أبيع عروبتي فهل من مشتري ؟

وحدي ...
أهامس ليلا يجثو على الصدر
كجلمود الصخرة
أحاور أفكاري من خلال حائط الظلمة
استرجع شريط أحداث
كانت بطلتها أمتي
أغالب أفكاري
تغلبني فاغلبها
ثم تدركني وتصل بي إلى الحافة
أحداث لا ألوان لها ولا عنوان
نكسات وخذلان بلا نهاية.
فكرت وقدرت
وفي النهاية ...أخذت قراري ...
سأبيع عروبتي
سأنسلخ منها كما العباءة
دخلت سوق المزاد
وانسللت من بين السوقة
وبدأت أصيح بملء في
إني بائع عروبتي ،فهل من مشتري ؟
جلت السوق طولا وعرضا
احمل هما ازداد ثقله
قصرت فيه حيلتي
ولا من أجاب ولو بلفتة
حين تعبت جلست إلى ظل مورقة
هدني ثقل بلا أهمية
أغالب النفس لأبيعه وهي تهمس لي
أرعوي يا هذا
أتبيع الناس الوهم ؟
أتبيع الناس شيئا فقد كل قيمة ؟
وأنا كذلك
أصمني صوت من فوقي
نزل بي كالصاعقة
قال :
ما بك يا أخ ؟ أراك تجوب السوق
وما باليد أي سلعة ؟
قلت بلى
قال ماسلعتك ؟
قلت: عروبتي
قال: أراك لا زلت تعيش في غفلة
تلك امة قد كانت
وأضحت فصلا مرعبا من قصة
أبناؤها اليوم يعيشون خلف أسوار الحضارة
يقتاتون من فتات أقوام
قد اتخذوا النجم لهم متكأ
ويفكرون إليه بالهجرة
لو كان هؤلاء عربا قحاحا
لم تغلبهم حفنة من القردة
لو كان هؤلاء عربا اصلاء
ما بيعوا في سوق الخردة
التفت إلى نفسك
لا تحمل هم قوم لا زالوا
برغم القران والسنة
يحنون إلى الجاهلية
لازالوا يتقاتلون بينهم على شق التمرة
لا زالوا يستدلون في سيرهم بالبعرة
لا زال يقودهم كالقطعان
شيخ القبيلة
قد أظلهم رسول كريم
أنار لهم سبل الهداية
ولكنهم من عصبية عرجاء
تعاموا عن الحقيقة
أنا أعطيك كل الأعراب
علقهم تمائم في الرقبة
أو اصلبهم تماثيل على جدار الغربة
ذرهم لن يستقيموا
ولو مكثت فيهم الرسول كنوح
ألف سنة .

مرتجلة
ن. شريطي

يعطيك العافيه وقواك الله