منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-15, 06:19 AM   #1
سفيان سعلي

الصورة الرمزية سفيان سعلي

آخر زيارة »  12-06-23 (01:31 AM)
المكان »  أَسْكُنُ فِـي جِـبَال ِ الألِمْبِـسْ !وََبََيْـنََ رمُوْشِـك ِِ يَا أَنْـت ِِ !
الهوايه »  الِشعْرٌ خٌبْـزِيْ، وَالتَهَافُتٌ حِرْفَـتِي !
أبحثُ عن القصيده ْ
في مكب ِ
التفاصيل
فالشعرٌ خبزي
ولغة الروح ِ الوحيده ْ !!
دمي على الورق ِ
يسيل ..
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ........................ !!










+ 18
بقلم : حــــ الروح ــديث







كان الإنسان قناً للنواميس الوضعية التي أسسها الإنسان بحد ذاته ورجوعا لنفسه بغية الخلاص للعالم ، كان تابعاً للحواشي الموجودة .. ، فقبل أن يعبر عن إستقلاله ِ الفكري أو أن يٌكونَ منهجاً أصلياً يستطيع أن يدحض به ما يخالف نمطيته أو إليه تعود العقول على أساس العلة في شيءٍ ما ، أو التنقيب في غرض إشكالي ، فالإنسان وصف بالصانع لشغفه الفطري الذي أدى إليه إلى ما هو الأن ، والصنعةٌ تستلزمٌ نوعا من التدبير الهندسي الذي يتجلى في الدراسة القبلية ، ثم التطبيق الكلي ...
فمنذ العصور الكلاسيكية أخذ الحكماء في اعتماد التأمل الذهني كلبانة أساسية ، وإعمال الفكر في الأشياء ، كما الحضارة الإغريقية إلتجأت للعقل الخالص بصفته المصدر الوحيد للمعرفة والمنفذ الأنسب ، دون اللجوء إلى الجانب الروحي والإلهام أو المُدركات الخارجية لكشف مصدر المعرفة كما أشار الرازي فالخطورة والأهمية تتجلى في العقل لأنه معين المعرفة الكلية ، وهذا عكس ما ذهبَ إليه الأشعري الذي جعل العقل آلة للإدراك فحسب ، فالرازي بحد ذاته كان يعمل بمنهجية الشك ، في مناقشته للقضايا العقلية ، وذلك بقصد التثبت في الأمور والحسم ، ويكون بهذا قد سبق الإمام أبي حامد الغزالي والمفكر رينيه ديكارت في وضع هذا المنحى المنهجي
وبعد إنبثاق ثورة التجديد الذي ينص على التدبر والتأمل والتفكير والتحليل وتوخي الحقيقة إتجهَ العالم بالمنهج العلمي ، وإعمال القياسَ وتتبع البيان والإبحار في الأفاق رغبةَ في استخلاص حقيقة الأشياء ، وبهذا قد تجاوز شوطا كبيراً ...

يقول أبو عثمان عمرو بن بحر الشهير بالجاحظ في كتابه المشهور ( الحيوان )
: جنبكَ الله الشبهة ، وعصمكَ من الحيرة ، وجعل بينك وبين المعرفة نسبا وبين الصدق سببا ، وحبب إليك التثبت ، وزين في عينكَ الإنصاف ، وأذاقكَ حلاوةَ التقوى ، وأشعر قلبك عز الحق ، وأودع صدركَ البر واليقين ، وطرد عنك ذل اليأس ، وعرفك ما في الباطل من العلة ، وما في الجهل من القلة ....


أصبحَت الإشكالية والمواضيع التي تكتنف الكون الكلي رابطا يتقاسمه جميع العلماء ، كل بحجته وبرهانه ، منهم من ينقح ومنهم من يسقط الإحتمال ومنهم من يتفق ، ومنهم من لا يلتفت ، منهم من يراعي أو ينتقد بأسلوبه أو نسقه الفلسفي فالعقل هو ألة للمعالجة ، ولكن تتفاوت الميول والطرق ، رغم ذالك كلهم راغبون في الوصول للتأكيد المطلق وعليه يقول عالم البصريات إبن الهيثم في كتابه المناظر :

ونجعل غرضنا في جميع ما نستقريه ونتصفحه إستعمال العدل لا إتباع الهوى ، ونتحرى في سائر ما نميزه ، وننتقده طلب الحق لا الميل مع الآراء ، فلعلنا نهتدي بهذا الطريق إلى الحق الذي به يثلج الصدر ، ونصل بالتدريج والتلطف إلى الغاية التي عندها يقع اليقين ، ونظفر مع النقد والتحفظ بالحقيقة التي يزول معها الخلاف وتنحسم بها مواد الشبهات .
ويقول إبن الهيثم كذالك في كتابه : الشكوك على باطليموس : الحق مطلوب لذاته وكل مطلوب لذاته لا يعني طالبه غير وجوده ، ووجود الحق صعب ، والطريق إليه وعر ، والحقائق منغمسة في الشبهات ، وحسن الظن بالعلماء طباع في جميع الناس ، فالناظر لكتب العلماء إذا استرسل مع طبعه وجعل غرضه فهم ما ذكروه وغاية ما اوردوه ، وحصلت الحقائق عنده ، وعي المعاني التي قصدوها ، والغايات التي أشاروا إليها ، وما عصم الله العلماء من الزلل ولا حمى علمهم من التقصير والخلل فلو كان ذالك كذالك لما اختلف العلماء في شيء من حقائق الأمور ، والوجود خلاف ذلك ، فطالب الحق ليس هو الناظر في كتب المتقدمين ، المسترسل مع طبعه في حسن الظن بهم ، وطالب الحق هو المتهم بظنهم منهم ، المتوقف في ما يفهمه عنهم ، المقنع الحجة والبرهان ، لا قول القايِل ِ الذي هو إنسياق المخصوص في جبلته ِ بضروب ِ الخلال والنقصان .
ويسطرد إبن الهيثم قائلا ً :

( والواجبٌ على الناظر في كتب العلوم ، إذا كان غرضه معرفة الحقائق أن يجعل نفسه خصما لكل ما ينظر فيه ، ويحيل فكره في متنه ِ، وفي جميع ِ حواشيه ِ ، ويخصمه من جميع جهاته ونواحيه ، ويتهم أيضا نفسه عند خصامه ، ولا يتحمل عليه ، ولا يتسمح فيه ، فإنه إذا سلك هذا الطريق إنكشفت له الحقائق ، وظهر ما عساه وقع في كلام من تقدمه ِ من القصير والشبهة ،

ويقول كذالك في كتابه ( في حل شكوك كتاب إقليدس في الأصول وشرح معانيه ) :
كل معنى تغمض حقيقته ، وتخفى بالبديهة خواصه ، ويشابه في بعض أحواله غيره ، فالشك متسلط عليه ، وللمعاند والمتشكك طريق مهيع إلى معاندته والطعن عليه ، وخاصة العلوم العقلية والمعاني البرهانية ، إذ العقل والتمييز مشترك لجميع الناس ، وليس جميعم متساوى الرتبة فيها ، وليس يذعن واحد من الناس لغيره فيما يدعي صحته بالقياس ، ولا تصح دعواه في نفسه ِ إلا بعد أن يصح له ذالك المعنى بقياسه ِ وتمييزه الذي استأنفه هو ، وتتشكل صحته في عقله ِ ، والعاجز المقصر الضعيف التمييز ليس تتشكل صحة المعنى المعقول في عقله في أول تمييزه ِ ، بل هو في أكثر الأحوال يسرع إليه التشكك في صحته ِ ، ثم إذا طال الفكر والتميز ظهر له حقيقته ، وربما لم ينتهي مع غاية إجتهاده وإطالة الفكر فيه إلى معرفة حقيقته ، فأكثر ذوي العقول والتمييز الصحيح فضلا عمن هو دونهم اذا مر بأحدهم معنى من المعاني اللطيفة والحقائق الخفية فليست تظهر له تلك الحقيقة بالبديهة ، وإذا لم تظهر له الحقيقة ، فقد عرض له التشكك ، فالتشكك واقع لأكثر الناس في المعاني الخفية


وهنا في هذه النصوص التي كانت مقتطفات من كتب ( المناظر ، والشكوك على باطلموس ، وفي حل شكوك كتاب إقليدس في الأصول وشرح معانيه )
نرى ها هنا ميله الكلي لمنهجية الشك والإستقرأ ، وإعمال العقل وتسخيره في فك العقد أو العلل التي ما حماها الله من الزلل ِ ، فالناظر عنده من يشرك ذاته في العمل أو النسق الفلسفي أو موضوع جدلي ، يجب أن يكون خصماً لكل ما يتلقاهٌ من بيانات ، حتى يحكمَ على الشيء ِ بالحجة ويثبتَ قوله الذي قد يكون دحضاً لقول آخر ، قال إبن الهيثم :

( إني لم أزل منذ عهد الصبا مرتابا في اعتقادات الناس المختلفة ، وتمسك كل فرقة منهم بما تعتقده من الرأي ، فكنت متشككا في جميعه ....)
دأب الحسن بن الهيثم على التشكك في الأراء والأقوال السابقة عليه حتى يتيقن منها عن طريق التمحيص والتجريب ، فهو يعلق حكمه حتى تثبت عنده التجربة الخالصة ، فيتحول من الشك إلى اليقين ، وحينها سيترجح قوله المدعوم ..
ذهب َ إلى إعمال الرأي والمبدأ في كل محتوى وعدم الإمتثال المباشر الذي هو حسن الظن بذوي النهى
ومن جملة المعاني اللطيفة من العلوم التي لا يشك الناس في صحة براهينها المعاني التي يشمل عليها كتاب إقليديس في الأصول وهذا الكتاب هو الغاية التي يشار إليها في صحة البراهيين والمقاييس ، ومع ذلك فلم يزل الناس قديما وحديثا يتشككون في كثير من معاني هذا الكتاب وكثير من مقايسه ، ويتكلف أصحاب علم التعاليم حل تلك الشكوك ، وكشف فسادها وصحة المعاني المتشكك فيها ..

عاد ليوناردو دافنشي إلى بحوث ابن الهيثم ذلك في أواخر القرن الخامس عشر كما ثبت في مذكرته ، ولابد لأن يكون الإطلاع أثر بالغ في اتجاهه نحو النهج التجريبي في عصر النهضة ، بعد أن كانت طريقة البحث العلمي قد استكملت عناصرها وبعد أن كانت النظرة العلمية الصحيحة قد اكتملت مقوماتها في الحضارة العربية التي ازدهرت قبل عصر النهضة الأوروبية وقبل ولادة ليوناردوا دفنشي بسنين يقول جورج سارطون : صاحب التأليف العظيم في تاريخ العلوم : لقد كان العرب أعظم معلمين في العالم ، فإنهم لو لم ينقلوا كنوز الحكمة الإغريقية لتوقف سير الحضارة بضعة قرون

إن وجود ابن الهيثم وجابر بن حيان كان لازما وممهدا لظهور جاليليو ونيوتن وغيرهما ، ولو لم يظهر ابن الهيثم لاضطر نيوتن إلى أن يبدأ من حيث بدأ ابن الهيثم .
ثمة شهادة أخرى يوردها ( سيديو ) حيثُ يقول : إن أهم ما اتصفت به مدرسة بغداد بادئ ذي بدء هو روحها العلمي الصحيح .


وهناك كثير مما قاله كذالك فيلسوف العرب الكندي وطبيب الإسلام الرازي بخصوص التنقيب في أغوار الإشكاليات العقلية وإخضاعها لتحليلات منطقية مدعمة قبل الحسم

هناك منهج فلسفي ومنحى نظري وتجريدي : يعتمد إعمال العقل في إطار مجموعة من الأقيسة والأنظمة المنطقية ، والتأمل الفكري المتسق دون النظر بالضرورة إلى حقائق الوجود الخارجي ويعرف هذا المنهج أيضا الإستقراء المنطقي أو المنهج الأرٌسطي نسبة إلى أرسطو أو أرستطاليس الملقب بالمعلم الأول وهو المنحنى الذي إشتهرت به حضارة الإغريق
إن النتائج الذهنية التي يتوصل إليها من خلال هذا المنهج ما هي إلا استنتاجات نظرية ظنية لا تغني بالضرورة عن الحق واليقين شيئاً وفي هذا المعنى يقول ابن خلدون في مقدمته : إن المطابقة بينَ الأحكام الذهنية التي تستخرج بالحدود والأقيسة ، وبين ما في الخارج من الأعيان ليست يقينية .
إن المنطق وإن صلح كأدة لتنظيم المعرفة وتصحيح العلم إلا أنه يشكل وسيلة لاكتساب العلم ، وتحصيله ، وإنما تتركز فائدته في ترتيب الأدلة وتنظيم الأقيسة .

وهناك منهج علمي أو وضعي يقوم على المشاهدة والتجريب ، والرصد والتحليل والإستقراء للتوصل للحقائق التي يشهد بها الوجود الخارجي وعلى ذلك فإن هذا المنهج يوغل في الواقع ، بعكس المنهج الفلسفي أو النظري التجريدي الذي يعتمد على العقل وحده في كنف الأمور

إن المذهب الذي يقول يمكن التوصل إلى الحقيقة باعتماد منفرد للعقل مع إعمال قوانين المنطق هو مذهب غير صحيح ، إذ لابد أن نلجأ للمدركات الحسية ، فلا حقيقة علمية دون تجريب ، وفي هذا المعنى يقول ابن خلدون في مقدمته : ومن هنا يتبين أن صناعة المنطق غير مأمونة الغلط لكثرة ما فيها من الإنتزاع ، وبعدها عن المحسوس فإنها تنظر في المعقولات الثواني ، ولعل المواد فيها ما يمانع تلك الأحكام وينافيها عند مراعاة التطبيق اليقيني
وعن المنطق يقول ابن خلدون في مقدمته ِ : ووجه قصور هذا العلم أن المطابقة بين النتاج الذهنية التي تستخرج بالمنطق وبين ما في الخارج ليست يقينية .
وعن الأحكام اليقينية يقول إبن خلدون : وإن العقل ميزان صحيح وأحكامه يقينية في أمور الحس والتجربة ..)

لا شك في أن المنحى العلمي وليد الحضارة الإسلامية ، فهي التي أفرزته وهي التي فطنت إليه نادت به وطبقته ، فأصبح طابعها المتجسد وسيمتها فكثير من علماء المسلمون وقفوا عند مسلك التجربة في البحث وذلك في فجر حضارتهم
ومن بعض الأمثلة الإسلامية العربية

الميزان الطبيعي
لأبي بكر الرازي
الألة المخروطة لأبي الريحان البيروني
القسطاس المستقيم
لإبراهيم الخيامي النيصبوري
موازين الخزاني
ضمن عبد الرحمان الخزاني
وفي القياسات الكونية أخذ العرب الاسطرلاب لرصد النجوم من الحضارة الإغريقية وطوروها أيما تطوير فدانات لهم القياسات الكونية التي أمكنهم إجرائها بدقة مذهلة تفوق كل ما كان معروفا في العصر الوسيط
وعن الإسطرلاب يقول الكاتب الخوارزمي في كتاب مفاتيح العلوم : أنواع الإسطرلاب كثيرة وأساميها مشتقة من صورها كالهلالي من الهلال والكري من الكرة والزروقي والصدفي والمسرطن والمبطح وأشباه ذلك .
ولعله من المفيد أن نبين هاهنا بإيجاز أنواعها الثلاث :
1 تمثل مسقط الكرة السموية على سطح مستو ، أو
2 تمثل مسقط هذا المسقط على خط مستقيم أو
3 تمثل الكرة بذاتها دون أي إسقاط

ومن ثم فالأنواع الثلاث هي :
الإسطرلاب المسطح أو السطحي ، الإسطرلاب الخطي ويسما أيضا عصا الطوسي نسبة لمخترعه المظفر بن المظفر الطوسي ومن ثم الإسطرلاب الكري أو الاكرى

إهتم العرب بالكمياء وتبني الدرسات الفلكية ـ تعمق في علوم الجبر والبصريات والفلسفة أطلقوا العنان في أمور الطب وغيرها فكان العرب يعيشون حقبة ذهبية
فهم من وضع الأسس قبل اوروبا بآلاف السنين ومع ذلك يتجهل الغربيون بقصد أو بدونه نسبة المنهج العلمي لعلماء العرب والمسلمون وينسبون هذا المنهج لبعض روادهم منهم

روبرت جروستست
روجر بيكون
ليوناردو دافنشي
فرانسيس بكون الفيلسوف الإنجليزي
رينيه ديكارت


ونشير في ما يلي على سبيل المثال إلى بعض ما جاء في كتابات ليوناردو دافنشي خاصا بالمنهج العلمي الذي لابد أن يكون وصلت سماته إليه بحكم اطلاعه على كثير من التراث الإسلامي


لم يكن ليوناردو ليقبل عن رضى واقتناع السيطرة التقليدية العمياء لعلوم الإغريق القديمة التي سادت الحياة الفكرية في القرون الوسطى سواءا كانت هذه العلوم منسوبة إلى أفلاطون أو إلى أريستطاليس ( أرسطو ) أو إقليديس أو طاليس ، أنكسيمندروس وأنكسمان وغيرهم ،
تعبر مذكرات ليوناردو عن هذا المنحنى الفكري : سيظن الكثيرون أن بوسعهم لومي بحق متهمينني بأن براهيني تخالف تعاليم بعض الرجال الذين يتمتعون بأعلى درجات التقدير ـ بيد أنهم لم يدخلوا في اعتبارهم بأن أعمالي تصدر عن مجرد التجربة البسيطة وهي صاحبت السلطة
ومضى في موضع أخر يقول : إن من يعتمد في مناقشته على تعاليم موضوعة فإنه لا يستعمل فكره وإنما يلجا إلى ذاكرته .
إن ليوناردو ليعد بحق من مؤسسي النهج العلمي والمدرسة التجريبية في أوروبا حيثُ تبدأ الدراسة بالمشاهدة الدقيقة يليها الفحص والتدقيق والتحليل ثم الإستنتاج المنطقي وتنتهي باختبار صحة النتائج النظرية بإجراء التجارب العلمية وهو إتجاه لم يكن مألوفا في العصر الذي عاش فيه ليوناردو وكثيرا ما نوه بالتجربة فكتب يقول :
إن التجربة لا تخدع أبدا إن تقديرنا وحده هو الذي يخدع ، ويبني عليها امورا لا تدخل في طاقته ( عن المخطوط cod au 154 v )
( قبل أن تجعل من هذه الحالة قاعدة عامة اختبرها بالتجربة مرتين او ثلاث مرات وانظر إن كانت التجربة ستحدث نفس الأثر ( عن المخطوط ms a 47 v )
وهناك العديد من المخطوطات التي تشير إلى التجربة بصفتها جوهر المنهج العلمي وركيزته الأساسية ......


في القرن التاسع عشر وأوائل العشرينيات قد غيرت بعض المفاهييم السائدة كالعلمية والفلسفية .. إذ بدأت نظرتنا للعالم الطبيعي تتغير شيئا فشيا ، وأصبحنا مع تطور النسبية الفزيائية والكميا الحرارية الدينمية نميل إلى أخذ اختلافات العالم الطبيعي وتغيراته المتواصلة وصعوبته الشائكة بعين الإعتبار وبذلك بدأ العلماء يشعرون بضرورة الإبتعاد عن النظرة الكلية للكون .

وقد بينت أبحاث إيليا بريغوجين (ilya prigofine ) إن نسبية اينشتاين قد أصبحت بالنسبة إلينا دعامة يرتكز عليها تاريخ العالم الحراري (thermique ) وان المكانيكا الكمية ( la mecanique quantique ) قد قادتنا إلى كميا الهتامات ( la chimie des particules ) حيثُ تلعبُ التبادلات دورا أهم بكثير من دور الوصف الثابت للعناصر الثابتة . يقول بريغوجين وباهوت إن هناك الآن _ علمين في الصفوف الأمامية للجبهة الجديدة : فزياء اللاتوازن ونظرية الأنساق الدينمية ، لقد عرفنا الأن أن اللامعكوسية يمكن أن تكون خلاقة لبنى وهياكل جديدة ن وأن التقلقل أي اللااستقرارية يكون قاعدة في عديد من الأنساق الدينمية .

بقدر ما كانت العلوم الكلاسيكية خاضعة ابستمولوجيا إلى مبادئ أفلاطونية تعتمد الإستقرار والثبات والتعالي ، تظهر واضحة الأن معالم العودة الجزئية إلى الفلسفة السفسطائية من ناحية وإلى الأرسطية من ناحية أخرى
أصبحَ الإنسان بوصفه ذات فاعلة مستقلة حراً من لعنة ِ الميتافيزيقية كالسفسطائيين مثلاً انتقدوا كل ماورائي ، واتخذو لنفسهم منهجا ًواسما ً رغم َ أنهم قريبونَ للصواب إلا أنهم بعيدونَ عنه !
قاموا بنقد الفكر البنيوي للمعتقدات الدينية والمثيولوجيا ، توغلوا إلى العمق بعد أن كانت تلك الأمور لا تخضع للعقل ، فلا غرابة أن يشك بروتا غوراس وهو أشهر السفسطائيين بشهادة : أفلاطون في وجود الآلهة فهو يقول : عن الآلهة لا أستطيع أن أقول شيئا لا عن أنها موجودة ولا عن كونها غير موجودة .
أصبح النقد عندهم عملية منطقية هامة ، يلاحظ كمال الدين علي يوسف في مقدمته لمحاورة بروتاغوراس قائلا : فكان النقد عندهم وضع مقدمات وما يعارضها ثم الوصول إلى النتيجة التي يراد الوصول إليها ، وبذلك وضعوا للنقد أصولا ومبادئ

سقراط يرى نقدهم وشكهم في الأشياء والقضايا لم تأتيا تعبيرا عن قلق علمي ومعرفي ، بل جاء تملقا وخداعا يهدف قبل كل شيء إلى إظهار قدرتهم على تناول كل المواضيع بالدرس والتحدث عنها بأي طريقة . وقد أراد سقراط أن يبين وجه الإختلاف بين نقدهم وطريقته التوليدية التي تعتمد الشك البناء والبحث للوصول إلى إقرار الحقيقة الجوهرية الكامنة تحت طيات الظواهر الحسية

يمكننا أن نقول أن السفسطائية ثورة فكرية قلبت مفاهيم الفكر اليوناني في القرن الخامس قبل الميلاد ، بعد أن قاموا الفلاسفة الفزيائيين بتحويل مشكلات الإنسان في الطبيعة من الحدس الشعري والإيمان إلى المجال التفكيري والعقلي أي بعدما نبذو المنطق المثيولوجي وأسسوا المنطق التأملي ، وضعوا المعرفة تحت المجهر وقاموا بتفكيكها جزئيا ، لذا يقر التاريخ بأهميتهم
رغم التملق ورغبة البروز التي كانت تعتري ميولهم في النسق !




(بذيءً ذي بدء إن الموضوع بحد ذاته لا يلعن السفسطائية لأن اللعنة لا تستطيع زحزحةَ هذا النموذج العريق ، أي أن الخوض هو الوسيلة لإسقاط الإدعاء وتمجيد ما هو موجود ، فالفلاسفة العرب قاموا بنقد بنية الفكر السفسطائي ، وهناك عدة كتب خاضت الغمار في هذا الشأن وبعضها كما قيل مفقود ، أما تمجيد العقل بحد ذاته دون النظر إلى الأنقاض التي تمَ البناء عليها ، فالعقل وحده دونَ المدركات الحسية لن يستطيع بلوغَ الأشياءَ اللاهونية ، فضلنا الله على كثير مما خلق بالعقل ، وهذا العقل هو الذي أدى بالفيلسوف هيجل إلى النبش ِ في سره ِ وتجليه ِ وأناشد الكافة بقراءة كتاب ( علم ظهور العقل )

وأما بخصوص الميتافيزيقية أي الماورائية فهي موروث تاريخي وإعتقاد حسي روحي ، لا نستطيع نفيه بالكلام أو نسق ما ، ولكن الفكر السفسطائي قام َ بمحاولة لإسقاطه ِ واستطاع أن يغير َ نمطية التفكير للعقل الغربي وما جاوره ، معللاً بأن المثيولوجي والقول المتبني يجب إخضاعه للهرومنطيقية ، مما أدى لبروز الجانب الإلحادي للعديد ..

هذا المورود كان محاولة لتطويق بعض الأفكار وليست رأياً شخصيا ً منسوباً لي ، فالحمد لله لأني في حزب المسلمين
رغم َ أخطائي وهفواتي ...






التتمة في مرة ٍ أخرى
إن شاء الله
وأتمنى أن تكونوا قد استفـدتم من هذه العصارة الفكرية أو هذه الجزئيات
المجزئة ..


 


قديم 07-10-15, 02:11 PM   #2
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  اليوم (06:57 AM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ما شاء الله
جهد تستحق الثناء عليه يا حديث الروح

طرحت هنا منهج جميل لاثبات الحقائق
والبحث عن الحقيقة

وزودتنا ببعض التجارب والاختراعات

قرأته كله رغم طوله

بارك الله فيك
لا عدمناك اخي ، وليزدك الله من فضله


 


قديم 07-10-15, 02:28 PM   #3
مطر الفجر

الصورة الرمزية مطر الفجر

آخر زيارة »  01-12-18 (03:05 AM)
سحقاً لقوم يقولون مالا يعلمون
و بئساً لقوم يحكمون بما لا يعرفون
و تباً لقوم في الجهالة يستمرون
_____
ان بعض القول فناً
فاجعل الاصغاء فناً

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الاخ الكريم حديث الروح
اولا اهنئك على هذا الموضوع من كل جوانبه
لانه يدل على عقلية واعية وثقافه عاليه
و مخزون لغوي عميق جدا
اسجل اسمك الان في قائمتي
من بين الاعضاء الاكثر اهمية وثقافة
لفت اهتمامي عدة نقاط بالموضوع وهي

ان الرازي بحد ذاته كان يعمل بمنهجية الشك ، في مناقشته للقضايا العقلية ،
وذلك بقصد التثبت في الأمور والحسم

___________________

والواجبٌ على الناظر في كتب العلوم ، إذا كان غرضه معرفة الحقائق
أن يجعل نفسه خصما لكل ما ينظر فيه ، ويحيل فكره في متنه ِ،
وفي جميع ِ حواشيه ِ ، ويخصمه من جميع جهاته ونواحيه ،
ويتهم أيضا نفسه عند خصامه ، ولا يتحمل عليه ، ولا يتسمح فيه
، فإنه إذا سلك هذا الطريق إنكشفت له الحقائق ،
وظهر ما عساه وقع في كلام من تقدمه ِ من القصير والشبهة ،

__________________

يجب أن يكون خصماً لكل ما يتلقاهٌ من بيانات ،
حتى يحكمَ على الشيء ِ بالحجة
ويثبتَ قوله الذي قد يكون دحضاً لقول آخر

________________

إن المنطق وإن صلح كأدة لتنظيم المعرفة وتصحيح العلم
إلا أنه يشكل وسيلة لاكتساب العلم ، وتحصيله ،
وإنما تتركز فائدته في ترتيب الأدلة وتنظيم الأقيسة .
______________________


اعتقد ان ملخص الحديث من وجهة نظري
اذا لم يكن هناك دليلا فعليا لن يكون هناك اقناع عقليا !!!

شكرا لك على الموضوع الرائع
يستحق التقييم
تحيتي




 


قديم 07-10-15, 03:54 PM   #4
فآت الميعآد

الصورة الرمزية فآت الميعآد
..
.. رحمه الله ..

آخر زيارة »  04-29-17 (03:32 PM)
المكان »  الرياض
الهوايه »  الغآيه لآ تُدرك دآئماً !
هذآ انا ..!
من آبتدآء ..
ذـآكك آلمشوآر ..
$

 الأوسمة و جوائز

Icon34



..

جميل مَ كتبت
فعلآ " آسم عَ مسمّى .. حديث الروح
إحترآمي لَكك




 


قديم 07-10-15, 08:02 PM   #5
سفيان سعلي

الصورة الرمزية سفيان سعلي

آخر زيارة »  12-06-23 (01:31 AM)
المكان »  أَسْكُنُ فِـي جِـبَال ِ الألِمْبِـسْ !وََبََيْـنََ رمُوْشِـك ِِ يَا أَنْـت ِِ !
الهوايه »  الِشعْرٌ خٌبْـزِيْ، وَالتَهَافُتٌ حِرْفَـتِي !
أبحثُ عن القصيده ْ
في مكب ِ
التفاصيل
فالشعرٌ خبزي
ولغة الروح ِ الوحيده ْ !!
دمي على الورق ِ
يسيل ..
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرجانة مشاهدة المشاركة
ما شاء الله
جهد تستحق الثناء عليه يا حديث الروح

طرحت هنا منهج جميل لاثبات الحقائق
والبحث عن الحقيقة

وزودتنا ببعض التجارب والاختراعات

قرأته كله رغم طوله

بارك الله فيك
لا عدمناك اخي ، وليزدك الله من فضله

فخر ٌ لي وشرفُ ..
أنك ِ قرأت ِ المحتوى كله ُ
ولا أخفي عنك ِ أن طوله ٌ
أكثر َ من هذا، فلتطويق التاريخ وما فيه ِ يلزمنا ملحمةٌ بأكملها َ، وما هذه ِ إلا جزيئات ٌ مجزئةٌ ، أو نبذة فقط !

لك ِ وردة ٌ
قطفتهاَ من باحة ِ مسك ِ
الغلـا




 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 04:13 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا