الحقّ فيها أبلجٌ

لباطلٍ متلجِّمِ

وتحملي جمالها

فنحنُ أهل القِيمِ

وُرَّادُها يبغونها

على ظُهورٍ حُزَّمِ

كيف السبيلُ لرفعةٍ

أمامَ سيلِ العَرِمِ

كِتابُنا تاريخُنا

ففيهما خيرٌ هَمِي

يوم احتوينا فهمها

قد أشرقت بالأنجمِ

سارت مواكبُ حرةٌ

في برها وفي اليمِ

لدورنا حكاية

يسرُقها مَن تعلمي

دار ابن لقمان اعتلت

فوق العُتل الأجرمِ

تلك الديار مضيئةً

لالاءةً كالأنجم

فنبعُها مُشرِّفٌ

متوضيءٌ لا يحتمِ

وتحتوي نماذجًا

بدءًا مِن ابن الأرقمِ

مالي أرى أقوامَنا

من عالمٍ يترنم

كم قائلٍ متردّدٍ

ليس لهُ من مقدمِ

فيهم أفاضل قلةٌ

متمسّك بالسُّلَّمِ

قد غاب عنها جُلُّهم

تمرّسوا بالكَلَمِ

مُتمتمٌ بحكمةٍ

خيرٌ من ابن القَيِّمِ

فبعضُهم بدت لهم

منفعةٌ أو يحجِم

وغيرهم قد تحجَّجو

للفوزِ بالولائمِ

وآخرون تمسّحوا

جوخًا لرَنِ الدرهمِ

وغيرهم استُعملوا

لضرب كلّ مسلمِ

كيف اكتفوا بشأنهم

كيف استووا لمأتمِ

حسابهم لا يختفي

عن الإله الأعلمِ

هناك يقضي بينهم

يوم الحساب الأعظمِ

هذا خطابٌ واضحٌ

أُريدُه كالهرمِ

روَّى الحياة لواقعٍ

وبالنّفوس اللّومِ

لتودعي ثمارَكِ

خيرَ أُناسٍ تحتمي

وتنثُري منضوجها

في كلِّ أرضٍ أَرقمي

غرسٌ قديمٌ نوعُهُ

لا تبخلي تتوهّمي

أصدافُكِ مليئةٌ

بكلّ دُرٍّ ترسمي

غوّاصُها مُتأهّبٌ

في كلِّ آنٍ يرتمي

قواربٌ جاهزةٌ

تحمي المياهَ أقدِمي

كيلا تفوتَ فرصةٌٍ

أن تزهدي وتحجُمي

البرُّ فيه فوارسٌ

سلاحُها لم يُثلمِ

الجوُّ محفوفٌ بهم

فانتظري لا تسأمي

فهم حوارسُ مثلهم

وأهلُ صدقٍ قُدُمِ

طائرُهُ متمكّنٌ

وبالصقور الحوّمِ

إذا أرادت هجمةً

تهوي عليهم تحطِمِ

ودَوْحُها مُتأهِّلٌ

في ظلِّهِ المُتبرعِمِ

يأوي إليه شاردٌ

من كلِّ حدبٍ مظلِمِ

وللبلابلِ نغمةٌ

تُطرِبُ حتى المُحرِمِ

فمِسكُها متضوّعٌ

كلُّ العطورِ تُشمّمي