يقِف آمام آلمِرآةِ كلّ يوم بَعْد آن يستيْقِظ ، يتَآمّل ملـآمِحه كمَآ لو آنه لـِآوّل مرةٍ يَرآهآ ، يتحسّس وجْهَه ، يَمسح هَآمته بـ كفّ يَدَه , ثمّ يتفحصّ آلبَآقيَ من شعرٍ وجهٍ لم يلبسُ ثوب آلشيْب ، يلُوك شفتيْه بـ قوّه ، ثمّ يغرس آصَآبعه في فروةِ رَأْسِه ، ثم يهرشه حتّى يكَآد يفقأُ نآفوخه ، يستيقظ شيء مَآ بـِ دَآخله ، يَشُد عُنقه لـِ آلـأعلَى مشدُوهاً ، يتنفَسُ بـ عمق .. ثمّ يتبعهَآ بـ شهقةٍ طوِيلة يُفرغ بهَآ مُحتوَى آلمكَآن من هوَآء ، وَ يملـَأهَأ بِـ رئتيْه حتّى يمتلـأ صدره ، فـَ يُصبح أقلّ وزناً مِن ظله ! لكنهُ سرعَآن مآ ينفثُ مآ بـِ جُعبته من حنَق قبل آنْ يطِير ! فـَ يستدِير متوجهاً لـِ صنبُور آلمَآء ، يغتسِل ثمّ يرتدِي قميصهُ متململـاً ، يلبسٌ حذاَئه ثم يغَآدر ليس آبه بـِ شيء ، يشترِي جريدته ، يُشعل سيجَآرته ، ثمّ يتوَآرى فِي آلـآزدحَآمِ بينَ آلمَآره ! |
إلَى آلهِي مُفترق طُرق و عِدَّة خيَآرآت ، و كمَآ تعلمُ ي آلهيْ ، آنني آكرَه آلخيَآرَآت آلمتشَآبِهه ، فـَ آنآ لم آختَر آن آكون في آلدنيَآ ، لم آختر آن آكُن آنثَى ، لم آختر آلوطَن ، و آللغة آلتي آحب آلتحدثَ بهَآ ، لم آختر آمي و آبي ، آخي وَ لونِي و آسمي ، لمآذَآ ي آلله في هذَآ آلوقت ، ف كل شيء ضيّق ي آلله على آنْ تكون آلخيَآرات متشَآبهه ! و آلساعات لاتنتظِر ، لا تتوقّف ولا تلتفِت ، وانا بـ آلكَآد آجد وقتاً حتّى آرى نفسيَ بـ آلمرآة ! وَ آتفآجأ في كلّ مرّة ، آننّي آصبحُ آكبَر ، لـآتذكّر آلنَآدل آلمصريّ ، حينَ كَتَب عن آجمل آنثَى رآهَآ وهيَ تكبُر ، آشتقت كتَآبَآته ، و لصوتِه حينَ يغنّي كتَآبَآتي بـ لحنٍ مُرتجل ، لَقَد بعث بـ رسَآلة قبل آسَآبيع يسآلني عن قدرة آلمكَآن علَى آلتحرك ، وَ آنه لم يكتُب حرفاً مُنذ آشهر! مُنذ آن غَآدرت آنآ آلريَآض ، حتّى آنآ ، لم آكتُب حرفاً ذو قِيمة آدبيّة مُذ مغَآدرتي لـ آلريَآض! لعلّ كتَآبَآته كَآنت آلهَآمي ، آلجلُوس في الرِيتز عند نَآدي آلجولف ، رُدهَة نَآرسيس و آبتسَآمة رجلٍ يمدّ لي بـ فنجَآن قهوَة عربيّة ، سَآعات آلآنتظَآر فِي آلمطَآر ، آفكآر كثيرة تهطُل ، وَ آنتَ تُعرِّف ي آلله كم تُخيفُني آلـآفكَآر ! كم يرعبنِي آن آصلَ لـ آلقَآع وَ آدور في حلقَة دآئرية مفرغَة ، لا خلَآص منهَآ سوَى بـ آلسقُوط لـِ آعلى ! وَ آعتقد يَ آلهيَ بـ آنك آورثتنِي بعضاً مِن دوَآئر ، و رزقتنِي بـ آلخوف مِنْهَا ! لَو آنك يَ آلله منحتنِي عقلـاً لـآ يُفكّر وَ لـآ يسكنُه هوَس آلـآعدَآد ، منطقاً لـآ يُحّلل ، لكُنت كمَآ بقيّة آلـآنَآث ! آقضِي يوميَ بـ محَآولة آستغبَآء آلبشريّة ، آنتقَآد آلـآشخَآص و مشَآهدة آلسُخف ! لكِنك ي حَبيبي و لحكمَة آجهَلهَآ ، منحتنِي عقلٌا مُحلل ، و حكمت عليّ مُذ طفُولتي بـِ آلـآنعكَآف علَى آلقرَآءة ، لعب آلشطرنج ، و وهبتنِي هوَس آلـآرقَآم وعِلم آلخوآرزميّآتِ وَ آلـآحصَآء ، وَ حينَ وصِلت لٓـ سنّ آلمرَآهقَة آدمنت آلقمَآر علَى لُعبة black jack 21 لـ آثبَآت آنَها تعتمِد علَى نسِب آلـآحتمَآلـات مابينَ ورقيَ و آلـ dealer وَ مقدرتِي علَى آلخرُوج بـ ربح 60٪ بـِ آعتمَآدي علَى الَآرقَام لَـآ آلحظ ! وَ قَرأتُ عن آلـآديَآن حدّ قربيَ لـ آلـآلحَآد ثم قربيَ لـِ آعتنَآق آلمسيحيّه ، وَ كُنت آذَآ آردت آلعرُوج آلى عَآلمٍ آخر ، تركتُ آلكتَآب من يدي وَ آستلقيتُ علَى سرِيري وَ آنآ آدعو آلهيَ بـ آن لَآ تطرأُ عليّ آيّة آفكَآر ! حتّى كبرتُ و آخترت آلبرمجَة مجَآلـاً لـ تفرِيغ شُحنَآت عقلِي وَآلنَآس يَ آلهيَ لـَآ يدركُون معنَى آلـآختلـَآف ؟ آمآ آن تَكُون مثلهُم آو ضِدهُم ! وَمِنَ آلصعب آن تخبرهُم بـِ آن آلحوَآر قد ينتهِي بـ عدِم آقتنَآع آحد من ألطرفِين بـِ آلرأيِ آلـآخَر ! لـِ يصفُوننِي بـِ عدم آلمبَآلـآة ، ولا يدركُون أننّي لـَآ آجِد ماَ يستحقّ آن آكترَث لَه ، وَ آنتَ ي آلهيَ تسيّر آلكون بـ آرَآدتك ، وآنَآ كمَآ تَعرفُنِي يَ آلله ، آحَآول قَدْر آستطَآعتِي آن آكُون مُؤمنَة ، قريبَة منكَ دُون ريَآء! وَ آعرف آلكثِير ممن يتفَآخُر بـِ آيمَآنه ، ولسبَبٍ غَرِيب يعتقدُونَ آنهم آفضَل مني ! آنَآ ي آلهيَ آختِير ليَ مُجتمع سطحيّ ، يعرفُون آنكَ نهيتهمْ عن آلريَآء فِي آلصلـَآة ، وَلَكِن لـآ ضير في ذَلِك بـِ آلـآمورِ آلـآخرَى ، وحينَ تسْألهم لَمَآ آنتم مسلمُون ، سيقولُون هَذَا مآوجدنَآ عَلَيْهِ آبآئنا ، آثمّة فرقٍ بينهُم و بينَ عبدَة آلـآوثَآن ؟ لستُ ي حبيبي آلـآكثر آيمآناً لكنّني بحثت عنْكَ كثيراً حتّى وجدتكَ وَ آحببتُك ، مَن يعرفكَ ي آلهيَ لن يصِيبه آلـِآكتئَآب ، فـَ ذلكَ آحسَآس آبتدعه آلبشر لـ تبرِير تصرفَآتهم ، وَ حينَ يَقُوم آلبعض بتنَآول بعض آلحبٌوب لـ آزَآلته يقتنع بـِ ذلك ! وهم لـآ يَعْلَمُونَ بـِ آنه في علم آلنفس تُدْعَى تلكَ آلحبُوب "بلاسيبو" ممآ يَعْنِي دوَآء وهميّ ! مسْآلة شَآئكة يَ آلهي ، كـَ مفترق آلطرق آلذي آرَآه الـآن ، آمآم خيَآرآت ، لـآ تُشبه خيَآرات آلـآعداد ، حيث ثمَّة خيَآر صَآئب و آلبقيّة خَآطئون ، لـآختَآر بكلّ ثِقَة ! بل آن آختيَآرات آلحيَآة صعبَه ، لا تعرفِ نتيجتها آلا بعد آلتجرُبه ، وقد آثبَتت آلتجربَة آن كَثْرَة آلتفكِير سَبب لـ آلصُداع ! |
سـَ تضيع يَ صديقيَ فِي غَآبة آفكَآري ، لـآ آلمطرُ يغسُلك وَ لـآ وهجُ آلشمس يحمِي عينيكَ ! |
قَآل: آتمنّى قَآتلـاً يتسلّل من آبطِ آلليْل ثُمَّ صمَت ، فـ سَآلته : ومَآ ستفعَل حينهَا ؟ قَآل: سٓـ آجلسه بينَ كفيّ وآقول له : تٓآخرت طوِيلـاً ي صديقِي ، ثمّ آحضر لَهُ آلقهوَة وَ رُوحِي آلتِي آثقلتنِي |
قَآل: سيكُون كلّ شيء علّى مَآيرآم ي حبيبَتي وَ مد لي بـ آثنَآن رآئعة بيآنُو , تعزف بيتهوفِن ,لـآني آخبرته مُذ ثلـآث آعوآم آن تفتنَي في آلدنيآ ثلـآث "آبتسآمته , عطرِه و آلبيآنُو" شمعَه من "clean" , يعلم تمَآماً بـ آن رآئحتهَآ تطير بـِ روحِي مسرَى آلبَدر في حفلَة آلفجر وَ آلنجُوم *تصوِير فيديُو سريع بـِ عدسَتِي |
وَ آمشي ! آسيرُ وَ آنآ فرحةٌ آلـآن ، مشِيتُ بـ تُؤدة هَذِه آلمرَة وَ لم آتقصَد آي نوعٍ مِنَ آلمشي آلسرِيع ، تمهلتُ و حدقت فـي كلّ شَيْءٍ مرِرتُ بِه ، آكَآد آقول آننّي شمِمتُ كلّ شَيْءٍ لـآمسته عينآي بمَآ فِي ذلكَ رآئحة آلهواء ! آلحرُوف بـ خيرٍ وَ آنآ بخير ، وَ آلشوَآرع تسِير آمَآميَ بـ ثبَآت وَ آيقَآع مُنفرِد ، آود آلـآ آعُود مـن بَعْدِ هذَآ آلمشيء آلى آيّ مُستقر كَآن ، آودّ آن آردد : ليسَ لِي بيت ، ليسَ لِي آحد ، لستُم لي ، وَلَيْسَ لـ آلنقطَة حرفٍ مُستقر آنَآ حقّآ حرّةٌ تماماً ، حرةٌ مِن نوعٍ آخر لم يُخلق بَعْد ، حُرة طالمَآ ليَ قدمَآن تتجَآوزَآن آي شي كَآن ، وَ آنا مـن بَعْدِ حُريتِي ، لـآ آريد لـ قدميَ آن تُفترا ، ليس لـآجل شَيْءٍ غيركَ آيهآ آلمَشي ! |
الساعة الآن 04:30 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا