|
:: تنويه :: |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-14-15, 05:07 PM | #1 | |||||||||||||||||
•~ رونق التوليب ~•
|
وتستمر الحياة
أحدث قصة قصيرة بقلمي بعنوان :: ،،،وتستمر الحياة،،، كتبتها من شهر أو يزيد ، وتم نشرها أيضاً قبل نشرها هنا أرجوا أن تنال على استحسانكم ============= خرجَ من منزله بعد عزلة دامت شهراً ، خرج ونظر إلى السماء .. لم يرها منذ مدةٍ برحابتها في المدى أخذ يجول بعينيه ، كان الضجيج يعم الشارع وقع نظره على رجلٍ و امرأة يتوسطهما طفلٌ صغير يمسك بيدي أبويه يمشي ويقفز ويتمايل بسعادة ، ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة ، وعاد بهِ الحنين إلى طفلته التي لم تتجاوز الثالثة والنصف بعد ، تنهد ومشى بخطى متثاقلة وهو يعود بذاكرته لزوجته وطفلته اللتين فقدهما ، فقدهما إثر حادث مروري أليم ، تضرر هو .. لكن زوجته وطفلته فقدا عمرهما أحس بقلبه يعتصر حزناً وبدمعتان ساخنتان تتسللان إلى مقلتيه ، مسح بإصبعيه على عينيه متمالكاً نفسه ، وأخذ نفساً وهو يحث الخطى مسرعاً دون وجهة معينة إلى أن وجدَ نفسه يقترب من الحديقة العامة .. توقف ينظر إليها ، سبق أن جاء بزوجته وطفلته إلى هنا ، وكم كانت طفلته تحب الإنزلاق والتأرجح والركض حول الأشجار . دون وعي .. وجد نفسه يتقدم إلى الداخل ، مشى بتأنٍ وهو يجول ببصره في الأرجاء ، كان يشعر بحنينٍ شديد للسير في كل بقعة زارها مع طفلته وزوجته ، كان يجد في ذكرياته عزاءً لنفسه ولوحدته وبينما هو يسير في صمته ، وجد فتاة تجلس على العشب وحدها تحاول فتح علبة عصير ، كانت تنهمك بفتحها عبثاً ابتسم برفقٍ وهو ينظر إليها ، فسار نحوها وجلس بقربها قائلاً - مرحباً يا صغيرة ، هل أستطيع مساعدتك؟ حدقت الطفلة إليه بعينيها الواسعتين ، ثم مدت يدها إليه بالعلبة ، فأخذها من يدها وفتحها وأعادها لها ، فالتقطت علبة العصير منه وهي تنظر إلى وجهه . ابتسم بحنان ورفع يده لرأسها يمسح على شعرها وهو يقول - أين ماما؟ .. يجب أن تكوني بجانبها ولا تبتعدي عنها . تكلمت الطفلة وهي لاتزال تنظر إليه وكأنها تتفحص تقاسيم وجهه - بابا ؟! توقفت يده على رأسها وسكنت تقاسيم وجهه ، أحس بقلبه ينتفض ومشاعره تندفق بسيلٍ من الحنان والعطف .. لقد حركت تلك الكلمة مشاعر كبيرة سكنت لفترة .. تاقت للإندفاع والتحرر ابتسم من جديد وقال بلطفٍ بالغ - ماذا قلتِ يا حلوتي؟! ابتسمت وهتفت وهي تشير إليه بإصبعها - أنتَ بابا ! أفرجت شفتيه عن أسنانه ، وقال هامساً وهو يمسح على شعرها - ليتني أكون! أقتربت في هذه اللحظة امرأة مسرعة باتجاههما وقالت وهي تنحني للطفلة وتحملها بين ذراعيها - ابنتي! ، هل انتِ بخير؟ قالت الفتاة وهي تنظر إلى الرجل الجالس على ركبته - انظري يا ماما .. إنه بابا نظرت المرأة إليه بعينين مرتبكتين ، فوقف الرجل قائلاً - أعتذر ، وجدتها جالسةً وحدها فخشيت أن يحل بها سوء أنزلت المرأة الطفلة من ذراعيها وهي تقول لها - هيا انطلقي والعبي ، فلم يتبقى الكثير من الوقت ذهبت الفتاة تعدو بخفةٍ نحو المراجيح ، فالتفتت المرأة ناحية الرجل قائلة - لا تؤاخذني ، تهتف لكل رجل تلتقيه بـبابا - لا عليكِ ، لديك طفلة جميلة - أشكرك وعاد الرجل بنظره إلى الطفلة وقال - لمَ اعتقدتني أباها؟ أنزلت أم الطفلة رأسها وقالت - إنها تتوق لرؤية أبيها ، يخيل لها أنه بالقرب من هنا وستجده في أية لحظة عقد حاجبيه وقال متسائلاً - و أين هو؟ رفعت المرأة بصرها إليه بصمت ، وبعد لحظات تكلمت بنبرة حزينة - لقد تخلّى أباها عنها منذ فترة طويلة ، قبل أن تبصر الحياة . نظر إليها الرجل بحيرة ، فقالت موضحة - لقد أنفصلنا أنا وهو وهي لا تزال جنيناً في رحمي ، تزوجني وبعد أن قرر العودة إلى وطنه ، تركني - هل كان يعرف بحملك؟ - نعم ، لم يكن يريد طفلاً مني ، ولكن شاء القدر ذلك ، لعله كان يفكر بالإنفصال منذ البداية ، عندما وضعتها اتصلت به لأبلغه بأن هنالك طفلة صغيرة تنتظره ، لكنه لم يكترث وطلب مني أن أنساه وأن أقطع صلتي به ، كما أخبرني أنه نسيني وتخلى عن كل شيء يتعلق بي ، كان ذلك آخر حديث دار بيني وبينه ، بعدها لم أستطع محادثته والوصول إليه ثم نظرت لطفلتها التي كانت تلعب مع الأطفال وتابعت - مضت أربع سنوات ، اهتممت بطفلتي بنفسي و ساعدتني في تربيتها والدتي ، اهتممنا بها كثيراً .. تعلقت بي وبأمي ، إلى حين أن أدخلتها للروضه ، بدأت تعي جيداً ، تنظر إلى أباء الأطفال وهي تدرك أنها تفتقد مثل هذا الشخص ، جاءتني يوماً تقول لي أن أحد الأطفال يسأل عن أبيها وهي لا تعرف بما تجيبه ، قالت بأن الفتى يأتي إليه أباه لاصطحابه .. بينما هي لا تجد أباً لها كالآخرين ، كنت أقول لها أن أباها مسافر وأنه سيعود يوماً للعب معها ، فباتت تراه في كل رجل تقابله مرت لحظة صمت ، وعاد الرجل ينظر إلى الطفلة بحزنٍ و أسى .. وهمس قائلاً - طفلةٌ مسكينة ، من المؤسف أن يحدث لها هذا .. أن تعيش دون أب يعتني بها ، يشعرها بالأمان ويغدق عليها من عطفه ودلاله قالت ام الطفلة باغتضاب - لن تكون بحاجته ، لقد خذلها .. عندما تكبر وتعرف بذلك فستكرهه - ماذا لو عاد وأخذها يوماً؟ اتسعت عيناها خوفاً ، ثم قالت مؤكدة - ذلك لن يحدث .. لقد نسيها ونسيني ، ثم أنه لن يستطيع الوصول إلي أبداً هز الرجل رأسه مؤيداً قولها ، ثم عاد ينظر إلى الطفلة يتذكر فيها طفلته الصغيرة ، ثم قال مبتسماً - تذكرني بابنتي ، إلا أن ابنتي أصغر سناً من طفلتك ، إنها بعمر الثالثة و النصف ابتسمت المرأة وقالت - لديك طفلة أنت أيضا قال بصوتٍ مخنوق كأنه قادم من بعيد - كانت لدي طفلة ، لكنني فقدتها . اتسعت عينا المرأة ، وقالت وهي تنظر لوجهه الذي بدى عليه الألم - فقدتها ، هل .. ماتت؟! عض على شفته السفلى يقاوم عبرته وهو يهز رأسه بالإيجاب ، ثم قال - نعم لقد ماتت ، ماتت هي وأمها في حادث سيارةٍ أصابنا ، كنت معهما لكنني أصبت بكسرٍ ورضوض ، أما هما فقد فقدتا الحياة قالت المرأة بحزن - ذلك مؤسف أسترسل الرجل في كلامه - لم يمضي على وفاتهما سوى شهر ونصف ، لم أعتد بعد على غيابهما .. أشعر بالوحدة دائماً ، وعندما يحل الليل أشعر بالوحشة تستبد بي ، فلا يغفو لي جفن حتى تشرق الشمس ، فيثقل جفني فأنام دون أن أشعر ، واليوم حاولت التغلب على وحدتي .. فخرجت لرؤية الناس ولأستنشق هواءً طلقاً ، لعل ذلك يريح نفسي ، لكن رؤية الأطفال هيجت ألمي من جديد ثم ابتسم والدموع قد لاحت في مآقيه وهو يقول - لكن طفلتكِ قد أخمدت من ذلك الألم ، عندما نادتني بابا .. لقد أدخلت في نفسي السعادة ، إنها تشبه صغيرتي بعينيها الواسعتين وشعرها الأشقر ابتسمت المرأة وعادت تنظر إلى طفلتها وقالت - اتمنى أن تتجاوز ألمك ، وتعود لحياتك الطبيعية من جديد في هذه الأثناء اقتربت منهما الطفلة وهي تركض ، تشبثت بساقي الرجل قائلة بسعادة - بابا ، تعال والعب معي ، انظر كيف يشارك الأباء أطفالهم اللعب ابتسم لها ووضع يده على رأسها ، بينما تضايقت أم الطفلة واقتربت منها ، أمسكت بيدها قائلة - هيا يا عزيزتي يجب أن نذهب لنعود إلى النزل ، فجدتكِ تنتظرنا تركت الطفلة يد والدتها وتشبثت في الرجل قائلة - سيأتي معي بابا؟ أحس بقلبه يرتعش وبحنانٍ كبير اتجاه هذه الطفلة التي لا تفتأ تناديه بابا حملتها أمها قسراً قائلة للرجل - أعتذر ، إلى اللقاء - لا داعي للإعتذار ، إلى اللقاء واهتمي بطفلتك استدارت المرأة ، فالتقت عينا الطفلة في عينيه ، كان الحزن واضحاً على وجه الطفلة . لوح الرجل بيده لها مودعاً ، فارتجفت شفتيها ، ثم صرخت باكية - أريد أبي حاولت الأم أن تسكتها وتهدأ من بكائها ، شعر الرجل بالحزن وهو ينظر للطفلة الباكية أمامه ، تنظر إليه لا تريد الأبتعاد عنه شعر بقلبه يدق بعنفٍ في صدره ، ظل يحدق فيها شارداً للحظات ، ثم مشى مسرعاً نحوها قائلاً لأم الطفلة - انتظري من فضلك توقفت المرأة واستدارت إليه متسائلة ، مد يديه للطفلة التي سرعان ما قفزت إليه ، ضمها إليه وعانقته بقوة فقالت المرأة - مالذي تفعله!؟ نظر الرجل في وجه الطفلة قائلاً - اذهبي والعبي يا حلوتي ، أريد أن أتحدث مع ماما قليلاً وانزلها إلى الأرض وقال يحثها - هيا .. هيا اركضي وذهبت مسرعةً تركض نحو المراجيح ، تساءلت المرأة وقد بدت عليها الحيرة - ماذا هناك!؟ قال الرجل وقد بدى عليه الإرتباك - لا أعرف كيف أبدأ ، لكن .. قلبي تعلق بطفلتكِ حقاً ، أريدُ أن أكون أباً لها اتسعت عينا المرأة ، فقالت متسائلة - ماذا تعني ، لم أفهم؟ قال باهتمام وقد بدى ثابتاً في قوله وجاداً في كل كلمة ينطق بها - أريد الزواج بكِ ، وأن أكون العائل لكِ ولطفلتك .. أريد أن أكون أباً لها بدت الدهشة على وجه المرأة ، ثم قالت غير مصدقة - هل تمزح!؟ ، هل أنتَ تعي ما تقول؟! - لا امزح ، أنا جادٌ في طلبي صمتت تفكر للحظات ، ثم قالت بهدوء - تريد الزواج بي ، بدافع الشفقة على ابنتي؟ أجابها بسرعة - بل بدافع الغريزة ، بدافع الأبوة .. أنا أب فقد طفلته يتوق لسماع كلمة بابا ، يتوق لعناق من ابنته .. طفلتكِ حركت مشاعري وجعلتني أشعر بسعادةٍ كانت قد غادرتني ، لقد أحببتها فعلاً وأريد أن أمنحها نفسي لأكون لها أباً ، هي أيضاً تريد ذلك ، أرجوكِ اقبلي - ماذا لو نَدمت؟ ، لا أريد أن تتعلق بك الطفلة وبعدها تغادرنا وتتركها تبحث عنك وعن أبيها من جديد ، لا أريد لابنتي أن تتألم وتُخذل قال وهو ينظر إلى عينيها بإصرار - لن أندم ، ولن أخذلها أو أخذلكِ صدقيني ، أنا لا أرجو شيئا سوى أن أستمر في الحياة براحة من جديد ،وسأتزوج عاجلاً أو آجلا ، ولقد اخترتكِ .. أريد أن تكوني زوجتي وابنتكِ ابنتي ترددت المرأة ، ظلت تنظر في عينيه حائرة لا تعرف ماذا تجيب ، فقال - أرجوكِ ، امنحيني تلك الحياة التي فقدتها قالت بعد تردد - إذاً عليك أن تعدني ، أن لا تندم وتخذل ابنتي وتتخلى عني ابتسم الرجل وقال - أعدكِ .. من كل قلبي بادلته الابتسامة قائلة - شكراً لك - بل شكراً لكِ أن منحتني الفرصة لأكون أباً وزوجاً مرة أخرى ثم التفت حيث كانت تلعب الطفلة .. ونادى عليها - هيا يا صغيرتي ، حان وقت العودة نظرت إليه الطفلة ، وجاءت نحوه تركض بسعادة ، انحنى إليها وضمها لصدره .. ثم اعتدل وأمسكَ بيدها ، وأمسكت هي بيد أمها ، ومضوا عائدين بكل سعادة وتفاؤل وأمان . | |||||||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه للموضوع : وتستمر الحياة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما اسباب التفلت من الحجاب او ترك الحجاب لدى المسلمين | المحور | مواضيع إسلاميه - فقه - أقوال ( نفحات ايمانيه ) •• | 1 | 04-28-17 07:44 PM |
وتستمر حكاية بدأت من الطفولة | ســـارا | قسم عالم الأسره والطفل | 13 | 02-23-16 04:22 PM |
وتستمر الحياة ! | ( نادر ) | ابداعات أقلام الاعضاء الحصريه للمنتدى ( أقلامُنا ) | 22 | 02-10-16 09:30 AM |
وتستمر الحكايه .......! | اهــہات السنـہـين | قسم العام للمواضيع العامه •• | 7 | 09-29-13 02:49 AM |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||