والله لإنه من أعظم النعم وخاصة في هذا الوقت، الفهم عن الله ورسوله وما بُنيْت عليه هذه الدنيا وماذا ينتظرنا في الباقيْة، والإسلام والإستسلام والتسليم لكل شيئ أراده الله، فهو الحكيم الخبير يعلم ولا نعلم ..
فمن لم يُوفق لذلك، لن يستوعب عقله ما يجري ولن تطيق نفسه عظم المصاب
فنحن في بلاء عظيم وفتن تجعل الحليم حيران ..!!
والله المستعان

‏كل شيءٍ جميل مهما بلغ حُسنه، يفقد رونقه بكثرة ترداده أو تواجده ..
إلا القرآن!
فإنّه لا يزال جديدًا مدهشًا، لا يَبلى على كثرة الردّ والتكرار ....

ليسَ سهلًا أن تنضبط!
ليس سهلًا أن تُلزِم نَفسَك كلّ يوم، كلّ دقيقة، كلّ لحظة، بكلّ هذا الجهدِ والتّعَب، ليس سهلًا أن تَنظُر حولك فلا تَجِد أحدًا معك، ليس سهلًا أن تُداوي الجُرح بالعمل، والألَم بالأمَل، تَذَكَّر المعنى الذي كابَدتَ لأجله، استحضر ثمرة الوصول، تطمَئِن! ..

اللهم توفيقاً وسداداً وقبولاً....

الاكثار من السلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال :
(إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ جِدَارٌ أَوْ حَجَرٌ ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ أَيْضًا) .
صحيح أبي داود ٥٢٠٠

أَنَّ الإنسان إذا سَلَّمَ على أَخِيهِ ثُمَّ خَرَجَ وَرَجَعَ عَنْ قُربٍ أو عَنْ بُعدٍ مِنْ بَابِ أَوْلَى - فَإِنَّهُ يُعِيدُ السَّلَام - ، مَثَلًا إِنْسَان عِنْدَهُ ضُيُوف في البَيْتِ فَدَخَلَ إلى البَيْتِ يَأْتِي لَهُمْ بِمَاءٍ أو طَعَامٍ أو نحو ذلك فَإِنَّهُ إِذَا رَجَعَ يُسَلِّم .

وهذه مِنْ نِعمَةِ اللهِ أَنَّهُ يُسَنُّ السَّلَامَ وَتِكْرَارُهُ كُلَّمَا غَابَ الإنسانُ عن أَخِيه ، سَوَاءٌ غَيْبَة طَوِيلَة أَمْ قَصِيرَة ،

فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لَنَا أَنْ يُسَلِّمَ بَعضُنَا على بَعض ، لِأَنَّ السَّلَامَ عِبَادَةٌ وَأَجْرٌ كُلَّمَا ازْدَدنَا مِنْهُ ازْدَدنَا عِبَادَةً لله ، وَازْدَادَ أَجْرُنَا وَثَوَابُنَا عِنْدَ الله .
شرح رياض الصالحين