتي الشخصية، هذا الأسلوب أمتع لجميع اللاعبين.

الألعاب المنتهية .. خطيرة


في كتابه "الألعاب المحدودة واللانهائية"، يصنّف جيمس كارس (James Carse) "الألعاب" التي نلعبها إلى نوعين:
ألعاب محدودة هدفها الفوز.
هي تلك الأنشطة الحازمة والحاسمة، انطلاقًا من الألعاب الرياضية مرورًا بلعبة السياسة وانتهاءً بالحروب، حيث يلتزم المشاركون بقواعد، ويرسمون حدودًا، ويعلنون الفائز والخاسر.

اللعبة اللانهائية (بصيغة المفرد) لا هدف لها سوى مواصلة اللعب.
وتُطلق على كل تفاعل صادق غرضه استمرارية اللعبة.

لنفترض أنك تسعى لتترقى في عملك. ظاهريًا، يمكنك التعامل مع هدفك هذا باعتباره لعبة محدودة؛ حيث توجد قواعد وتوقعات للفائز والخاسر.
(في الواقع، يتعامل معظم الناس مع العمل باعتباره سلسلة من الألعاب المحدودة).

ولكن ماذا لو نظرت للترقية على اعتبارها مجرد جزء من اللعبة اللانهائية في حياتك المهنية؟ كيف ستتعامل معها إن كنت تهدف للاستمرار في "ممارسة" لعبة المهنة التي تستمتع بها، بدلاً من "الفوز" بها؟ أنا لا أقول أن تحدّ طموحك أو تعمل بجهد أقل، وإنما أن تسعى خلف الاستمتاع على المدى البعيد عوض المكافآت قصيرة المدى.

خارج العمل، نجد مظهرًا آخر للعبة اللانهائية: العلاقات الإنسانية. ماذا يعني "الفوز" حتى فيها؟ قد تفوز بالجدال (اللعبة المحدودة) وتخاطر بخسارة العلاقة (اللعبة اللانهائية).

هذا التمييز بين الألعاب المحدودة واللانهائية ينسجم جيدًا مع نمطيّ التفكير الجديّ والمُخلص. إذ يسهل أن تغدو اللعبة المحدودة، حيث يكون الفوز غايةً، أمرًا خطيرًا، وخاليًا من المرح. في حين تُفسح اللعبة اللانهائية، حيث لا يعدو الهدف أن يكون الاستمرار في اللعب فحسب، المجال للإخلاص. قد يكون الخلط بين اللعبة اللانهائية وتلك المحدودة مصدرًا خفيًا للمعاناة في الحياة!

خط النهاية .. ليس كذلك!

عندما أعرض هذا التمييز أمام الآخرين، يرفض بعضهم فكرة اعتبار الحياة بمثابة لعبة، حيث يُنظر للألعاب، في أحايين كثيرة، على أنها تافهة أو طفولية. ومجددًا: لا أقصد التلميح إلى عدم أهمية الحياة، ولا إنكار أنها تنطوي على تحديات شديدة الصعوبة.

إذا لم يَرق لك تعبير "الحياة لعبة" (أو تشبيهها بجولة داخل إفعوانية)، فما رأيك لو وصفناها بـ"رقصة"؟


فكر في جودة الرقصة لو تعاملنا معها بجديّة؛ لأيّ مدى ستستمتع به؟ وماذا عن سلاسة حركتك، واستجابتك لشريكك والموسيقى والجمهور من حولك؟

كما هو الحال مع اللعبة اللوحية، ربما من الأسهل ملاحظة الفرق عبر التفكير فيمنّ تريد الرقص معه: شريك جاد أم شريك مُخلص؛ هل تفضّل شريك رقص هدفه الأسمى أداء الرقصة بمثالية و"الفوز"، أم شريكًا يتمتع بالقدرة على التدفق مع الموسيقى؟

هل التخلي عن الجديّة يعني عدم محاولة إنجاز المهام الصعبة؟


لا، لأن ذلك يبقى ممكنًا من خلال الإخلاص. الفرق بين الجدية والإخلاص ليس في مدى ضلوعك في أنشطة حياتك، ولكن في مدى إحكام قبضتك.

في الواقع، أود كشف سرّ مهم:
يمكن لتخفيف تعلّقك أن يؤدي -في الواقع- إلى تحقيق أداء أفضل وبجهد أبسط؛ تتطلب الأنشطة البسيطة (على غرار محاولة إمساك شخص في حوض السباحة أو التوازن على عارضة) قدر الجهد المناسب، دون إفراط أو تفريط.

التفت حولك، وستجد العديد من الأشياء غير الملموسة في الحياة والتي تستفيد أيضًا من الالتزام بالعملية دون التركيز على النتيجة:
- المحادثات الصعبة في العمل
- تربية الأطفال
- الكتابة

وغيرها من مساعي الأفضل فيها منح الأولوية للرحلة (اللعبة اللانهائية) على حساب النتيجة (اللعبة المحدودة).

إذا تمكنت من تنمية حس المرح في ظل تحديات الحياة، فقد تتفاجأ بما يمكنك إنجازه (على الأمد القريب والبعيد على حدٍ سواء).



ختامًا


سأحيّلك لإحدى حِكم الرواقيين، الذين شجعوا أتباعهم على التأمل بانتظام في الموت؛ ستموت يوماً ما، فاسأل نفسك:

محتوى مخفي


 


رد مع اقتباس
قديم 08-29-23, 07:22 AM   #2
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:24 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



نحن في كل الاحوال في دار اختبار
ولكل وقت في هذه الحياة شيء محدد
هناك أوقات مزح ..وهناك أوقات جد ... واوقات للعمل والكسب....وأوقات للإستمتاع بها لكن دون تفريط
فالإفراط في أمر قد يؤدي الى التفريط به وضياعه

مقالة جميلة اخي
يعطيك العافية
يختم ل3 ايام مع التقييم


 

رد مع اقتباس
قديم 08-29-23, 09:27 AM   #3
طارق الموصللي

الصورة الرمزية طارق الموصللي

آخر زيارة »  04-25-24 (09:36 PM)
المكان »  دمشق ~ سوريا
الهوايه »  الكتابة - علم النفس - التسويق

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاء دائم مشاهدة المشاركة
نحن في كل الاحوال في دار اختبار
ولكل وقت في هذه الحياة شيء محدد
هناك أوقات مزح ..وهناك أوقات جد ... واوقات للعمل والكسب....وأوقات للإستمتاع بها لكن دون تفريط
فالإفراط في أمر قد يؤدي الى التفريط به وضياعه

مقالة جميلة اخي
يعطيك العافية
يختم ل3 ايام مع التقييم
صحّ لسانك أختي الفاضلة؛ نحن في دار اختبار ..
جزاكِ الله الفردوس الأعلى


 


رد مع اقتباس
قديم 08-29-23, 10:41 AM   #4
إرتواء

الصورة الرمزية إرتواء

آخر زيارة »  يوم أمس (11:53 AM)
سبحانك اللهم وبحمدك
أشـهد أن لا إله إلا أنت
أسـتغفرك وأتـوب إليك

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



دخلت موضوعك وأنا على ثقة أنني سأجد ما يسرني!
أسلوبك المشوق كالعادة يجعل الشخص يكمل مهما كان طول ما تكتبه
أعجبتني فكرة العمل بإخلاص بدلا من العمل بجدية
وأعجبتني فكرة اللعبة اللانهائية أكثر من فكرة الرقصة

مقال رائع، بارك الله فيك


 

رد مع اقتباس
قديم 08-29-23, 10:53 AM   #5
عااازف الليل

الصورة الرمزية عااازف الليل

آخر زيارة »  04-26-24 (12:03 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



مقال رائع
بروعتك
ابداعك وصل القمم
دمت بحفظ الرحمن


 

رد مع اقتباس
قديم 08-29-23, 11:21 AM   #6
حلم Lmح

الصورة الرمزية حلم Lmح

آخر زيارة »  11-30-23 (08:46 PM)
المكان »  على الارض تحت السحاب
الهوايه »  متعدد المواهب

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لِلامانة اكتفيت بقراءة العنوان فقـط
ومشـاركتي حـول العنـوان فـــ أقـول
من نـاحية العبـادات والطـاعـات من
المـفتـرض أن نـاخـذ المـوضوع علـى
محمل الجد وجد الجد وان كان اكثر
الناس في الحياة عكس ذلك ، أمّــا
من ناحية المعاملات في هذه الحياة
ف الأمر واسع ولله الحمد
يعطيك العـافية وتسلم الايادي على
الموضوع


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 02:53 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا