نائبة المدير العام سابقاً |
من انت ؟ أنت المؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .أنت من عرفت رباً كريماً , عظيماً جوداً , لطيفاً بك رحيماً بحالك , عليماً بشأنك , لا يخفى عليه شيئاً من أمرك . كم من خيرات تتوالى عليك منه ؟ وكم من عطايا قد أُغدقت عليك ؟ كم من عيب ستره , وذنب غفره , وأمر يسره ؟ لقد عرفت رباً يعفو ويفح , ويقبل التوبة , ويثيب على الطاعة , ويجيب الدعاء , ويحقق المطلوب . كم من سؤال سألته فأعطاك ؟ وكم نوال منه غطاك ؟ ألم تكن جاهلاً فعلمك ؟ وفقيراً فأغناك ؟ ووحيداً فجعل لك زوجة وولدا ؟ ألم يصبك ضرٌ في ليل سقيم فقلت : يا رب فعافاك , وأصابك كرب فقلت : يا لطيف فنجّاك ؟ أنت من عرفته إلهاً عظيماً , ورباً جليلاً , فوجهت له كل عبادتك , وصرفت له طاعاتك لعلمك أنه مستحقً للعبادة دون سواه لكماله وعظمته لقد قرأت في كتاب ربك (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) (الزمر:11) فوجهت له العبادة وحده دون سواه لقد عرفت خطر الشرك وشؤمه على صاحبه من قوله تعالى ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر:65) لقد عرفت نعمة الله عليك وأنت ترى أهل الضلال يتخبطون في باب العبادات , فهذا يعبد بقرة وذاك يعبد صنماً , وآخر قد عكف على قبر ميت يرجو نفعه ويخاف ضره – زعم – فيا لله كم أنت في نعمة التوحيد , وهم ظلام الكفر , ولئن أردت معرفة هذه النعمة فتأمل في هذه الآيات يقول سبحانه في سوء مآل الكافرين (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً* خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً* يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا*وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا* رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً) (الأحزاب) فمن نظر بعين قلبه إلى هذه الآيات عرف فضل الله عليه , وسأله بصدق الموت على التوحيد والسنة .فهل أدركت فضل الله عليك بالتوحيد ؟ من أنت ؟ أنت من اصطفاك الله واجتباك , وجعلك من أتباع النبي الكريم محمد الأمين - من أكرمه ربه ورباه , وقرّبه وأدناه – .لقد كان من فضل هذا النبي عليك أن علمك كيف تعبد ربك وتتقرب إليه , علمك كيف تصلي وتصوم , وتحج وتزكي , وتحسن وتعطف , رأيت خلقه الكريم , وشمائله الجمة , وجميل تعامله مع الناس , فجعلته لك أسوة في كل باب , وقدوة في كل مجال , ليقينك بأنك إن فعلت ذلك حزت قصب الكرامة , وفزت بخير العطايا .إن النسب لهذا النبي الكريم , يعني الفوز بشفاعته بجميع أنواعها , من دخول الجنة , ورفع الدرجات فيها , , وتهوين الحساب والجزاء , فأي نعمة أعظم من نعمة أن تكون من أتباع سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام , من بيده لواء الحمد يوم القيامة . ومع ذا فإن هذا الشرف يُحمّلك تبعات منها : - منها محبته أعظم من محبة النفس والأهل - ومنها تطبيق سنته في الحياة - ومنهاالسعي في نشر سنته , وبيان مكانته عند العالمين ومنها رد كيد الكائدين , الأفاكين الطاعنين فيه وفي سنته فهل عرفت فضل الله عليك بهذا النبي الكريم ؟
|
|
|