]

‏لا يستطيع أي إنسان حر، ولا نقول مسلم، وهو يتابع ما يجري على أرض فلسطين هذه الأيام بالذات، سوى البصم وبالعشرة ،على كل ما قيل أوسيقال عن لؤم وقسوة عنصرية ونقض اليهود للمواثيق،ومعاداتهم لكل معاني السلام والإنسانية، ومقاومتهم لأي نوع من أنواع الانسجام مع الآخرين. وإن كان شهادة أي مسلم أو عربي في حق اليهود تشوبها شائبة، فإن شهادة رجل مفكر كبير مثل ديستويفسكي بلا شك ستكون أقرب للموضوعية، خاصة وأن الرجل لم يعش الحقبة الصهيونية، ولم يتربَ على تعاليم سماوية تبين له بوضوح طينة اليهود .
وعندما قرأت وترجمت شهادة ديستويفسكي في المسألة اليهودية من خلال " يوميات كاتب" رأيت تحليل
دوستويفسكي بصورة أدق لجوانب عدة من جوانب النفسية اليهودبة، نفضتُ غبار النسيان عن تلك الشهادة وتقديمها بصورة أكثر من قيّمة..

ولعل أبرز ماشد انتباهي في آراء هذا المفكر هو صدق وشفافية وحضور الوصف الذي أطلقه ذلك الكاتب الكبير على اليهود، وكأنه رسام بارع، ومحايد، طُلب منه رسم صورة حقيقية للنفسية اليهودية والصهيونية وهي تمارس شتى أنواع العربدة والغطرسة على أرض فلسطين هذه الأيام..

فعلى الرغم من أن الكاتب الروسي كان يتحدث عن اليهود الروس، وعن أساليبهم المتميزة بالتدليس والمراوغة واستغلال الناس، وعن كمية الحقد والكراهية التي يحملونها لكل ماهو خارج الديانة اليهودية، إلا أنه كان يشكل وبحرفنة ودقة الشخصية اليهودية بشقيها التاريخي والمعاصر .
فاليهود يمارسون التجارة والسمسرة بجهود الآخرين، واليهود انقضوا على السكان الليتوانيين الأصليين وكادوا يقضون عليهم بالفودكا، ولم ينقذ هؤلاء السكارى سوى القساوسة الكاثوليك حيث هددوهم بعذاب الجحيم.
ويحاول الكاتب الكبير رسم صورة خيالية فانتازية لروسيا آنذاك، بحيث تخيل أن الغالبية فيها من اليهود،وأن الروس مجرد أقلية، لا يتعدى تعدادهم ثلاثة ملايين نسمة،وسط ذلك البحر اليهودي الغالب،
ويتساءل الكاتب بعدها وداخل حدود الفانتازيا عن ممارسات اليهود..
هل من الممكن أن يتيحوا لغير اليهودي فرصة التساوي معهم في الحقوق؟!
وهل سيتركون لغير اليهودي حرية الصلاة والتعبد؟!
أم أنهم سيحولون غيرهم إلى عبيد، وسيسلخون جلودهم، وربما قد يصل الأمر بهم حدود الإبادة التامة كما فعلوا تاريخيا مع شعوب أخرى..
للأسف خيال فانتازيا ديستويفسكي وتساؤلاته المرة كلها تحولت إلى واقع مرير على أرضنا في فلسطين، وتكشفت حقيقة وازدواجية اليهودي الذي لم يبق سوى أمر الله لينصر الإنسان والأرض من طغيانه وغطرسته..
ونسأل الله التعجيل بأمره ..

قلم الياسمين
7/12/2023