تذكرة الغياب ..


كانا واقفين في المحطة بإنتظار قدوم القطار ..

بعد أن قطعا التذاكر .. الوجهة : غير معروفة ..

كان الشحوب واضح على ملامح وجهه ..

اما هي فكانت لا تكف عن التأمل فيه بحزن ..

كانت حزينة لغيابه .. لرحيله

وزاد حزنها .. ذلك الشرود والشحوب الذي لم تره فيه من قبل ..

ودت ان تسأله لكن شدة قبضته على يديها منعتها ..

أحست بأن هناك شي ما .. وتمنت لو أخبرها ..

وصل القطار .. وبدأ أملها يخف شيئاً فشئياً ببقائه ..

تأملها للمرة الآخيرة ورسم ابتسامة شاحبة قائلاً لها : حان الوقت ..

حاولت ان تحبس دموعها لكن أبت ان تمنع نفسها ..

لم يحرك هذا شيئاً فيه .. التفت وصعد القطار ..

تحرك القطار وأخذت تنادي بإسمه .. تتحرك كلما تقدم القطار خطوة

أصبحت كالمجنونة .. أما هو .. اتخذ إحدى المقاعد

وكلما سمع ندائها أغلق عينيه .. مانعاً دموعه من الإنهمار ..

رحل .. ومرت السنوات .. ولم يعد

لم تعلم أن
تلك كانت آخر يوم تراه فيها ..

لم تعلم أن
ان تلك الرحلة ستكون بداية رحلة ألمها وعذابها ..

لم تعلم أن
أن دموعها كانت وسيلة ضعيفة لإستراجاعه ..

ولم تعلم أن
التذكرة التي قطعها كانت تذكرة ذهاب دون عودة ..



" ايا سكة القطار .. متى ستأخذنيني لمدينة الحنين ؟ .. "



تمت ..