منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree3Likes
  • 1 Post By عبدالله الهُذلي
  • 1 Post By جرااح
  • 1 Post By عطاء دائم
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-18-24, 09:24 AM   #1
عبدالله الهُذلي

آخر زيارة »  04-21-24 (09:26 AM)
المكان »  المملكة العربية السعودية
الهوايه »  القراءة / الرياضية / السياسة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي حسن تدبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه للقرآن



حسن تدبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه للقرآن

كانت للصديق رضي الله عنه علاقة وثيقة متينة بالقرآن، فقد كان يحبه حبًّا شديدًا لا يتمالك معه نفسه من البكاء كلما قرأه، فكان كما وصفته ابنته الصديقة رضي الله عنها: (إن أبا بكر رجل أسيف) [1]، وفي رواية: (إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء).



والظاهر أنه ممن حفظ القرآن كله:

قال الإمام النووي: أبو بكر الصديق رضي الله عنه من كبار الصحابة الذين حفظوا القرآن كله [2].



قال الحافظ ابن حجر: والذي يظهر من كثير من الأحاديث أن أبا بكر كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيح أنه بنى مسجدًا بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن، وهو محمول على ما كان نزل منه إذ ذاك.



قال: وهذا مما لا يرتاب فيه مع شدة حرص أبي بكر على تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم، وفراغ باله له وهما بمكة، وكثرة ملازمة كل منهما للآخر، حتى قالت عائشة إنه صلى الله عليه وسلم: كان يأتيهم بكرة وعشيًّا، وقد صحح مسلم حديث: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله"، وتقدم أنه صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يؤُمَّ في مكانه لما مرض، فيدل على أنه كان أقرأهم[3]؛ ا.هـ.



وذكر أبو عبيد في كتاب القراءات، القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة، قال السيوطي: وسبقه إلى ذلك ابن كثير.



ورع أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن تفسير القرآن بغير علم:

قال أبو بكر الصديق: [أيُّ أرضٍ تُقِلُّني، وأيُّ سماءٍ تظلُّني، إذا قلتُ في القرآن برأيي أو: بما لا أعلم].



وهذا على معنى تفسير القرآن بغير علم، وأما التدبر وهو التفكر في آيات الله عز وجل، وتأمُّل معانيها، فهذا أجل مطلوب؛ لأنه يؤثر في القلب عبوديات عظيمة؛ مثل: المحبة والخوف والرجاء والتوكل وحسن الظن، وغيرها مما يحمل على النشاط للعمل والهمة للنجاة والفوز، وقد قيل: آخر العمل أول الفكر، وهل أُنزل القرآن إلا لهذا ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: وَاللَّهِ مَا تَدَبُّره بِحِفْظِ حُرُوفِهِ وَإِضَاعَةِ حُدُودِهِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَقُولُ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ مَا يُرَى لَهُ القرآنُ فِي خُلُقٍ وَلَا عَمَلٍ[4].



فالتدبر مأمورٌ به في نص الكتاب الكريم، وهو من العبوديات العظيمة وكان للصديق رضي الله عنه حظًّا وافرًا من ذلك، يدلك عليه سرعة تأثره وكثرة بكائه؛ مما يدل على عمران قلبه بتلك العبوديات رضي الله عنه.



ومن تدبراته نستعرض هذين الموقفين من سيرته الشريفة رضي الله عنه:

أرجى آية في كتاب الله عز وجل في قلب الصديق رضي الله عنه، فمنها ما ذكره القرطبي في تفسيره؛ حيث قال رحمه الله: وَحُكِيَ أَنَّ الصَّحَابَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ تَذَاكَرُوا الْقُرْآنَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: [قَرَأَتُ الْقُرْآنَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ فَلَمْ أَرَ فِيهِ آيَةً أَرْجَى وأحسن من قوله تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ [الإسراء: 84]، فإنه لا يشاكل بالعبد إلا العصيان ولا يشاكل بالرب إلا الغفران[5]]، فقوله رضي الله عنه: (قَرَأَتُ الْقُرْآنَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ)؛ أي قراءة تدبر ووعي وفهم، وقوله: (فَلَمْ أَرَ فِيهِ آيَةً أَرْجَى وأحسن من قوله تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ﴾، وقوله: (فإنه لا يشاكل بالعبد إلا العصيان)، فيه الاعتراف بالنقص والظلم للنفس؛ حيث أيقن أنه لا ينفك عن الذنوب، ومما روي عنه (لوددت أني ثمرة ينقرها الطائر)[6]، مع عظم قدره ومقامه وسابقته في الإسلام، لكن هذا الخوف الشديد يقابله رجاء عظيم؛ قال رضي الله عنه: (ولا يشاكل بالرب إلا الغفران)؛ فأيُّ حسن ظن بالله؛ حيث إنه أهل المغفرة، وأي رغبة وطمع أكبر من هذا، وأي تبرؤ من رؤية الأعمال بحيث لا يرى له منجيًا إلا مغفرة الله عز وجل.



وترى فيه ملمح القلب الخائف الوجل الذي لا يجد اطمئنانه وراحته إلا في التفكر في عظمة رحمة الله عز وجل، وجمال وكمال صفاته، فهذا ينم عن معرفة عظيمة بالله عز وجل وتعلق بكتابه الكريم، وهذا يشبه ما علَّمه إياه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد سأل رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلِّمه دعاء يدعو به في صلاته، فقال: "قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم"، قال الكرماني: هذا الدعاء من الجوامع؛ لأن فيه الاعتراف بغاية التقصير، وطلب غاية الإنعام، فالمغفرة ستر الذنوب ومحوها، والرحمة إيصال الخيرات، ففي الأول طلب الزحزحة عن النار، وفي الثاني طلب إدخال الجنة، وهذا هو الفوز العظيم[7]؛ رضي الله عن صديق الأمة.



وصية أبي بكر لعمر عند وفاته رضي الله عنهما:
بل في وصيته التي أوصى بها عمر رضي الله عنهما ما قد نستطيع تسميته بالتدبر الموضوعي للقرآن الكريم: فيُروى أنه حضر أبا بكر الصديق رضي الله عنه الموت، دعا عمر رضي الله عنه، فأوصاه بوصية غالية يحثه فيها على أمور عديدة، وكان مما جاء فيها أنه قال له: [وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم، وتجاوز عن سيئه، فإذا ذكرتهم قلت: إني أخاف ألا ألحق بهم، وإن الله تعالى ذكر أهل النار، فذكرهم بأسوأ أعمالهم ورد عليهم أحسنه، فإذا ذكرتهم قلت: إني لأرجو ألا أكون من هؤلاء، ليكون العبد راغبًا راهبًا، لا يتمنى على الله، ولا يقنط من رحمة الله، فإن أنت حفظت وصيتي فلا يك غائب أحب إليك من الموت وهو آتيك، وإن أنت ضيَّعت وصيتي، فلا يك غائب أبغض إليك من الموت، ولست تُعجزه][8].



فالصديق رضي الله عنه لا يوصي عمر رضي الله عنه بهذا إلا وقد استعرض المواضع الذي وصف بها أهل الجنة في القرآن؛ مثل قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 20 - 24].



﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ [الذاريات: 15 - 19].



قال الصديق رضي الله عنه: [فذكِّرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئه]، فتجاوز الله عن السيئات؛ لأنه جل جلاله غفرها لهم وعفا عنها، فلم يذكرها، وهل تدخل الجنة إلا برحمته وعفوه ومغفرته، [فإذا ذكرتهم قلت: إني أخاف ألا ألحق بهم]، لاعترافه بذنبه ورؤيته له بين عينيه، فيعلم من نفسه التقصير مهما بلغ من العمل، فهو وجل خائف، دخل عليه عمر بن الخطاب في مرض موته وهو يجبذ[9] لسانه، فقال له عمر: مَه، غفر الله لك، فقال أبو بكر: إن هذا أوردني الموارد [10]، فهو وجل خائف.



ثم يمر الصديق رضي الله على الآيات التي ذكر الله فيها أهل النار عياذًا بالله، فيقول: [وإن الله تعالى ذكر أهل النار، فذكرهم بأسوأ أعمالهم ورد عليهم أحسنه]، وهذه المواضع مثل قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [الرعد: 25]، وقوله تعالى: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴾ [المدثر: 42 - 47].



فذكَّرهم الله عز وجل بأسوأ أعمالهم ولم يذكر حسناتهم؛ لأن حسناتهم لم تكن على أصل الإيمان بالله فلم تقبل، فلم تُذكر؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: 23].



والمؤمن يرجو الله بأعماله الصالحة، ويُحسن الظن بقبولها، وأن الله عز وجل هو الذي وفَّقه لها وحفظه من تلك الشنائع والقبائح، فيعظم عنده الرجاء ألا يكون من أهل النار، قال رضي الله عنه: [فإذا ذكرتهم قلت: إني لأرجو ألا أكون من هؤلاء].



فهو راغب طامع:

قال رضي الله عنه: [ليكون العبد راغبًا راهبًا، لا يتمنى على الله، ولا يقنط من رحمة الله]، فيا له من فهم وِفقه وحفظ لكتاب الله، ويا له من كلام يوحي بالقرب من الله عز وجل.



نسأل الله فضله ورحمته، وأن يلحقنا بسلفنا الصالح بكرمه ومنَّته.



سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

----------------------------------------------------------------------------------
[1] رقيق القلب يغلبه البكاء عند قراءة القرآن.

[2] أخرجه الإمام أحمد في مسنده، رقم الحديث (16577).

[3] فتح الباري

[4] رواه ابن أبِي حاتم.

[5] الجامع لأحكام القرآن.

[6] رواه ابن المبارك في الزهد والبيهقي في شعب الإيمان.

[7] صحيح البخاري، كتاب الدعوات.

[8] صفة الصفوة لابن الجوزي رحمه الله ( 1/ 264، 265).

[9] جاء في مقاييس اللغة: يقال جَبَذْت الشَّيء، بمعنى جَذَبْتُه.

[10] رواه مالك.


 
عطاء دائم likes this.


رد مع اقتباس
قديم 01-19-24, 02:46 AM   #2
جرااح

آخر زيارة »  اليوم (06:48 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الاخ عبد الله
جزااك الله خيرر
ونفع بك وششكرا
على سرد هذه المعلومات الطيبه
عن سيرة ابوبكر الصديق رضي الله
عنه وارضاه


 

رد مع اقتباس
قديم 01-19-24, 07:51 AM   #3
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:48 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



رضي الله عنه وارضاه

جزاك الله عنا خير الجزاء
وجعل هذا في ميزان حسناتك

يختم ل3 ايام مع التقييم


 

رد مع اقتباس
قديم 01-21-24, 03:00 PM   #4
حادي العيس
السعـودية عظمى

آخر زيارة »  03-09-24 (09:01 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ما أصغرنا واحقرنا امام هذه الجبال
رضوان الله عليهم اجمعين
وصلى الله على سيدهم وسيدنا محمد ابن عبدالله


كتب الله اجرك


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 06:48 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا